أوباما يعيد التأكيد على التزامه بـ«علاقة جديدة» مع المسلمين لتحقيق أهداف مشتركة

الرئيس الأميركي يهنئ بشهر رمضان في خطاب إلكتروني للعالم الإسلامي

TT

على عكس الرسائل التقليدية من رؤساء الدول الأجنبية وخاصة الرئيس الأميركي للشعوب الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، قرر الرئيس الأميركي باراك اوباما استخدام الرسالة للحديث عن السياسة الخارجية وعلاقة بلاده بالعالم الإسلامي. وفي خطاب مسجل بث على موقع «البيت الأبيض» الالكتروني وطوله 5 دقائق، ذكر اوباما المسلمين بخطابه في القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي، مشدداً على التزامه بـ«علاقة جديدة» مع المسلمين، بعد تدهورها في السنوات الماضية. اظهر اوباما مجدداً معرفته بالدين الإسلامي الحنيف، فبعد أن أشار في خطابه في القاهرة إلى الأذان، تحدث في خطاب أمس عن «صلاة التراويح» أثناء شهر رمضان وقراءة القرآن الكريم. وبدأ خطابه بالحديث عن شهر رمضان وطقوسه، لافتا إلى انه الشهر الذي انزل فيه القرآن «بكلمة بسيطة هي اقرأ، ولهذا انه وقت للمسلمين للتفكير بالحكمة والإرشاد اللذين يصطحبان الإيمان ومسوؤلية البشر تجاه بعضهم بعضا ولله». واستخدم اوباما فكرة المسؤولية تجاه الآخرين وما يعلمه الإسلام من المسؤولية للحديث عن المبادئ المشتركة للمؤمنين حول العالم، قائلاً إن التعاليم الإسلامية «تذكرنا بالمبادئ التي نشترك فيها، ودور الإسلام في دعم العدالة والتقدم والتسامح والحفاظ على كرامة الجميع». وأضاف اوباما: «على سبيل المثال، الكثير من الأديان تشترك في الصوم، منها ديني أنا الدين المسيحي، كطريقة للتقارب بين الناس وهؤلاء الذين لا يستطيعون تجاهل أهمية الوجبة المقبلة». واعتبر اوباما «أن الدعم الذي يقدمه الإسلام للآخرين يذكرنا بمسؤوليتنا لتحسين الفرص والرفاهية للجميع حول العالم، فعلينا جميعا أن نتذكر أن العالم الذي نريد أن نبنيه والتغيير الذي نريد أن نحدثه يجب أن يبدأ في قلوبنا ومجتمعاتنا». ولفت اوباما إلى سياسته الداخلية لدعوة الأميركيين هذا الصيف بالتطوع وتقديم المساعدة للمحتاجين، مشيراً إلى مشاركة الجمعيات الدينية والإسلامية منها في هذه الجهود. ويذكر أن مؤسسة «كير» (مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية) شاركت في هذه الحملة ونظمت أعمالا في ولايات مختلفة لتقديم المساعدات، من بينها لم النفايات في بعض مناطق مدينة نيويورك. ولكن انتقل اوباما إلى السياسة الخارجية بالقول إن الشعور بالمسؤولية تجاه الآخر لا يختصر فقط على التطورات داخل الولايات المتحدة، موضحاً: «بعيدا عن حدود الولايات المتحدة، نحن ملتزمون بمسؤوليتنا ببناء عالم أكثر سلاما وأمنا, ولهذا نحن ننهي الحرب في العراق بشكل مسؤول، ولهذا نحن نعزل المتطرفين العنيفين بينما نقوي الناس في مناطق مثل أفغانستان وباكستان، ولهذا ندعم بشدة وبفعالية حلا للدولتين يعترف بحق الإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش في سلام وأمان». ولم يختصر اوباما الحديث عن سياسته الخارجية بهذه النزاعات فقط، والتي تعتبر أولويات سياسته الخارجية، بل تحدث عن «التزام الولايات المتحدة دائما بالحق العالمي لكل الناس للتعبير عن رأيهم وممارسة دينهم والمساهمة بشكل كلي في مجتمعهم وان يكون لديهم الثقة في سلطة القانون».

وأكد اوباما أن «كل هذه الجهود ضمن التزام أميركا بالتواصل مع المسلمين والدول ذات الأغلبية الإسلامية بناء على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». وأضاف: «في هذا الوقت للتجدد، أعيد التأكيد على التزامي ببداية جديدة بين أميركا والمسلمين حول العالم، فمثلما قلت في القاهرة هذه البداية الجديدة يجب أن تكون ضمن جهود مستدامة للاستماع إلى بعضنا بعضا والتعلم من بعضنا بعضا واحترام بعضنا بعضا والبحث عن الأرضية المشتركة». وكرر اوباما قوله إن هذه السياسية تعتمد على الاستماع من اجل التعلم، موضحا أن خلال الشهرين الماضيين، السفارات الأميركية حول العالم تعمل على التواصل مع الدول الإسلامية. وتابع: «لقد استمعنا ومثلكم نحن ملتزمون بإجراءات ملموسة تحدث التغيير عبر الزمن، من جهة القضايا السياسية والأمنية التي تحدثت عنها وفي القضايا التي قلتم إنها ستكون جوهرية في تحسين حياة الناس». وخلص اوباما خطابه بالقول إن كل هذه الجهود هي «لتحقيق الآمال المشتركة، العيش بسلام وأمان والحصول على التعليم والعمل بكرامة وان نحب عائلاتنا ومجتمعاتنا وديننا». وأضاف: «لن نغير الأمور بين ليلة وضحاها ولكن يمكننا أن نقرر أن نفعل ما يجب القيام به وان نتجه باتجاه جديد لوجهة نريدها لأنفسنا وأطفالنا، وهي الرحلة التي يجب أن نتخذها معا». وأنهى اوباما كلمته للمسلمين بـ«السلام عليكم ورحمة الله».