شهدت عدة مناطق في شمال اليمن أمس استمرارا للأعمال العسكرية بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثيين الشيعة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وقال الجيش اليمني إنه تمكن من السيطرة على مواقع جديدة في محافظتي عمران وصعدة، وأن مواجهات عنيفة تدور في أكثر من محور عسكري ومنطقة، تشارك فيها القوات البرية وسلاح الجو اليمني. وفتحت الحكومة اليمنية حسابا بنكيا خاصا لدعم جهود الإغاثة في صعدة التي نكب عدد كبير من سكانها جراء الحرب.
وذكر مصدر عسكري يمني أنه تم أمس «تطويق ومحاصرة مجاميع من العناصر التخريبية المتمردة في عدد من الطرق التي فروا إليها في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، ويجري ملاحقة فلول تلك العناصر في عدد من المناطق التي لجأت إليها لضبطها، كما يجري محاصرتها وإجبارها على الاستسلام». وأضاف المصدر أن «أبطال القوات المسلحة والأمن قد تمكنوا من السيطرة على التبة الحمراء وإخلائها من العناصر المتمردة، فيما وجه نسور الجو من أفراد القوات الجوية والدفاع الجوي ضربات جوية ناجحة وموجعة لعدد من أوكار العناصر التخريبية في منطقتي مطرة ونقعة، فيما يخوض حاليا أبطال القوات المسلحة والأمن وإلى جانبهم المواطنون الشرفاء من أبناء محافظة صعدة وغيرها من المحافظات مواجهات ضد العناصر التخريبية المتمردة في بعض مناطق مران وحيث تم استسلام وإلقاء القبض على عدد من تلك العناصر التي يجري استجوابها لتقديمها للعدالة».
ويخوض المواطنون والجيش مواجهات عنيفة في مديرية مران التي اندلعت فيها أولى الحروب في محافظة صعدة في أول تمرد قاده حسين بدر الدين الحوثي في يونيو (حزيران) 2004. وذكر المصدر العسكري أن هذه المواجهات أسفرت عن القبض على عدد من عناصر الحوثي ويجري استجوابهم قبل أن يتم تحويلهم على السلطات القضائية للمحاكمة، فيما اشتبك بحسب المصدر العسكري مواطنون في محافظات صعدة والجوف وعمران مع الحوثيين في سياق الملاحقة التي تستهدفهم من قبل المواطنين.
وزعم الحوثيون أمس أنهم استولوا على موقع ذو صيفان العسكري في مديرية حرف سفيان وأنهم أسروا أكثر من 80 جنديا. وللمرة الأولى منذ الحديث قبل عدة أيام عن مشاركة قبلية في الحرب في صعدة، تحدثت أمس مصادر رسمية يمنية أن مسلحين قبليين من أبناء محافظات صعدة وعمران والجوف، شاركوا في الحرب وذلك «بمواجهة عدد من عناصر التخريب والتمرد والتخلف في بعض مناطق تلك المحافظات وملاحقتهم وضبطهم وتسليمهم إلى الأجهزة المعنية في الدولة». وضمن تطورات الساعات الأربع والعشرين الماضية، نقل عن مصادر ميدانية أن 78 من المسلحين الحوثيين و11 عسكريا يمنيا قتلوا في مواجهات دامية بين الطرفين خلال الثلاثة أيام الماضية، أثناء محاولة الجيش اليمني السيطرة على مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران التي شهدت أعنف المواجهات العسكرية.
وقال الجيش اليمني إنه ضبط 6 مخازن أسلحة للحوثيين في مديرية حرف سفيان وأن كثيرا منها إيراني الصنع، ونقل موقع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن على شبكة الإنترنت عن مصدر أمني قوله إن «العثور على تلك المخازن جاء بعد تمكن قوات الجيش والأمن من إحكام السيطرة على منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران وجيوب عناصر التمرد الحوثية في منطقة المهاذر والملاحيظ وعدد من المناطق الأخرى بمحافظة صعدة التي كانت عناصر التخريب تتمركز فيها».
وأعلنت الحكومة اليمنية عن فتح حساب يحمل الرقم (3) لدى البنك المركزي اليمني وفروعه في المحافظات ولدى البنوك الخاصة العاملة في اليمن وفروعها لاستقبال التبرعات «لدعم جهود الإغاثة الإنسانية للنازحين من جراء أعمال التخريب والتمرد والإرهاب التي يقوم بها المتمردون الحوثيون في محافظة صعدة».