خادم الحرمين وولي العهد يدعوان إلى إذكاء روح الأخوة وإعلاء معاني التراحم

في كلمة وجهاها بمناسبة حلول شهر رمضان

TT

دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، عموم المسلمين، لاستغلال شهر رمضان لإذكاء روح الأخوّة، وإعلاء معاني التراحم.

وشدد خادم الحرمين، وولي العهد، في الكلمة التي وجهاها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وألقاها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، على أهمية إعلاء معاني التعاطف والتراحم والبذل، وأن نستحضر قيم ديننا العظيمة. وفي ما يلي نص الكلمة:

«الحمد لله القائل في كتابه الكريم: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، والصلاة والسلام على من بعثه الله ـ تبارك وتعالى ـ رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

أيها الإخوة والأخوات:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وكل عام وأنتم بخير.

أهلّ علينا شهر رمضان بنفحاته المباركة، فلك اللهم الحمد والمنّة أن بلّغتنا هذا الشهر الفضيل، شهر القرآن الكريم، ولك اللهم الحمد والمنّة أن أكرمتنا بشهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. وما أسعدنا بهذا القادم الميمون، حيث يستشعر جميع المسلمين، في أيامه العظيمة، ولياليه المباركة كل ألوان التعاطف والتراحم والمحبة، وينهلون من أفيائه تلك المعاني العظيمة التي جاء بها الدين الخاتم، معاني الرحمة والتسامح والجود، اقتداءً بسيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان ـ عليه السلام ـ يستبشر بهذا الشهر المبارك، ويستحث صحبه الكرام بقوله: (أتاكم شهر رمضان، شهر بركة يغشاكم الله فيه فيُنزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله).

فحمدا لك اللهم على ما أنعمت، وحمدا لك اللهم على ما وهبت.

أيها الإخوة والأخوات:

ما أعظم الدروس المستفادة من شهر رمضان وما أجلّها! فلنجعل من أيام هذا الشهر ولياليه مناسبة لمزيد من الشكر لله ـ تبارك وتعالى ـ على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن نسارع فيه إلى إذكاء روح الأخوّة، وأن نعلي فيه من معاني التعاطف والتراحم والبذل، طلبا للأجر والمثوبة من المولى ـ تبارك وتعالى ـ وأن نستحضر فيه قيم ديننا العظيمة التي هي بعض فيوض هذا الشهر الفضيل، وهذا الدين السمح.

أيها الإخوة والأخوات:

إننا نرفع أكفّ الحمد والشكر إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ أن بلّغنا هذا الشهر الكريم، وندعوه، جل وعلا، أن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يأخذ بأيدينا إلى فعل الطاعات، وأن يجعلنا ـ بفضله وكرمه ـ من عتقاء هذا الشهر، وأن تشمل رحمته من لاقوا وجهه الكريم واستأثر بهم، وأن لا يحرمنا فيه رحمته، إنه القادر على كل شيء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».