القضاء العسكري اللبناني يحاكم المتهم باغتيال الأخوين مجذوب في صيدا

اعترف بمسيرة تعامله مع الموساد ودخول الأراضي الإسرائيلية

TT

باشرت المحكمة العسكرية اللبنانية برئاسة العميد الركن نزار خليل محاكمة اللبناني الموقوف محمود قاسم رافع، في قضية التعامل مع العدو الإسرائيلي واغتيال القياديين في الجهاد الإسلامي الأخوين نضال ومحمود مجذوب، بواسطة سيارة مفخخة فجرها أمام منزلهما في مدينة صيدا في 26 أبريل (نيسان) 2006، بطلب ومساعدة من الموساد الإسرائيلي، وبالاشتراك مع المتهم الفار الفلسطيني حسين خطاب الذي تقررت محاكمته غيابيا في القضية.

وقد استجوبت المحكمة رافع في حضور وكيله القانوني المحامي أنطوان نعمة، فأفاد بأنه بدأ يتعامل مع الإسرائيليين في عام 1993 عندما كان يدخل منطقة الشريط الحدودي داخل المنطقة المحتلة عبر معبر كفرتبنيت (عندما كان عنصرا في قوى الأمن الداخلي). واستهل عمله التجسسي بنقل رسائل من الإسرائيليين إلى العميل الفلسطيني حسين خطاب لقاء أجر مقداره مائة دولار أميركي لكل رسالة، وبعد فترة بدأ بنقل البريد الميت، وفيه كان يحمل مبالغ مالية كبيرة يسلمها إلى خطاب الذي يدفع منها للعملاء أجورهم. إلا أنه لم ينقل أي معلومات للإسرائيليين عن المقاومة أو عن الدولة اللبنانية بحسب زعمه.

وأشار رافع إلى أنه ذهب إلى إسرائيل مرتين، الأولى من الجنوب قبل التحرير، وفي المرة الثانية عبر روما حيث استقبله في العاصمة الإيطالية شخص إسرائيلي يدعى ناتان سلمه جواز سفر إسرائيليا وانتقل برفقته إلى تل أبيب، وفي مرة ثالثة التقى ضباطا إسرائيليين في عمان، وقال إنه كان يتلقى منهم تعليمات جديدة ويسلمهم معلومات جمعها لهم من لبنان.

واعترف بأن الإسرائيليين فاتحوه في مسألة التخطيط لاغتيال الأخوين مجذوب بالتعاون مع حسين خطاب، وإنه قبل العملية بنحو الأسبوع سلمه ضابط إسرائيلي يدعى جورج السيارة المرسيدس الرمادية التي استعملت في التفجير، وطلبوا منه استئجار موقف وركنها فيه إلى حين تنفيذ العملية. إلا أنه تجول بها. كما طلبوا منه استئجار سيارة «فان»، وأوضح أنه أثناء توجهه إلى منطقة كفركلا تلقى اتصالا من الإسرائيليين أبلغوه فيه بأنهم يشاهدونه وهو يتنقل. ولدى وصوله إلى منطقة عبرا (شرق صيدا) صعد إلى جانبه جورج وكانت معه حقيبة وكيس أبيض، ثم أخذ منه جورج وحسين خطاب السيارة المرسيدس وأبدلا ببابها الخلفي بابا آخر مفخخا. وبعد الانتهاء من إبدال الباب وركن السيارة في المكان المعد لتفجيرها جلس مع جورج وحسين خطاب في السيارة «الفان»، وبعد قليل سمع دوي الانفجار.

وزعم رافع أنه بعد عودتهما من المنطقة التي اغتيل فيها الأخوان مجذوب فهم من جورج أنه جرى اغتيال هذين الشخصين. وقد طلب منه جورج إحراق أوراق السيارة وإخفاء مفاتيحها.

وقبل استكمال الاستجواب أرجئت الجلسة إلى 10 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لمتابعة محاكمته بهذه القضية وقضايا أخرى هي التعامل مع إسرائيل واغتيال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) جهاد أحمد جبريل، والقيادي في حزب الله حسين صالح، عام 2002 في بيروت والضاحية الجنوبية.