معارضان إيرانيان يستخدمان القصة المصورة «برسيبوليس» للاحتجاج على رئاسة أحمدي نجاد

مارجان ساترابي مؤلفة العمل: نحتاج مليارات من هذه الأعمال لتغيير الوضع

TT

تتعرض الكاتبة والمصورة الإيرانية مارجان ساترابي في قصتها «برسيبوليس» إلى قصة حياتها في إيران في أعقاب الثورة الإسلامية. ومن خلال مغامراتها وهي طفلة صغيرة متمردة تستمع إلى الموسيقى الغربية في مدرستها المحافظة ومواجهاتها مع الحرس الثوري، فإن ساترابي تقدم رؤية واعتراضا صريحا على نمط الحياة في إيران.

وبعد نجاح الكتاب وفيلم الرسوم المتحركة استوحي منهما معارضان إيرانيان القصة مطلقين عليها اسم «برسيبوليس 2.0» وذلك للاعتراض أيضا على الواقع الإيراني، غير أن النسخة الجديدة الآن تحتج على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا لإيران والقمع في إيران.

وفي النسخة الجديدة من «برسيبوليس» حافظ المعارضان الشابان المعروفان باسمي سينا وبايمان على رسوم الألبوم الأصلي المصورة بالأبيض والأسود لكنهما كيفا النصوص لتتطابق مع الوضع الراهن.

فتحولت المظاهرات المناهضة للشاه عام 1979 إلى التجمعات المنددة بعمليات التزوير الانتخابية التي اتهم بها المعارضون السلطات في اقتراع عام 2009 الرئاسي. والفتاة الصغيرة لا تزال تحلم بمستقبل أفضل وهي في سريرها.

وعلقت مؤلفة «برسيبوليس» مارجان ساترابي على العمل الجديد قائلة بأنها أعطت موافقتها على استخدام رسومها الأصلية بعد أن تقدم الشابان إليها بالفكرة «قالا لي إنهما يريدان القيام بشيء ما مع عملي هذا وقد أعطيتهما موافقتي. هذا كل ما في الأمر».

وشأنهما شأن الكثير غيرهما من إيرانيي الشتات، تابع المعارضان الإيرانيان المقيمان حاليا في شنغهاي عن بعد الانتخابات الرئاسية في إيران والأحداث التي تلتها. وقالا لوكالة «فرانس برس» «انتقلنا من الأمل إلى الغضب فالحزن لقد أعجبنا كثيرا بشجاعة شعبنا وغضبنا كثيرا من الحكومة والمحاكمات الزائفة».

وتلقى القصة المصورة الاصلية لماريان ساترابي المؤلفة من أربعة أجزاء رواجا كبيرا في الغرب وكذلك في إيران وحصل الفيلم الذي اقتبس عنها على جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي عام 2007 وتم ترشيحه لجائزة الأوسكار في نفس العام عن فئة أفضل فيلم رسوم متحركة.

ويقول سينا وبايمان إن أكثر من مائة ألف شخص زاروا في أسابيع قليلة ولا سيما من الولايات المتحدة وإيران وإيطاليا وفرنسا وكندا موقع «سبريدبرسيبوليس . كوم» الذي نشر «برسيبوليس 2.0». وعلى الرغم من الرقابة التي تفرضها إيران على مواقع الإنترنت فإن ذلك لم يمنع الكثيرين من الدخول على الموقع وكتابة رسائل تأييد. ويؤكد المعارضان أن «الرقابة على الإنترنت في إيران تعقد التبادل لكننا تلقينا الكثير من البريد الإلكتروني الذي أرسله إيرانيون يشكروننا على أننا نقول للعالم ما يحصل في إيران».

وأضافا «لقد تعرضنا لحملة قوية من عدة صحف محافظة جدا ناطقة باسم الحكومة. وهذا مؤشر جيد».

وفي يونيو (حزيران) دعت مرجان ساترابي المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بإعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا لإيران واصفة ما حصل بأنه «انقلاب» وذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته في البرلمان الأوروبي. لكنها تبدي بعض التحفظ على مدى تأثير «برسيبوليس 2.0» قائلة إن «اطلاع الناس قليلا أمر جيد بالفعل. لكننا من خلال عملنا لا نؤثر سوى بشكل قليل جدا على الوضع. فالأمر يتطلب مليارات من هذه الأعمال لتغيير الوضع».

ويؤكد سينا وبايمان أن الإيرانيين فخورون جدا بعمل ساترابي موضحين أن «رسومها تصف أحداثا وقعت قبل ثلاثين عاما لكنها تعكس أيضا الوضع الناجم عن الانتخابات الأخيرة. في عام 1979 كما في عام 2009 حصلت مظاهرات ضخمة ضد القمع. نأمل هذه المرة أن تنتهي بشكل مختلف».

لكن الحقبة مختلفة. ففي 2009 تدعو الطفلة في «برسيبوليس 2.0» والدتها إلى عدم قراءة الصحف «لأنها تكذب جميعها» بل إلى دخول الإنترنت «لأنه يقدم حاليا المعلومات الصحيحة».