أكثر من نصف الأميركيين لا يثقون بقدرة رئيسهم على اتخاذ القرار الصائب

شعبية اوباما تتراجع بسبب إصلاح الرعاية الصحية رغم جهوده المكثفة لإقناع الشعب برأيه

TT

قبل يوم من بدئه عطلته الصيفية مع عائلته، وصلت الرئيس الأميركي باراك اوباما أخبار مثيرة للقلق على رئاسته، إذ اظهر استطلاع للرأي نشر أمس أن أكثر من نصف الأميركيين لا يثقون بقدرته على اتخاذ القرار الصائب الذي يصب في مصلحة الشعب الأميركي. ورغم جهود الرئيس التي شملت تجوله في ولايات عدة وعقد جلسات نقاش موسعة مع أفراد من عامة الشعب لإقناعهم برأيه، فإن خطط الرئيس لإصلاح الرعاية الصحية تثير قلق الشعب الذي انتخبه. وأفاد استطلاع للرأي أن 49 في المائة فقط من الأميركيين واثقون من أن اوباما سيتخذ القرارات الصائبة للبلد، وذلك يشكل تراجعا بنسبة 11 في المائة بعد أن كانت تلك النسبة 60 في المائة قبل 3 أشهر. وحدد الاستطلاع الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» أمس واجري بالتعاون مع قناة «اي بي سي نيوز» الرعاية الصحية كمصدر أساسي لقلق الأميركيين من رئاسة اوباما، إذ 49 في المائة فقط يقولون انه قادر على تنفيذ إجراءات ملموسة وكبيرة تحسن نظام الرعاية الصحية. وهذا تراجع ملحوظ، إذ كانت النسبة 69 في المائة في بداية العام عند توليه رئاسة الولايات المتحدة. وعبر 50 في المائة عن عدم رضاهم لمعالجة اوباما قضية إصلاح الرعاية الصحية، التي قال إنها أولويته في السياسة الداخلية. ويأتي ذلك بعد يوم من مشاركة اوباما في برنامج إذاعي من البيت الأبيض لإقناع المستمعين برأيه. وقال اوباما في البرنامج أول من أمس: «هناك الكثير من المعلومات المغلوطة حول هذه القضية»، مشيراً إلى معلومات تروج لها جهات معارضة لإصلاح النظام الصحي ومن بينها جهات جمهورية معارضة تقول إن اوباما يريد أن يزود المهاجرين غير الشرعيين برعاية صحية وهذا موضوع حساس. وأضاف اوباما في المقابلة مع مايكل سميركونيش، وهو مذيع مشهور ومحبوب في الولايات المتحدة: «اضمن لكم أننا سنحصل على إصلاح الرعاية الصحية»، ولكن ذلك يعتمد على توصل الكونغرس إلى اتفاق حول شكل هذا الإصلاح بعد عودته من عطلته الصيفية.

ومن اللافت أن 55 في المائة من ألف مشترك في الاستطلاع قالوا إن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ في البلاد، وهذا ارتفاع من 48 في المائة من الشعب في شهر ابريل (نيسان) الماضي. وذلك يأتي رغم التحسن النسبي في الاقتصاد الأميركي وبدأ ظهور بوادر إمكانية انتهاء الركود في الاقتصاد. وعلى الرغم من الشعور المتفاقم بالقلق من قدرة اوباما على اتخاذ القرارات السياسية الصائبة، فما زال 57 في المائة من الأميركيين يؤيده. ولكن هذه النسبة لن تسعد اوباما، إذ إنها 12 نقطة مئوية اقل من نسبة شعبيته السابقة التي وصلت 69 في المائة في ابريل الماضي. واللافت أن نسبة المعارضين للرئيس ارتفعت، لتصل إلى 40 في المائة. وفي السابق، كانت نسبة الذين لا يؤيدون اوباما لا تتعدى الـ30 في المائة، بينما الباقي لم يتخذوا قراراً حول الرئيس، ويبدو أن المترددين في اتخاذ القرار برأيهم حول رئيسهم اخذوا يقررون معارضته بدلاً من تأييده. وهناك تساؤلات كبيرة حول كيفية إدارة اوباما للاقتصاد، إذ يعتبر 55 في المائة أن معالجته غير جيدة للاقتصاد. وكان اوباما يدافع عن سياسته الاقتصادية في البرنامج الإذاعي أول من أمس، ليلقي اللوم على إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.