مصدر أمني: الحدود العراقية ـ الإيرانية أصبحت أكثر أمنا واستقرارا

تحدث في مؤتمر استضافته البصرة عن تعاون إيراني «جيد»

TT

في الوقت الذي قال فيه مصدر أمني رفيع في وزارة الداخلية، إن الحدود العراقية الإيرانية أصبحت أكثر أمانا وسيطرة من ذي قبل، خصوصا مع تمكن التشكيلات التابعة للقوات المساندة على فرض سيطرتها، أكدت مصادر أمنية أخرى أن مسألة إحكام الحدود في القاطع الجنوبي ما زالت تعاني من العديد من المعضلات.

وأوضح الفريق الركن أحمد الخفاجي وكيل وزير الداخلية لشؤون القوات الساندة، في المؤتمر السنوي التقويمي للقوى الساندة في المنطقة الرابعة الجنوبية الذي عقد خلال اليومين الماضيين في البصرة أن «هناك تطورا كبير في ضبط الحدود العراقية الإيرانية التي كانت تشكل هاجسا أمنيا أصبحت الآن أكثر استقرارا»، مبينا «أن الحدود العراقية تمر بخطوات للتقدم نحو درجة التأهل والتأهب، ولدينا دعم كبير من الحكومة العراقية لبناء المخافر الحدودية، ومن ثم بناء طرق حدودية ونصب رادارات لكشف التسلل، ونحن نأمل أن نصل إلى أن تكون لدى قوات الحدود طائرات خاصة لحماية الحدود في المستقبل».

وكشف الخفاجي عن «عقد اجتماع بين الجانب العراقي والجانب الإيراني في مدينة كرمان شاه الإيرانية أخيرا بشأن حماية الحدود من التسلل والتهريب أبدى فيه الجانب الإيراني تعاونا جيدا في هذا المجال». وأضاف «تم الاتفاق على أن يضع العراق ضابط ارتباط في نقطة معينة من الحدود العراقية يقابله ضابط من الجانب الإيراني يبقيان على تماس واتصال في حال وجود خرق للحدود من الطرفيين للإسراع إلى إنهاء الخرق»، مؤكدا «أن الاتفاق وضع هذه النقاط بين الدولتين على طول الحدود العراقية الإيرانية ابتداء من نقطة رأس البيشة في الفاو وحتى المثلث العراقي الإيراني التركي».

وأوضحت مصادر أمنية طلبت عدم ذكر أسمائها لـ «الشرق الأوسط» «أن الجغرافيا العسكرية التي تمر عبرها الحدود الجنوبية الشرقية بين العراق وإيران صعبة ومعقدة، كونها تتوزع بين حدود برية وأخرى بحرية تمر بين وديان ومسطحات مائية وبراري، والتالي فإن مسألة ضبطها ما زالت تعاني من معضلات متعددة من بينها وجود حقول ألغام واسعة وكثيرة من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية التي لم تتم معالجتها، وتداخل الأهوار بين حدود البلدين وقرب المدن الحدودية وسهولة اجتياز شط العرب الفاصل في قسمه الجنوبي بين مند أبي الخصيب والسيبة العراقيتين والمحمرة وعبادن الإيرانيتين». وقال مصدر «إن بقاء الحدود الجنوبية على أوضاعها منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية شجع المتسللين والمهربين على استغلال السواتر الترابية والخنادق والملاجئ للاختفاء عن أنظار مخافر الشرطة ونقاط المراقبة». وأشاروا إلى أن «وجود العديد من الأنهار والجداول المتفرعة من شط العرب داخل حدود البلدين تشكل مسالك للمتجاوزين لاحتوائها على القصب والبردي». يذكر أن المنطقة الحدودية الجنوبية شهدت الشهر الحالي أكبر عملتين عسكريتين بعد أن وصفها خبراء أمنيون بـ «المناطق الضعيفة» من الناحية العسكرية لقلة مراقبتها وغياب التركيز عليها، إحداهما عملية «السيادة الوطنية» التي نفذتها الفرقة العاشرة للجيش العراقي جنوب محافظة العمارة، والأخرى أجرتها قيادة عمليات البصرة وقيادة الشرطة والبحرية في مداهمة جزيرة أم الرصاص وسط مجرى شط العرب إثر ورود معلومات عن وجود متسللين إيرانيين.