الحريري يهنئ اللبنانيين بشهر الصوم.. ويدعو للتعالي فوق الجراح ونبذ الفتن

المرجعيات الدينية الإسلامية دعت لتأليف حكومة تعزز الوحدة والحوار

TT

شكّل حلول شهر رمضان المبارك مناسبة لرئيس الحكومة المكلف النائب سعد الحريري والمرجعيات الدينية الإسلامية، للدعوة إلى التلاقي ونبذ الفتن والتعالي فوق الجراح، والابتعاد عن الخطابات الاستفزازية والتهديدية. وشددت مواقفهم على ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية تهتم بشؤون الناس وأحوالهم. وتعزز الوحدة بالحوار والتقارب لا بالتعنت والتحدي.

فقد هنأ الحريري في بيان أصدره أمس اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بحلول شهر رمضان المبارك، وتمنى أن «يكون شهر الصوم والسماح فرصة للجميع بالتعالي فوق الجراح، ونبذ الفتن ورفض الانجرار إلى السجالات الإعلامية والسياسية العقيمة». وقال إن «شهر رمضان الكريم، هو مناسبة لتطهير الجسد والروح، والتأمل في ما يجمع الناس والابتعاد عما يفرق بينهم، والبحث عن أفضل العلاقات بين مكونات المجتمع حرصا على الخير العام. إنني إذ أهنئ اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بحلول الشهر الفضيل، آمل من جميع الفئات السياسية ووسائل الإعلام اللبنانية أن تغتنم جمعيها هذه الفرصة، للتعالي عن الجراح ونسيان الإساءة وتفضيل السماح، لنبذ الفتن ووقف السجالات».

ورأى الحريري أنه «بهذه الطريقة وحدها يمكننا جميعا أن نعود إلى الأولويات الصحيحة وعلى رأسها الخير العام ومصالح المواطنين الحيوية، ومصلحة لبنان في بناء اقتصاد منتج ودولة قوية». وتوجه بأطيب التمنيات إلى جميع اللبنانيين وإلى الأمة العربية والإسلامية لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، داعيا الله «أن يعيده على الجميع بأفضل الأحوال، فتكون مزارع شبعا قد تحررت من الاحتلال الإسرائيلي، ويكون الشعب الفلسطيني الشقيق قد استعاد جميع حقوقه، وفي مقدمها حق اللاجئين في العودة إلى دولة فلسطينية عاصمتها القدس».

وفي رسالة وجهها لمناسبة حلول رمضان قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني: «يحل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام، ونحن نعيش أجواء تشكيل حكومة جديدة، برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري الذي نأمل أن يؤلف حكومته في شهر رمضان المبارك، لتعم الفرحة قلوب اللبنانيين ويتبدد القلق الذي يساورهم صباح مساء، وذلك بتعاون الجميع لتسهيل عملية تشكيل الحكومة، دون شروط تعجيزية، رأفة بلبنان واللبنانيين». وأضاف: «يحتاج لبنان في هذه المرحلة إلى حكمة العقلاء، وإلى التوافق والتفاهم والمحبة والألفة بين قادته السياسيين، نريد خطابا سياسيا حكيما، يوحد ولا يفرق، ويؤلف ولا يشتت، يلم شمل اللبنانيين، ويجمعهم على الخير، ولا نريد خطابا استفزازيا ولا تهديديا ولا هابطا، بل خطابا توحيديا، يحافظ على صيغة العيش المشترك التي يتميز بها لبنان، والموقف من أي قضية في البلد يعالج بالروية والحكمة، لا بالتهويل والوعيد، والتصلب في المواقف المؤدية إلى التعطيل».

وختم داعيا إلى «تعزيز الوحدة الوطنية بالحوار والتقارب والانفتاح على الآخر، لا بالتعنت والتحدي واستكبار بعضنا على بعض في أمور نستطيع تجاوزها لمصلحة البلد الذي يحتاج إلى كل أبنائه».

وللمناسبة عينها، طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان بالإسراع في «تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وبأن تكون الموائد الرمضانية في خدمة الشعب ومصلحته». وقال: «على الحكومة أن تعوض اللبنانيين حرمانهم بأن توفر لهم الكهرباء والماء والأمن والاستقرار، نريد حكومة وطنية تلبس لباس العافية يشارك فيها أصحاب الكفاءة من المواطنين الصالحين البعيدين عن أساليب الحقد والضغينة. نحن نريد حكومة منسجمة تعمل وتجاهد في سبيل الإنسان، لبنان من دون حكومة يعني أن يكون الأمن فيه مفقودا والاقتصاد مهزوزا، نحن نريد حكومة تتحقق فيها الشراكة والوحدة الوطنية والعيش المشترك. وأن نبتعد عن العراقيل في تشكيل هذه الحكومة التي ستعمل لمصلحة الوطن وعافيته».

كما وجه شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن رسالة لمناسبة شهر الصوم أمل فيها «أن ينعم لبنان بمزيد من الاتفاق والوفاق السياسي والحوار المطلوب بين الأفرقاء كافة للوصول إلى تفاهم يؤدي في نهاية المطاف إلى النهوض بلبنان وتفعيل مؤسساته، وقيام حكومة تعطي الأمل في مستقبل يتوق إليه كل اللبنانيين، وقال: «إننا ندعم الجهود الخيّرة التي يبذلها كل من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري لإنجاح هذه المهمة الكبيرة».

وخاطب المرجع الديني الشيعي في رسالته الرمضانية المسؤولين اللبنانيين فقال: «أيها المسؤولون في لبنان، يا من يهتف لهم الناس بكرة وأصيلا، إذا كانت العداوة بينكم متأصلة إلى هذا الحد، وإذا كانت الدولة بعيدة عن حركتكم على مستوى الذهنية والمنهج، وإذا لم يكن لكم من طاقة لمواجهة المشكلات التي استولدَتها شخصانيتكم وحركتكم... استريحوا أو استقيلوا، أو مارسوا شيئا من الصوم الحقيقي الذي يجعلكم تتطهرون من الرذيلة السياسية التي أفسدت الواقع، ووحلت الذهنيات، وأنهكت البلد».

وتوجهت «القوات اللبنانية»، في بيان، بالتهنئة من اللبنانيين عموما والطوائف الإسلامية خصوصا، راجية من الله عز وجل «أن يكون هذا الشهر الفضيل شهر خير وبركة على لبنان وفاتحة غد مشرق لتلاقي اللبنانيين حول «كلمة سواء»، ولتضافرهم في سبيل إيجاد الحلول الآيلة إلى انتشال لبنان من أزماته المتتالية وذلك إيذانا بافتتاح عهد جديد يعود فيه لبنان معافى ليلعب دوره كاملا، منارة حوار وجسر تواصل على الصعيدين العربي والدولي».