العالم يتأهب للموجة الثانية من أنفلونزا الخنازير.. وعدواها تنتقل إلى الطيور

باحثان أميركيان يطالبان بأولوية تطعيم أطفال المدارس وآبائهم

TT

فيما دعت منظمة الصحة العالمية دول العالم للاستعداد لموجة جديدة من فيروس أنفلونزا الخنازير، ومواجهة مشاكل تأمين اللقاحات المضادة لها، أعلنت دولة التشيلي أن فيروس أنفلونزا الخنازير، قد انتقل ولأول مرة في العالم إلى الديك الرومي، بينما طالب باحثان أميركيان بتطعيم الأطفال في سن الدراسة وآبائهم بسبب احتمال نشرهم العدوى بسرعة.. قبل تطعيم أفراد المجموعات الأخرى الأكثرعرضة للإصابة.

وقالت مارغريت شان مديرة منظمة الصحة العالمية أن الحكومات ستواجه تحديات تأمين اللقاحات اللازمة ضد فيروس «اتش 1 إن 1» المسبب لعدوى المرض. وأضافت في رسالة فيديو مسجلة تم بثها في افتتاح ندوة استغرقت ثلاثة أيام في بكين حول الأنفلونزا في آسيا المحيط الهادئ، انه «لا يمكننا التحدث بالتأكيد فيما إذا كان الأسوأ قد مر وانقضى، أم انه آت حتما». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنها أن «علينا أن نستعد لكل مفاجأة يأتينا بها هذا الفيروس الجديد»، مشيرة إلى أن «التحول الدائم وغير المرئي يشكل آلية البقاء في عالم الميكروبات». وأضافت انه يجب الاستعداد أيضا لموجة ثانية وحتى ثالثة كما رأينا من الأوبئة الماضية.

وفي مقالة علمية نشرت في عدد أول من أمس في مجلة «ساينس» العلمية طالب جان ميدلوك الباحث في الرياضيات في جامعة كليمسون وأليسون غالفاني الباحث في الطب في جامعة يال، اللذان وضعا نموذجا رياضيا مطورا حول انتشار العدوى، بإعادة النظر في أولويات تلقيح المجموعات الأكثر تهديدا بالعدوى. وقالا إن الطرق المعتادة في أولويات التطعيم لن تكون مجدية في حال وباء أنفلونزا الخنازير، وانه يجب تطعيم الأطفال بين سن 5 و19 سنة والبالغين بين 30 و 39 سنة، أي ربما التلاميذ وآباؤهم.

وطور الباحثان النموذج الرياضي بعد دراستهما لبيانات خاصة بأوبئة الأنفلونزا لعامي 1918 و1957 عن الوفيات نتيجة الاتصال بين المصابين والأصحاء. وكانت الإرشادات التي نشرتها مراكز مراقبة الأمراض والوقاية الأميركية الشهر الماضي قد حددت المجموعات الرئيسية التي تخضع أولا للتطعيم بأنها فئات: الحوامل، الأطفال بين سن 6 أشهر و4 سنوات، الأشخاص الذين يرعون الأطفال دون سن السادسة، أفراد الطاقم الصحي العاملين مع الأطفال المصابين بمختلف الأمراض بين أعمار 5 و 18 سنة.

إلى ذلك قالت السلطات البيطرية الصحية في التشيلي أنها اكتشفت انتشار فيروس «اتش 1 إن 1» بين الديك الرومي في مزرعتين في البلاد. وهذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها الفيروس في نوع من الحيوان عدا الخنازير. وقالت وكالة الزراعة والماشية الحية إن المزرعتين وضعتا تحت المراقبة، وان منتجات اللحوم من الديك الرومي آمنة للاستخدام البشري.

وفي الولايات المتحدة انطلقت تجارب يشرف عليها باحثون في 11 جامعة أميركية على لقاح مضاد لأنفلونزا الخنازير بمشاركة الأطفال، وفق برنامج وضعته مراكز مراقبة الأمراض والوقاية. وتهدف التجارب إلى مقارنة فاعلية كل من لقاحي الأنفلونزا الموسمية وأنفلونزا الخنازير، ومقدار جرعاتهما. على صعيد آخر طالب علماء بريطانيون بتطوير لقاح مضاد لكل أنواع الفيروسات المسببة للأنفلونزا، ما دامت تلك الفيروسات تصيب نحو 10 إلى 20 في المائة من السكان سنويا. وذكرت مجلة «نيو ساينتست» العلمية البريطانية أن واحدا من هذه اللقاحات الشاملة سيخضع لتجارب في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأشارت دراسة فرنسية نشرت أمس إلى أن نصف الوفيات من أنفلونزا الخنازير وقعت بين الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وهم إما من النساء الحوامل أو أشخاص لديهم مشاكل صحية أخرى وخاصة مرضى السكري وحالات مرتبطة بالبدانة. وقال باحثون في المعهد الفرنسي لمراقبة الصحة العامة في سان موريس في فرنسا في دورية «يوروسيرفيلانس» إن «معظم الوفيات (51 في المائة) حدثت في الفئة العمرية من 20ـ 49 عاما لكن هناك تفاوتا كبيرا وفقا للبلد أو القارة».

وأضافوا انه على الرغم من أن الأشخاص الطاعنين في السن اقل احتمالا من الآخرين للإصابة، فإنهم إذا أصيبوا بأنفلونزا «اتش1 إن1» الجديدة يكونون أكثر احتمالا للوفاة، وفقا لما أوردته وكالة «رويترز». كما أشارت الدراسة إلى أن الأطفال ليسوا متأثرين بشدة كما يخشى حاليا. وذكرت تقارير إعلامية في موسكو أن وزارة الصحة في جمهورية أذربيجان أعلنت أن جميع الحجاج المتوجهين لزيارة مكة هذا العام سيخضعون للفحص الطبي بهدف رصد فيروس «اتش 1 إن 1» ومنع المصابين منهم من السفر. وقد سجلت أذربيجان إصابتين فقط بالفيروس.

كما أعلنت جمهورية بشكيريا ذات الحكم الذاتي في نطاق روسيا الاتحادية أن جميع الراغبين في الحج هذا العام سيخضعون لتطعيم إجباري بلقاح مضاد لأنفلونزا الخنازير.