البحرين: نائب رئيس اللجنة التشريعية في البرلمان يتهم «الوفاق» المعارضة بـ«تحركات مشبوهة» مع الحوثيين في اليمن

قال لـ«الشرق الأوسط» إن مسؤولا حوثيا كبيرا زارهم بالمنامة.. ومسؤول وفاقي: لن نرد عليه

TT

في تصعيد خطير للعلاقة بين الأكثرية في البرلمان البحريني والمعارضة، اتهم نائب سلفي من نواب الأكثرية جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، كبرى جمعيات المعارضة في البحرين، بما سماه «تحركات مشبوهة» تقوم بها مع شخصيات مقربة من زعيم التمرد الحوثي في اليمن، محذرا من انعكاس «خطير» لهذه التحركات على العلاقات الرسمية بين البحرين واليمن. وفي اتصال هاتفي أمس مع «الشرق الأوسط»، اكتفى النائب عن جمعية الوفاق الوطني الإسلامي ونائب رئيس كتلتها البرلمانية ورئيس اللجنة التشريعية والقانونية في البرلمان خليل المرزوق بتفنيد اتهامات السعيدي، مضيفا «لسنا مجبرين على الرد على مثل هذه السفاهات»، رافضا في الوقت ذاته تأكيد أو نفي حادثة اللقاء الوفاقي مع المسؤول الحوثي. غير أن النائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي نائب رئيس اللجنة التشريعية والقانونية في البرلمان البحريني قال لـ«الشرق الأوسط» «لدي أدلة وبراهين تؤكد ما أقوله من أن شخصية حوثية بارزة من الصف الأول، زارت البحرين والتقت مع نواب جمعية الوفاق فقط»، وعند سؤال النائب السعيدي عن سبب اعتراضه على هذا اللقاء رد بالقول «لم يكن لقاء عاديا، فقد التقى هذا المسؤول الحوثي فقط بنواب كتلة الوفاق، ولم يلتق بأي من أفراد باقي الكتل» مضيفا «سأكشف قريبا عن تفاصيل أكثر تتعلق بتاريخ هذه الزيارة وما حدث فيها». وفي يونيو (حزيران) 2007 قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن المتمردين الحوثيين يتلقون دعما من بحرينيين، غير أن وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة رد بالقول إن بلاده لن تتردد في التحقيق مع أي شخص أو جماعة بحرينية يثبت تورطها بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن. وأضاف وزير الداخلية البحريني أن بلاده «لم تردها أي معلومات حول تورط بحرينيين في دعم المتمردين الحوثيين في اليمن».

وأكد الشيخ راشد، حينها، أنه في حال ثبوت تورط أي شخص أو جماعة بحرينية في دعم الحوثيين فانه سيتم فتح تحقيق في هذا الشأن، مشددا على أن البحرين حريصة كل الحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن أو أي دولة أخرى.

ويعود النائب السعيدي للقول إن لقاء المسؤول الحوثي، الذي يشغل أيضا عضوية مجلس النواب اليمني، وفقا للسعيدي، مع كتلة الوفاق البرلمانية «كان لقاء سياسيا من الدرجة الأولى، واستبق بقليل التصعيد الأخير للحرب الدائرة بين الحوثيين والقوات الحكومية، أو ما تعرف بالحرب السادسة».

وبحسب السعيدي فقد تم لقاء كتلة الوفاق بإحدى أبرز الشخصيات المقربة من قائد التمرد الحوثي، واكتفى السعيدي بالإشارة له بالأحرف الأولى وهي (ع. أ)، مضيفا أن اللقاء تم خلال الأشهر القليلة الماضية قبل اندلاع الحرب اليمنية السادسة مع الحوثيين «مع العلم بأن هذه الشخصية الحوثية لها سوابق وتاريخ مشبوه في الجمهورية اليمنية حيث سبق أن اعتقل على خلفية زيارات ومؤتمرات شارك فيها الأخير في الجمهورية الإيرانية التي تحتضن الفكر الحوثي الضال وتموله في شبكة أخطبوطية وخلايا موزعة في جميع الدول الخليجية والعربية».

ويقول السعيدي إن قانون الجمعيات في البحرين يمنع مثل هذه الاجتماعات ويمنع التدخل في شؤون الدول الخارجية وسياساتها، «وبالتالي فإن ما تقوم به الوفاق من اجتماعات مع الحوثيين أو مع (حزب الله اللبناني) كلها اجتماعات مرفوضة خصوصا أن هذه الأطراف لم تجلب إلى الأمة إلا الدمار والخراب، فالحوثيون يخوضون حربهم ضد الحكومة اليمنية الشرعية، وحزب الله يحاكم أفراده في مصر والأردن بسبب أنشطتهم غير القانونية».

ويواصل النائب الشيخ جاسم السعيدي «أحذر الأجهزة الأمنية البحرينية من وجود تحركات مشبوهة تقوم بها جمعية الوفاق الإسلامية عبر استضافة شخصيات بارزة مقربة من زعيم التمرد الحوثي في اليمن»، مؤكدا انعقاد لقاءات بين شخصيات وفاقية بشخصيات مقربة من الحوثي في مملكة البحرين، ويضيف أن مثل هذه اللقاءات «سوف تؤثر سلبا على العلاقات الوطيدة والأخوية بين مملكة البحرين والجمهورية اليمنية»، وقال السعيدي «لدينا معلومات مؤكدة بأن أعضاء من كتلة الوفاق قد التقوا بشخصيات سياسية بارزة ذات علاقة وثيقة بالحوثيين اليمنيين وذلك قبل اندلاع الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين بأشهر قليلة في البحرين، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات عن العلاقة التي تربط بين المتمردين الحوثيين في اليمن والوفاقيين في البحرين».