مولاي فقير محمد يعلن نفسه زعيم طالبان باكستان

قال إن محسود حي لكنه مريض جدا.. وخبراء يشككون بقدرته على تولي زعامة الحركة

الشرطة الباكستانية ترافق نحو 56 معتقلا من عناصر طالبان في قرية كنجو في وادي سوات (أ. ب. أ)
TT

أعلن أحد أبرز قادة طالبان الباكستانية، مولاي فقير محمد، أنه بات يتزعم هذه الحركة «مؤقتا» خلفا لبيت الله محسود، الذي قالت إسلام آباد وواشنطن، إنه قد يكون قتل قبل أسبوعين في هجوم صاروخي أميركي، لكن الخبراء أكدوا أمس أنه عاجز عن تولي زعامة الحركة، وأن هذا الإعلان الأحادي الذي لم يؤكده خصومه الرئيسيون، يبرز المنافسة بين زعماء الحرب لخلافة محسود على رأس حركة طالبان الباكستانية.

وطالبان الباكستانية مسؤولة عن موجة العمليات الانتحارية غير المسبوقة التي أودت بألفي شخص خلال عامين في كل أنحاء باكستان. وكان مولاي فقير محمد أحد معاوني محسود، أعلن مساء الأربعاء في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، أنه تم تعيينه ليخلف زعيمه خلال «شورى» عقدت «قبل يومين». وقال «إن بيت الله محسود حي، لكنه مريض جدا. في غيابه، أعلن بصفتي نائب رئيس طالبان الباكستانية، أنني أحل محله على رأس الحركة».

وأضاف أن حكيم الله محسود وولي الرحمن، وهما اثنان من قادة طالبان، قيل أنهما يتنازعان خلافة بيت الله محسود، وافقا على توليه القيادة. وتعذر الاتصال بالرجلين حتى الآن. وتعتبر واشنطن بيت الله محسود (35 سنة) «الوسيط» الرئيسي بين «القاعدة» وحركة طالبان باكستان المتحالفة مع طالبان أفغانستان. وكانت الولايات المتحدة قدمت مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى اعتقال محسود. وتقول واشنطن، التي تعتبر إسلام آباد، حليفتها الرئيسية في «حربها على الإرهاب»، إن «القاعدة» أعاد تنظيم صفوفه في المناطق القبلية المتاخمة لحدود أفغانستان بفضل دعم طالبان باكستان. وأكد مسؤولون في إسلام آباد وواشنطن مرارا من دون أن يقدموا أي دليل، أن محسود قتل في الخامس من أغسطس (آب) في معقله بجنوب وزيرستان في هجوم صاروخي أميركي. ونفى معاونو محسود مقتله من دون يقدموا بدورهم دليلا على أنه لا يزال حيا. وقال شفقة محمود، وهو كاتب مقالات ومتخصص في القضايا الأمنية الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا اعتقد أن (فقير محمد) يتزعم الحركة أو ما تبقى منها في الظروف الراهنة». وأضاف «من الواضح أن هناك تنافسا على خلافة محسود» بينه وبين حكيم الله وولي الرحمن. اعتقد أنه الآن بعد مقتل محسود يحق له خلافته، لكن الأمر يتعلق بمجرد إعلان».

وقال رحيم الله يوسف، الصحافي المتخصص في المناطق القبلية وفي شؤون طالبان و«القاعدة» والمعروف دوليا «لا يستند هذا الإعلان إلى أي توافق. السلطة الفعلية في وزيرستان، ولا سلطة لحركة طالبان الباكستانية من دون طالبان وزيرستان». وفقير محمد يتحدر من قبيلة من باجور ولا يحظى بشعبية في كل أنحاء وزيرستان معقل قبائل محسود، التي كان بيت الله زعيمها. إلا أن القسم الأكبر من مقاتلي حركة طالبان الباكستانية من قبيلة محسود بحسب اختصاصيين.