تفجيرات بغداد تعكر أجواء التفاؤل بتحسن الأمن.. وتهز صورة المالكي

تراجع غير مسبوق في مثل هذا الوقت من السنة في عدد مرتادي المتنزهات والأسواق

وزير الخارجية العراقي يعاين، أمس، الدمار الذي خلفه تفجير الأربعاء الماضي قرب وزارته (إ.ب.أ)
TT

أحجم المصلون في بغداد عن الذهاب إلى المساجد أمس لأداء صلاة الجمعة وفضلوا تأدية الصلوات في منازلهم، فيما شهدت الأسواق إقبالا أقل من المعتاد، ونقص عدد مرتادي المتنزهات على نحو غير مسبوق في هذا الوقت من شهر أغسطس (آب) الحار. كما شهد أمس هدوء شوارع العاصمة التي كانت تموج بالحركة في تناقض واضح مع حالة النشاط التي بدأت تدب في أوصال المدينة بعد انحسار موجة العنف الطائفي عن المدينة منذ عامين.

وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس»، فإن الشاحنات المفخخة التي استهدفت رموز سلطة الدولة قوضت من ثقة العراقيين وهزت من صورة رئيس الوزراء نوري المالكي كمدافع عن الأمن قبيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في يناير (كانون الثاني). وكان العراقيون قد اعتادوا وقوع التفجيرات خلال السنوات التي أعقبت الاحتلال الأميركي عام 2003، لكن هجوم الأربعاء الذي استهدف وزارتي المالية والخارجية أطاح بالآمال في تحسن الموقف الأمني، حيث عاد مناخ الخوف ليسيطر على البلاد بعد محاولات جهيدة من الحكومة لطمأنة المواطنين.

السخرية في الرسالة التي باتت بالية الآن على اللوحة الجديدة في ساحة التحرير في بغداد تنم عن ذلك كله. فكتب على أحد الملصقات الضخمة الذي يحمل صورة طفل باسم «انتصارنا يعيد البسمة إلى أطفال بغداد». جدير بالذكر أن بغداد لم تكن، على مدى سنوات، أكثر حيوية ونشاطا منها هذا الصيف، فقد خرج الآلاف إلى المساحات الخضراء والمتنزهات وإلى المطاعم والمقاهي والأسواق. وزادت حكومة المالكي من الآمال بشهود البلاد أياما أفضل بإعلانها مؤخرا أن الحواجز الأسمنتية التي كانت رمزا لسنوات العنف سيتم رفعها وسيعاد فتح الطرق وستخف الازدحامات المرورية، لكن كل تلك الآمال تلاشت الأسبوع الماضي.

لم تخرج مظاهرات إلى الشوارع للاحتجاج على هذا الاختراق الأمني لقوات الأمن العراقية والحكومة، لكن العراقيين وجدوا طرقا لتسجيل إحباطهم. حيث مكث كثيرون منهم في المنازل ولم يخرجوا إلى العمل يوم الخميس خشية وقوع هجمات مماثلة، كما أعرب البعض عن خشيتهم من إمكانية استهداف المساجد. ويقول إبراهيم موسى الذي يمتلك متجرا للأحذية في شرق بغداد: «بعد خواء غالبية الشوارع من المارة قررت أنا وأربعة من أصدقائي الصلاة في المنزل».

وشهدت المتنزهات التي تسعى إليها العائلات هربا من الحرارة الشديدة إقبالا أقل، وانخفضت نسبة المرور في الشوارع، فيما التزم كثيرون ممن يفضلون التجوال في بغداد المكوث في أحيائهم، وأغلقت بعض المحلات أبوابها يومي الخميس والجمعة.

ويشير طلال أحمد، مقاول بناء من أبناء منطقة الأعظمية، إلى أن التفجيرات أفزعت العراقيين البعيدين عن سوق الجملة في الشورجة حيث تتميز المعروضات برخص سعرها مما هيأ الأجواء للمحال في الأحياء برفع الأسعار قبل رمضان. وقال: «يجب أن ندعو في رمضان من أجل وحدة العراقيين وولائهم لبلدهم وليس لأحزاب سياسية حتى نتمكن من بناء بلدنا الذي مزقته الحرب العنف».