مخاوف من اندماج فيروسي إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور.. وتحولهما إلى سلالة مدمرة

الفيروس لم يتحور وأولى نتائج لقاحاته آمنة

TT

ابدى العلماء مخاوفهم من احتمال اندماج التركيبة الجينية لفيروس «اتش 1 ان 1» المسبب لانفلونزا الخنازير، مع فيروس «اتش 5 ان 1» المسبب لانفلونزا الطيور، وتحورهما الى سلالة جديدة من نوع مدمر. واضافوا ان التركيبة الجينية لفيروس انفلونزا الخنازير تؤهله لاصابة الطيور. ويحتوي فيروس انفلونزا الخنازير على جينات من سلالات الانفلونزا البشرية وسلالات من انفلونزا الخنازير اضافة إلى انفلونزا الطيور.

وتأتي هذه المخاوف بعد اكتشاف اصابة الديك الرومي في مزرعتين في التشيلي بأنفلونزا الخنازير. وتدير المزرعتان شركة «سوبرافال اس ايه» في سانتياغو التي تربي المواشي والدواجن. ورصدت الاصابات عندما لاحظ عمال المزرعتين انخفاضا في عدد البيض الذي تضعه اناث الديك الرومي.

وقال جاي باتلر الخبير في مركز مراقبة الامراض والوقاية الاميركية ان «التركيبة الجينية الناتجة عن اندماج هذين الفيروسين لا تزال غير موثقة، ولذلك فإن هناك مخاوف حقيقة من اندماجهما في الطيور». ونقلت عنه صحيفة «سيدني مورننغ هيرالد» الاسترالية ان «هذا احتمال نظري الا انه قابل للتحقق». وقالت السلطات الصحية التشيلية ان الطيور اصيبت فعلا بأنفلونزا الخنازير الا انها لم تكن مصابة بأنفلونزا الطيور.

والمعروف ان الاصابات البشرية بأنفلونزا الطيور ظلت محدودة لان الفيروس المسبب لها يوجد في اعماق الجهاز التنفسي للانسان ولذلك يصعب انتقاله من شخص لآخر. الا ان 63 في المائة من 432 اصابة بها منذ عام 2003، كانت قاتلة.

الى ذلك، اعلن خبراء اميركيون ان فيروس «اتش 1 ان 1» لم يتحور لدى انتشاره في نصف الكرة الجنوبي، وان التجارب التي اجريت على اللقاحات الجديدة المضادة له اثبتت ان اعراضها الجانبية لا تثير القلق. وتتغير تركيبة فيروسات الانفلونزا الجينية بشكل غير متوقع. واعلنت اليابان ان العدوى به قد تحولت الى وباء بعد ان ازدادت اعداد الحالات المدخلة الى المستشفيات. وقال خبراء يابانيون ان موجة انتشار الفيروس الحالية هي الاولى، وانه سيواصل انتشاره في الخريف والشتاء. ونقلت الموقع الالكتروني لصحيفة «جابان تايمز» عن نوريو ساغايا الخبير في الامراض المعدية في مستشفى كيئيو ان «الفيروس قد اثبت قوته في فصل الصيف حتى في المناطق الاستوائية مثل تايلند التي شهدت تسجيل اكثر من 100 وفاة بسببه. ولذا فإنه سيصيب جميع سكان العالم غير المحصنين به، في كل الفصول».

من جهتها اعلنت شركة «فوكاس داياغنوستيكس» الاميركية انها طرحت جهازها لاختبار فيروس «اتش 1 ان 1» في الزمن الواقعي مباشرة. ويمكن استخدام الجهاز من طراز «آر تي- بي سي آر» RT-PCR في المختبرات بهدف رصد الفيروس من عينات سوائل الانف او البلعوم. وقد تم ترخيصه في الولايات المتحدة. وقد سجلت 182 الف اصابة مؤكدة بالمرض و 1800 وفاة بسببه في العالم حتى 13 من الشهر الحالي، منها 2532 اصابة و8 وفيات في دول شرق البحر الابيض المتوسط، و1469 اصابة، و3 وفيات في افريقيا. ووفق معطيات منظمة الصحة العالمية فإن الاسبوع المنصرم شهد انحسارا في اصابات الفيروس في النصف الجنوبي من الكرة الارضية عدا جنوب افريقيا التي ظهر فيها متأخرا. الا ان التوقعات تشير الى ان الفيروس سينتشر اكثر في آسيا الاستوائية التي تدخل في فصل الرياح الموسمية، ومنها الهند وتايلند وماليزيا وهونغ كونغ، فيما تنحسر اعداد الاصابات في اميركا الشمالية واوروبا.

وكان خبراء المركز الاوروبي للوقاية ومراقبة الامراض في ستوكهولم قد توقعوا في تقرير لهم حول تقييم المخاطر، قدوم موجة قريبة من العدوى. وسيصاب ما بين 20 الى 30 في المائة من السكان، غالبا من الفئات الاكثر عرضة مثل الاطفال والمرضى، بعدوى الفيروس. وستبلغ نسبة التنويم في المستشفيات بين 1 و 2 في المائة في فصل الشتاء، فيما لن تزيد نسبة الوفيات عن 0.1 الى 0.2 في المائة (أي 1 الى 2 من كل ألف من السكان).

وقال جي باتلر رئيس قوة مهام اللقاحات في مراكز مراقبة الامراض والوقاية ان عدم تحور الفيروس «يعزز الثقة» بإمكانات مجابهة الفيروس، وفقا لصحيفة «يو اس ايه توداي» الاميركية، فيما اشار انتوني فاوسي مدير المعهد الوطني للحساسية والامراض المعدية الاميركي الى ان الآثار الجانبية للقاح انفلونزا الخنازير اثناء التجارب السريرية كانت محدودة، وغير مثيرة للقلق. اوضح فاوسي ان متطوعين بالغين شاركوا في التجربة الاولى من بين التجارب السريرية الخمس المقررة، وذلك في السابع من غسطس (آب) الحالي، وان المشاكل الوحيدة التي واجهوها هي انتفاخ المنطقة المحيطة بنقطة الحقن او تورم في الذراع. وسمحت هذه النتائج الجيدة ببدء التجارب السريرية على اطفال بين ستة اشهر و17 سنة في 19 او 20 من هذا الشهر. ومن المفترض ان تبدأ التجارب السريرية على حوالى 120 امرأة حامل في سبتمبر (ايلول) المقبل. وقال انه يجب انتظار تحليل نتائج التجارب كلها بحلول منتصف الشهر المقبل.

- وستحصل الولايات المتحدة على ما يتراوح بين 45 و52 مليون جرعة بحلول منتصف شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل و195 مليون جرعة بحلول نهاية العام. وفي مبادرة منها لحل مشاكل تأمين اللقاحات لدول العالم، خاصة النامية دعت منظمة الصحة العالمية الصين الى تقاسم لقاحات انفلونزا الخنازير مع الدول الاخرى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شين يونغ سوو مدير عام منظمة الصحة لغرب المحيط الهادي: «اننا سنرحب كثيرا بمبادرة من الصين تهدف الى توزيع اللقاح على الدول النامية التي تحتاج اليها».