السودان: حركة عبد الواحد نور تعزل 6 من قياداتها شاركوا في اجتماع في إثيوبيا برعاية أميركية

موفد أوباما يجتمع مع ممثلين للسودان ومصر وليبيا والجامعة العربية في القاهرة اليوم لبحث دارفور

عائلة نازحة في أحد معسكرات النازحين في دارفور («نيويورك تايمز»)
TT

قال قيادي في حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور، إن حركته عزلت 6 «من قياداتها شاركت في اجتماعات عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس بابا برعاية المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غرايشن، وانتهت بتوقيع اتفاق بين 4 فصائل بتوحيد مواقفها في أي مفاوضات للسلام في دارفور. وتكتمت اجتماعات إدريس أبابا على تفاصيل ما تم الاتفاق عليه.

ووقع اتفاق أديس أبابا ممثلون من فصائل: حركة تحرير السودان قيادة الوحدة، وحركة تحرير السودان «وحدة جوبا» برئاسة أحمد عبد الشافي، وفصيل يتبع لحركة عبد الواحد نور، بجانب جيش المقاومة المتحدة برئاسة بحر أبو قردة. فيما، قال عبد القادر عبد الرحمن قدورة القيادي الميداني بالحركة في تصريحات صحافية إن الحركة لم تخول المجموعة التي شاركت في اجتماع توحيد أجنحة حركة تحرير السودان والتي قادها «اسماعيل ريفا جارا»، وقد تم عزلهم من الحركة. وأضاف أنهم غير ملزمين بما خرج به اجتماع أديس أبابا، وفي السياق، قال موسى مراد، مستشار القائد العام لجيش فصيل نور، إن القائد العام للحركة «قدورة» وقواته تحت رئاسة الحركة، وأن «المجموعة التي شاركت في اجتماع أديس أبابا لا يمثلون القيادة الميدانية للحركة»، وأضاف «نحن كقيادة ميدانية لا صلة لنا بهؤلاء».

وقال محمد إبراهيم القدال عضو هيئة القيادة «مجموعة الوحدة» إن المبعوث غرايشن عقد اجتماعا في أديس أبابا مع قيادات وممثلي الفصائل الأربعة، استمر عشر ساعات، أكدت من خلاله الفصائل موافقتها على الاندماج، وشددت على أهمية أن تكون الأولوية في الفترة المقبلة لإكمال مرحلة التوحيد.

وكشف القدال عن اتفاق الفصائل الاربعة على تكوين لجنة رباعية وآلية لوضع الترتيبات على الأرض، وقال: تم تحديد سقف زمني لا يتجاوز الشهرين لإعلان الهيكل التنظيمي لعقد اجتماع موسع للفصائل في الميدان وذلك لانتخاب الهياكل والجسم السياسي، وأكد القدال اهتمام الاجتماع بأهمية بحث كيفية التنسيق مع بقية الفصائل لاستكمال الوحدة. من جانبه، دعا عبد الله يحيى «زعيم فصيل» الفصائل إلى الوحدة في أقرب فرصة ممكنة، كما وجه رسالة إلى فصائل دارفور بالقول «لا بد من المشاركة في جولة المفاوضات المقبلة، وأن الإدارة الأميركية تهتم بموضوع دارفور ولابد من السلام برؤية موحدة».

من جانبه، قال مستشار المبعوث الأميركي، عمر قمر الدين في تصريحات صحافية، إن غرايشن بحث أمس مع 4 فصائل بأديس أبابا عملية الوحدة، وتم وضع خارطة طريق للحركات الأربع، وأضاف أن غرايشن أكد في اجتماعه على ضرورة توحيد الفصائل، وأن الإدارة الأميركية تدفع بثقلها في عملية السلام بالسودان، وتنظر لها بنظرة كلية لا جزئية. في غضون ذلك، يبدأ في العاصمة المصرية القاهرة اليوم اجتماع موسع يضم كلا من: مصر والسودان وليبيا والولايات المتحدة والجامعة العربية، بحضور مبعوث الرئيس الفرنسي للسودان عيسي مارو، لمناقشة خطوات «متقدمة»، حسب تعيبر مصادر مطلعة في الخرطوم، لتوحيد حركات دارفور قبل انطلاق مفاوضات الدوحة بين الفصائل والحكومة السودانية.

ويمثل السودان في اجتماعات القاهرة الدكتور غازي صلاح الدين العتباني مسؤول ملف دارفور في الحكومة، والإدارة الأميركية مبعوث أوباما للسودان غرايشن، والمبعوث الفرنسي للسودان، وبرعاية المخابرات المصرية، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية. وقالت المصادر إن اجتماع اليوم ستعرض فيه مقترحات مصرية حول توحيد حركات دارفور وكيفية الوصول إلى طاولة المفاوضات التي سبق أن عرضها في الأسبوع الأول من أغسطس الحالي، على مجموعة من ممثلي فصائل دارفور في القاهرة. وذكرت المصادر أن المبعوث الفرنسي «فارو» سيقدم على الاجتماع رؤية بلاده لتوحيد الحركات، وتوقّع المصدر أن يناقش غرايشن ومارو موقف «نور»، وهو مقيم في باريس، الرافض للمشاركة في المفاوضات. وقال قمر مستشار مبعوث أوباما إن اجتماع القاهرة يأتي لدفع عملية السلام بالبلاد ودفع سلام دارفور وتوحيد الحركات خاصة حركات التحرير والإسراع لحل أزمة دارفور توطئة للانتخابات المقبلة. إلى ذلك وصف غرايشن الوضع الإنساني في دارفور بالفظيع، مشددا على أن بلاده تؤيد تحقيق العدالة في دارفور وأن تمضي المحكمة الجنائية الدولية في إجراءاتها إلى نهايتها في إشارة إلى قرار المحكمة بالقبض على الرئيس السوداني عمر البشير.

وقال غرايشن في حوار أجراه راديو دبنقا الذي يبث من هولندا ومخصص إلى دارفور أن الوضع في الإقليم المضطرب فظيع حيث يوجد (2.6) مليون نازح ولاجئ وفي الشتات، وأضاف «هذا غير مقبول خاصة الظروف الحياتية التي يعيشونها والانتهاكات المعتمدة على النوع وضعف الأمل في المستقبل في العيش والعودة إلى منازلهم والعيش بكرامة وأمن واستقرار»، وقال إن هذه الأشياء يجب أن يتم تغييرها عبر تحقيق السلام الشامل ويسمح لشعب دارفور بأن يعيشوا في حياة آمنة وأن يتمكنوا من اختيار حياتهم وأن يعبروا عن آمالهم، وقال إن النازحين واللاجئين لديهم الحرية في العودة إلى مناطقهم وأين ما أرادوا الاستقرار بتوفير البنيات التحتية والخدمية لهم. ونفى غرايشن بشدة أنه طالب لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي خلال جلسته في يونيو (حزيران) الماضي برفع العقوبات عن الحكومة السودانية، وقال «لم أطلب إطلاقا إبعاد السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب»، وأضاف «أنا طالبت باستثناءات لتقديم مساعدات لدارفور وجنوب السودان ولم أطلب برفع العقوبات أو رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب»، وأكد أن بلاده تقف إلى جانب تحقيق العدالة وأنها ترغب في أن تمضي المحكمة الجنائية الدولية في إجراءاتها إلى أن تصل إلى نهايتها، في إشارة لقرار المحكمة الجناية الدولية بالقبض على البشير.