استطلاع للرأي يظهر تراجع تأييد الأميركيين للحرب في أفغانستان

شكك غالبية المستطلعين في إمكانية أن تؤدي الانتخابات إلى حكومة أفغانية فعالة

TT

افاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس قبيل الانتخابات في افغانستان، ان الاميركيين بدأوا يتراجعون عن دعم الحرب في هذا البلد ويعارضون ارسال مزيد من القوات اليه. وكشف هذا الاستطلاع تراجع دعم الاميركيين لحرب اعلن الرئيس باراك اوباما انها على رأس اولوياته، ووسط معلومات تفيد ان قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال سيطلب ارسال مزيد من القوات الى هذا البلد.

ورأى 51% من الاميركيين الذين شملهم الاستطلاع ان الامر لا يستحق خوض الحرب في افغانستان، مقابل 47% قالوا انهم موافقون على هذه المهمة. واجري الاستطلاع لحساب صحيفة واشنطن بوست ومحطة التلفزيون «اي بي سي» وشمل الف شخص. وقد حدد هامش الخطأ فيه بثلاث نقاط. وفي يوليو (تموز)، عبرت غالبية ضئيلة عن تأييدها لهذه الحرب. وقال 24% فقط من الاميركيين انه يجب نشر مزيد من الجنود الاميركيين في افغانستان، بينما اعتبر 27% ان عدد الجنود كاف ورأى 45% انه يجب تقليص العدد. وكان 29% من الاميركيين قالوا في يناير (كانون الثاني) انهم يؤيدون خفض عدد الجنود المنتشرين في افغانستان. وهو الاستطلاع الثاني هذا الشهر الذي يكشف تراجع الدعم الشعبي للحرب في افغانستان. فقد كشف استطلاع اجري من قبل السي ان ان ومركز ابحاث استطلاعات الرأي مطلع الشهر الجاري ان 54% من الاميركيين يعارضون الحرب مقابل 41% يؤيدونها. وظهر تراجع الدعم هذا بشكل واضح في الكونغرس حيث عبر عدد من مؤيدي اوباما الديموقراطيين عن قلقهم من التزام الولايات المتحدة بدون مهلة محددة زمنيا. وفي خطاب القاه امام محاربين قدامى الاثنين، اكد اوباما ان الحرب في افغانستان «اساسية» للدفاع عن الشعب الاميركي وحرمان تنظيم القاعدة من ملاذ للتخطيط لاعتداءات جديدة ضد الولايات المتحدة. الا انه اكد ان «النصر لن يكون سهلا».

ومع ذلك، قال ستون بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع الاربعاء انهم يؤيدون الطريقة التي يدير بها الرئيس باراك اوباما الحرب مقابل 33% قالوا انها لا تلقى تأييدهم. وبمناسبة الانتخابات الرئاسية الثانية في تاريخ افغانستان، شكك غالبية الذين شملهم الاستطلاع في امكانية ان تؤدي الى حكومة افغانية فعالة. وعبر 31% فقط من الذين سئلوا رأيهم عن ثقتهم بان هذه الانتخابات ستؤدي الى قيام حكومة قادرة على ادارة البلاد بطريقة فعالة مقابل 64% يعتقدون العكس. والاميركيون منقسمون حول ما اذا كانت الولايات المتحدة في طريقها للانتصار في هذه الحرب. وقال 42% من المستطلعين ان واشنطن ستنتصر بينما رأى 36% انها في طريقها للهزيمة.

وقال الاستطلاع ان المعارضة للحرب في افغانستان تتزايد في صفوف الليبراليين والديموقراطيين الذين يدعمون اوباما، في مؤشر مقلق للرئيس الاميركي. فقد اكد حوالي ثلثين من الديموقراطيين انهم يشعرون «بقوة» حاليا وان الامر لم يكن يستحق شن هذه الحرب. كما تراجع عدد مؤيدي الحرب بين الذين يعتبرون انفسهم ليبراليين بمقدار عشرين نقطة ويرى 63% منهم انه يجب خفض عديد القوات المنتشرة في افغانستان. وينتشر حوالى 62 الف جندي اميركي في افغانستان في اطار القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي. وسيصل عددهم الى 68 الفا قبل نهاية العام.

اما في معسكر الجمهوريين، فعدد مؤيدي هذه الحرب يزداد، اذ قال سبعون بالمائة منهم ان الامر يستحق خوض هذه الحرب، حسب الاستطلاع نفسه. وستدخل الحرب في افغانستان عامها التاسع في اكتوبر (تشرين الاول). وقد اجري الاستطلاع من 13 الى 17 اغسطس (آب).