جماعة متطرفة تهاجم بالأسلحة البيضاء مقرا للحزب الشيوعي السوداني في الخرطوم

جنوب السودان يتهم الشمال بتسليح مدنيين وميليشيات في الجنوب

TT

قال منسوبون للحزب الشيوعي السوداني إن مجموعة، يبدو أنها متطرفة دينيا، تحمل أسلحة بيضاء هاجمت دار الحزب الشيوعي بضاحية «الجريف غرب» شرق العاصمة الخرطوم. وذكروا أن منسوبي الحزب تمكنوا من الإمساك بهم وتسليمهم للسلطات، ولم يسفر الحادث عن إصابات.

فيما قالت مصادر مطلعة في الحزب الشيوعي إن مجموعة من المسلحين الملثمين هاجموا الدار عقب الانتهاء من الاحتفال الذي أقامه الحزب الشيوعي بمناسبة افتتاحها. وأفاد قياديون بفرع الحزب بالمنطقة بأن شباب الحزب تصدوا للمهاجمين، وتمكنوا من الإمساك بهم وتسليمهم لقوات الشرطة، التي وعدت باتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم وحماية الدار.

وتأتي الواقعة في تزامن مع هجوم عنيف شنه إمام أحد مساجد الضاحية في خطبة الجمعة على دار جديدة للحزب الشيوعي، واعتبرها وكرا للإلحاد والفسوق والعصيان والرذيلة، ودعا المصلين لعدم السماح بقيامها، ودعا المواطنين لعدم السماح بقيامها، واصفا ذلك بالمهزلة، معتبرا أن الحزب يعلن وقوفه ضد الشريعة، وقال إن المجاهدين مثلما دحروا في أفغانستان الشيوعية فهم قادرون على فعل ذلك في السودان. ولم يعلق المسؤولون في الحزب الشيوعي على الحادثة، كما لم يصدر عن السلطات في الخرطوم أي تعليق. من جهة ثانية قال مسؤولون من الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الرئيسي في الجنوب، إن حكومة الخرطوم تقوم بتسليح ميليشيات ومدنيين في جنوب السودان بغرض ضرب الاستقرار في الإقليم. ووقعت الحركة التي كانت تقود تمرد الجنوب اتفاق سلام مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم عام 2005 أنهى حربا أهلية بين الشمال والجنوب استمرت عشرين عاما. ومنح الجنوب حصة في عائدات النفط، كما أصبحت له حكومته الخاصة برئاسة متمردين سابقين أصبحت لهم مقاعد في البرلمان السوداني. لكن القتال بين القبائل الجنوبية أدى إلى مقتل 950 شخصا على الأقل هذا العام معظمهم من النساء والأطفال في هجمات على القرى.

وقال باقان أموم، الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، للصحافيين أمس في مدينة جوبا عاصمة الجنوب «حزب المؤتمر الوطني يقوم بتسليح ميليشيات ليتسبب في عدم الاستقرار في جنوب السودان كما أنه يقوم بتسليح المدنيين». ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولي حزب المؤتمر الوطني في الخرطوم. لكن عضوا من حزب المؤتمر في برلمان الجنوب نفى هذه الاتهامات. وقال سيزر بايو أمس «أعتقد أنهم يقصدون الإثارة فقط.. يجب على الناس أن يأتوا بدليل ملموس، فالأمر ليس مجرد كلام يلقى». وقال أموم إن حزبه وضع خطة لوقف نقل الأسلحة إلى الجنوب، تضمنت مراقبة الحدود ومواصلة نزع سلاح المدنيين. ويقع القتال بين قبائل الجنوب كل سنة على الأغلب بسبب الماشية، لكن رئيس الجنوب سلفا كير ألقى باللائمة في التصاعد الأخير للعنف في الجنوب على محرضين لم يسمهم، قال إنهم يحاولون إظهار الجنوب وكأنه لا يستطيع إدارة نفسه قبل استفتاء عام 2011.

وقال يين ماثيو، المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان أمس، إن أسلحة تحمل علامات مصنع بالخرطوم عثر عليها في الجنوب. وقال «نعم إنهم يسلحون، حتى بينما تنزع حكومة الجنوب سلاح المدنيين». وقال أموم إن حزب المؤتمر الوطني يسلح المدنيين في كل أنحاء الشمال، وكذلك في إقليم دارفور، حيث تتواصل فصول صراع بدأ منذ ست سنوات. وقال أموم «هذه خطة خطيرة للغاية تهدف إلى التسبب في الانهيار وعدم الاستقرار في كل أنحاء البلاد، ونحن نطالب المؤتمر الوطني بمراجعة هذه السياسة، وبوقفها». وظلت العلاقات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني مضطربة منذ اتفاق السلام عام 2005 الذي يبدو هشا أمام الانتخابات المقررة في أبريل (نيسان) القادم، والاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر في 2011.