لبنان: الحريري يواصل لقاءاته بأقطاب المعارضة ويجتمع بكرامي

حزب الله ينفي التزامه بإقناع حلفائه بأكثر من الصيغة الحكومية

TT

يواصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري محاولاته حل عقد تأليف الحكومة، من خلال لقائه عددا من أقطاب المعارضة. وبعد استقباله أول من أمس النائب طلال أرسلان، اجتمع أمس برئيس الحكومة السابق عمر كرامي، واستبقاه إلى مائدة الغداء، وعرض وإياه التطورات السياسية الراهنة في البلاد، لا سيما موضوع تأليف الحكومة. وبعد اللقاء أعلن كرامي أنه تمنى على الحريري «أن يكثف جهوده من أجل تأليف هذه الحكومة لتواجه كل المشكلات التي يواجهها الوطن والمواطنون».

وردا على سؤال عما قاله رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون عن وجود رئيس واحد في البلد، وأنه لا رئيس مكلفا، بل هناك نائب مكلف، أعلن كرامي أنه «أشار إلى هذا الموضوع، وهو قد حسم في الطائف. هناك ثلاث طوائف كبيرة في لبنان: السنة والشيعة والموارنة، ولكل منها رئيس».

وعما يطرح بالنسبة إلى أسماء معينة لوزراء وحقائب لطوائف معينة، أشار كرامي إلى أن «الدستور واضح، ونحن نقول إن هناك ثلاث مراحل: أولا يجري رئيس الحكومة المكلف مشاورات مع النواب وفي ضوئها يضع تصوره وأسماء الوزراء الذين يريد أن يتعاون معهم ويعرضها على رئيس الجمهورية، ثم يصدر مرسوم تشكيل الحكومة على ما يتفقون عليه. هذه صلاحيات رئيس الحكومة. واليوم كل من يريد أن يشارك في الحكومة له الحق أن يقترح الأسماء على رئيس الوزراء الذي له الحق بدوره أن يأخذ بها أو لا يفعل». واعتبر أن جميع القوى السياسية تعرقل تأليف الحكومة.

إلا أن محاولات الحريري لم تمنع احتدام حملات الاتهام المتبادلة بين قوى الأكثرية والمعارضة، ليحمل كل طرف الطرف الآخر مسؤولية الأزمة المستمرة منذ تكليف الحريري بتشكيل الحكومة. وقد ارتكزت هذه الحملات على «اللغة» التي استخدمها عون في تصريحاته الأخيرة، والذي يصر على توزير صهره الوزير جبران باسيل، وعلى عودته إلى وزارة الاتصالات، كما يصر على حقيبة الداخلية التي يتولاها حاليا الوزير زياد بارود، والمفترض أن الاتفاق تم لتكون من حصة رئيس الجمهورية إلى جانب حقيبة الدفاع. وقد تواصلت ردود الفعل لتبلغ ذروة التوتر مع تصريح إذاعي لعضو «اللقاء الديمقراطي» (الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط) النائب فؤاد السعد، الذي قال عن عون: «إننا نتعامل مع مريض نفسي يحتاج إلى أن يكون في مصح وليس في فيلا الرابية». وتوقع عدم ولادة الحكومة، وقال: «نحن لسنا في أزمة تأليف حكومة إنما في أزمة نظام حكم» وعلى صعيد متصل بجنبلاط ومواقفه، كان لزيارة وفد «اللقاء الديمقراطي» إلى البطريرك الماروني نصر الله صفير وقعها الإيجابي لترطيب الأجواء. وبعد خلوة للوفد مع صفير استمرت 45 دقيقة، قال النائب وائل أبو فاعور إنه نقل إلى البطريرك «رسالة من النائب وليد جنبلاط، تحمل التقدير والاحترام لهذا الصرح الوطني وسيده، وتؤكد على مصالحة الجبل والتمسك بهذه المصالحة التي أنتجت الكثير من المفاعيل الإيجابية والإنجازات الوطنية على مستوى العلاقات بين اللبنانيين». وفي عودة إلى السجال على خلفية تأليف الحكومة، قال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب زياد أسود إنه «لا أحد له الحق في أن يفرض على التيار الوطني الحر أي وزير يريد أن يوزر». وأضاف «إذا كان جبران باسيل أو غيره فهذا أمر يخص التيار الوطني الحر وحده ومن حقنا اختيار من نشاء للحكومة».

واستبعد اللقاء بين الحريري وعون، وقال: «على ماذا نريد أن نجتمع والهجوم ليلا نهارا على عون وفريقه؟». من جهته، اعتبر النائب في «تيار المستقبل» نبيل دو فريج أن «هناك لعبة توزيع أدوار في قوى «8 آذار»، بهدف تأخير مهمة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، فهم يتركون حليفهم عون يطلق من الرابية شعارات وكلمات بذيئة فتظهر أنها منه وليس منهم». إلا أن النائب في قوى «8 آذار» فادي الأعور اعتبر أن «فريق الأكثرية، كما الرئيس المكلف، لم تنجز المسائل لديهم لإطلاق العمل الحكومي».

وأشار نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إلى أن «التشاور مع النائب سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة ورئاستها، يأتي من أجل صيغة ترضي الأطراف المختلفة في الموالاة والمعارضة. وبنتيجة المساعي مع حلفائنا تم إعلان صيغة حكومة الوحدة الوطنية». وأضاف: «لكن ليكن معلوما لم نلتزم كحزب الله بأي أمر آخر غير الصيغة، ولم نعط التزاما لأحد». وقال: «انتقل الدور الآن بالكامل إلى الرئيس المكلف ليتواصل مع كل كتلة من الكتل النيابية في الموالاة أو المعارضة، ليتفق معها على حصتها وعلى أسماء المقترحين من قبلها».

ونفى قاسم تقديم أي وعود. ودعا «كل طرف إلى تحمل مسؤوليته وعدم إلقاء مسؤوليته على الآخرين، ولا يكلف بعض الوكلاء بالقيام بتوتير الأجواء بلا فائدة».