مسؤول أفغاني لـ«الشرق الأوسط»: النتائج الأولية الثلاثاء وكرزاي متقدم بفارق كبير

منافسا الرئيس المنتهية ولايته يتحدثان عن «تزوير» و«استغلال لموارد الدولة»

أفغانيات يحصين على الكومبيوتر الأصوات في مقر اللجنة المستقلة للانتخابات في كابل أمس (ا.ف.ب)
TT

كشف مسؤول في القصر الرئاسي الأفغاني أن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي، ستعلن الثلاثاء، مشيرا إلى أن الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي يتقدم على جميع منافسيه بنسب كبيرة في جميع الولايات. وقال المسؤول المقرب من حملة كرزاي لـ «الشرق الأوسط»: «في بعض الولايات الرئيس كرزاي متقدم على اقرب منافسيه بنسبة 65 في المائة. كرزاي سيتولى الرئاسة لفترة ثانية بلا منازع».

ومن جانبه، قال عبد الله عبد الله المنافس الرئيسي للرئيس كرزاي في انتخابات الرئاسة، أمس، إن لديه أدلة على تزوير واسع النطاق في الانتخابات. وتابع في مؤتمر صحافي بعد ثلاثة أيام من الاقتراع «التقارير الأولية التي نتلقاها مفزعة». أما المرشح الثالث وزير المالية السابق، أشرف غاني، فاتهم كرزاي بـ«الفساد» واستغلال «موارد الدولة» من أجل «ضمان فوزه».

وقدر مسؤولون عن العملية الانتخابية قالوا إن نسبة المشاركة تراوحت بين 40 و50 في المائة، وهي نسبة تقل عن نسبة 70 في المائة التي سجلت في أول انتخابات رئاسية عام 2004. وكان المسؤولون الأفغان والغربيون قد أعلنوا أن الانتخابات كانت ناجحة، على الرغم من مخاوف بشأن احتمال تراجع الإقبال على التصويت.

إلى ذلك، قال مراقبون وخبراء في الشأن الأفغاني إن الانتخابات الأفغانية شابتها بعض المخالفات. وأوضحت مجموعة مراقبة أرسلت أكثر من 7 آلاف مسؤول لمراقبة الاقتراع في مختلف أنحاء أفغانستان، في تقرير أولي، أنها عثرت على دلائل ومؤشرات تفيد بحدوث تلاعب وترويع مباشر للناخبين، لم يكن مصدرها حركة طالبان وحدها. وقالت جماعة مراقبة أفغانية أول من أمس إنها سجلت وقوع مخالفات خلال الانتخابات الرئاسية منها وضع أصوات وهمية لقاصرين وأصوات بالإنابة في صناديق الاقتراع. وذكرت مؤسسة «انتخابات حرة وعادلة في أفغانستان» التي وزعت 7300 مراقب على نحو 60% من مراكز الاقتراع، أن الوقت لا يزال مبكرا للفصل بأن انتخابات الخميس الماضي كانت «حرة ونزيهة».

وتحدث مراقبون في العاصمة كابل عن «غش في الصناديق» وعن «تهديدات تعرض لها منظمو الانتخابات ومراقبوها». وأضافوا أن شكوكا ربما تحيط بمصداقية عملية التصويت في ظل تقارير تفيد بأن نسبة الإقبال على التصويت لم تتجاوز خمسة في المائة في مناطق مثل هلمند وارزوجان وقندهار بسبب المخاوف من هجمات انتحارية تشنها عناصر طالبان. وتحدثوا أيضا عن «ممثلين حكوميين يتجاوزون ويستغلون سلطتهم لمصلحة كرزاي».

وقال خبراء في الشأن الأفغاني: «إن الذين يعملون في اللجنة المستقلة للانتخابات التي أشرفت على الانتخابات لم يكونوا موضوعيين. وقالوا إنهم كانوا يملأون صناديق اقتراع بالأصوات المؤيدة لمرشحيهم، فيما كانوا يوجهون الناخبين للإدلاء بأصواتهم في مواقع أخرى إذا كانوا من مؤيدي مرشح منافس».

وأمنيا، أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع أمس مقتل 11 شخصا بينهم ستة شرطيين وعسكري في أعمال عنف وقعت أول من أمس في مناطق مختلفة في أفغانستان. ففي الشمال الأفغاني قتل قائد شرطة ولاية بغلان وخمسة آخرين من أفراد الشرطة في منطقة كوك شينار قرب مدينة بغلان اثر انفجار قنبلة موضوعة على جانب احد الطرق بحسب وزارة الداخلية. وكان الضابط يقود قوة تدخل سريع في المنطقة كما أوضح المصدر نفسه.

وأثناء الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات الخميس اقتحم مسلحون يشتبه بأنهم من طالبان بغلان وشنوا هجمات عديدة أدت إلى توقف التصويت طوال النهار في المدينة. وكان رئيس اللجنة الانتخابية الأفغانية عزيز الله لودين أوضح الخميس «اضطررنا لاستدعاء موظفينا الانتخابيين لإنقاذ صناديق الاقتراع وإنقاذهم». وقتل ثلاثون متمردا على الأقل وشرطيان.

ويمر الطريق الرئيسي الذي يربط كابل بشمال البلاد عبر ولاية بغلان. كما تزايدت أعمال العنف أيضا في ولاية قندز شمالا منذ أشهر عدة. وكثيرا ما يشهد الطريق الرئيسي الذي يربط كابل بجنوب البلاد غالبا هجمات دامية منذ سنتين.

وأشارت وزارة الدفاع إلى أن مسلحين قتلوا ضابطا في الجيش الأفغاني أول من أمس قرب شاش غاو بوسط البلاد فيما كان عائدا من قندهار، المعقل السابق لطالبان (1996-2001) في الجنوب، إلى كابل. وخلال عملية للجيش الأفغاني بدعم من الجيش الأميركي قتل أربعة متمردين في اليوم نفسه والقي القبض على ستة آخرين في ولاية قندهار بحسب المصدر ذاته.