كرزاي ومنافسه عبد الله يعلنان فوزهما.. ولجنة الانتخابات تدعو للتمهل

مسلحون يشنون هجوما على شاحنة لنقل صناديق الاقتراع

TT

دعت لجنة الانتخابات الأفغانية المرشحين إلى الحذر من التصريحات المبكرة بالفوز، بعد أن أعلن اثنان منهما تقدمهما في الانتخابات، وأكدت أن النتائج النهائية ستعلن الأسبوع المقبل. وقالت اللجنة إن إعلان النتائج أمر يعود إليها، وانه من السابق لأوانه للغاية لحملة أي مرشح الإعلان عن فوزه. وأكد الدكتور عبد الله عبد الله وزير الخارجية الأسبق، والمرشح الشرس للرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي، وقال لـ«الشرق الأوسط» انه فائز لا محالة ما لم يكن هناك عمليات تزوير، فيما أكد المقربون من حملته الانتخابية لـ«الشرق الأوسط» انه حقق على الأقل نحو 65 % من الأصوات في مناطق الشمال، فيما أعلنت حملة كرزاي أن الرئيس الحالي فاز بولاية ثانية.

وأعلنت لجنة الانتخابات انتهاء فرز الأصوات، وقالت إن نسبة المشاركة تراوحت بين أربعين وخمسين بالمائة. وقالت إن رئيس لجنة الانتخابات نور محمد نور أعلن انتهاء فرز الأصوات للانتخابات الرئاسية، دون ذكر أي أرقام، مشيرة إلى استغراب المراقبين للسرعة التي تم بها الفرز.

وكان دين محمد، رئيس الحملة الانتخابية للرئيس الأفغاني المنتهية ولايته كرزاي قد ذكر أن المؤشرات تظهر أن كرزاي يتجه نحو تحقيق فوز حاسم في الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس، وهو ما يعني عدم الحاجة إلى جولة ثانية. إلا أن متحدثا باسم عبد الله عبد الله أبرز منافسي كرزاي، قال إن عبد الله في الصدارة. وقال الكوماندر مسلم حياة لـ«الشرق الأوسط»، وهو من المقربين من عبد الله، إن زعيم المعارضة يتصدر بفارق كبير في العاصمة كابل وكثير من الولايات.

وكان أنصار عبد الله قد اتهموا في وقت سابق أنصار كرزاي بتزوير الانتخابات وترويع الناخبين والمراقبين. ولم يعقب الرئيس كرزاي على هذه الاتهامات، لكنه قال إن العنف لم ينجح في منع الناخبين من الاقتراع. أما اللجنة الانتخابية فقد أعلنت أن عمليات الفرز قد انتهت وان الإعلان عن النتائج سيكون في غضون الأسبوع المقبل. إلا أن وزيرا من حكومة كرزاي أكد لـ«الشرق الأوسط» بعد صلاة الجمعة أمس، أن النتائج الرسمية ستكون بداية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، مشيرا إلى أن كرزاي يتمتع بحظوظ كبيرة في الفوز. وقال باللغة العربية: «كرزاي منصور إن شاء الله».

وشن مسلحون من طالبان مساء الخميس، بعد إغلاق مراكز الاقتراع، هجوما على شاحنة تنقل صناديق اقتراع في شمال أفغانستان، فأحرقوا الشاحنة وقتلوا موظفا في لجنة الانتخابات، كما أفادت الشرطة المحلية. وحصل الهجوم بالقرب من مدخل مزار الشريف عاصمة ولاية بلخ الهادئة مقارنة بالولايات الأخرى. وقال عبد الرؤوف تاج، مساعد مدير شرطة الولاية إن «سيارة جيب وشاحنة عائدين من قرية سياغريد ويحملان صناديق الاقتراع من مزار الشريف، تعرضا لهجوم نفذه مسلحو طالبان الذين أطلقوا صاروخا على الشاحنة ثم احرقوها وقتلوا موظفا في اللجنة الانتخابية». وأعلنت لجنة الانتخابات أمس أن 11 من موظفيها قتلوا منذ بداية أغسطس (آب) في هجمات نفذها متمردون.

وكان كرزاي قد وصف الانتخابات بأنها «ناجحة» بعدما مرت بسلام نسبي في عدة مناطق من البلاد. وأشاد بالأفغان لتحديهم «قنابل حركة طالبان وتهديداتها». وقد عكست تصريحات المسؤولين في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تقييم كرزاي للانتخابات.

يذكر أن 300 ألف من قوات الأمن المحلية والأجنبية شاركت في حماية مراكز الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية والمحلية. وأثنى الأمين العام للحلف الأطلسي (الناتو)، اندرز فوج راسموسين، على الانتخابات واصفا بأنها «شهادة على تصميم الشعب الأفغاني على بناء الديمقراطية». وأصدر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من جهته بيانا هنأ فيه «نساء ورجال أفغانستان على المشاركة في انتخابات اليوم الرئاسية والمجالس الإقليمية».