طالبان الباكستانية تختار زعيماً جديداً.. والسلطات تشكك

مسؤولون: إعلان اختيار حكيم الله خدعة هدفها كسب الوقت

TT

أعلنت حركة طالبان الباكستانية اختيار خليفة لبيت الله محسود الذي قتل خلال هجوم صاروخي أميركي، لكن مسؤولين أمنيين اعتبروا أن هذا الاعلان ربما جاء كمجرد خدعة بهدف الحفاظ على تماسك الحركة التي أصبحت بلا زعيم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

واتصل مسؤولون من طالبان بصحافيين في شمال غرب باكستان أول من أمس وأبلغوهم أن مجلس شورى طالبان اختار حكيم الله محسود ليكون الزعيم الجديد. ويقود حكيم الله المقاتلين في مناطق أوراكزاي وخيبر وكورام القبلية.

وتراقب حكومات غربية لديها قوات في أفغانستان الاوضاع لمعرفة ما اذا كان زعيم طالبان الباكستانية الجديد سيحول اهتمامه من محاربة القوات الباكستانية إلى الإلقاء بثقل الحركة وراء التمرد الذي تشنه طالبان في أفغانستان بقيادة الملا محمد عمر. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي» عن فقير محمد زعيم طالبان في منطقة باجور القبلية قوله ان الاختيار وقع على حكيم الله. لكن وكالة «رويترز» نقلت عن ضابط رفيع في الاستخبارات في شمال غرب باكستان قوله: «هناك تشويش، قبل يومين زعم فقير محمد انه القائم بأعمال الزعيم وهو يقول الآن ان حكيم الله هو الزعيم. هذه خدعة».

وبرز جدل آخر بشأن هوية حكيم الذي أعلن عنه. فقد ذكر مسؤولون أمنيون أن حكيم الله قتل أو أصيب بجروح خطيرة خلال تبادل لاطلاق النار مع أحد المنافسين بعد أيام من مقتل بيت الله محسود في هجوم صاروخي أميركي في الخامس من أغسطس (آب) الحالي. وقال ضابط الاستخبارات الباكستاني: «الاعلان حقيقي لكن الشخص غير الشخص. حكيم الله الحقيقي قتل». وذكر ضابط آخر طلب عدم نشر اسمه أن قيادة طالبان تحاول كسب الوقت الى حين عودة أحد أشقاء حكيم الله من القتال في أفغانستان لتولي قيادة طالبان الباكستانية.

ويصعب التحقق من المعلومات المرتبطة بالمناطق القبلية التي تسيطر عليها طالبان الباكستانية، وترددت خلال الاسابيع القليلة الماضية، موجة من المزاعم والمزاعم المضادة بين السلطات الباكستانية وناشطي طالبان.

ويقول ناشطون في طالبان ان ضباط المخابرات الباكستانيين يروجون لمعلومات كاذبة لإحداث انقسام في الحركة، فيما تقول السلطات الباكستانية ان طالبان الباكستانية في حالة من التشوش وان التصريحات الصادرة تهدف الى الابقاء على قدر من الوحدة الى حين ظهور زعيم جديد.

وتنفي طالبان أن يكون بيت الله محسود قتل في الهجوم الصاروخي الذي استهدف منزل والد زوجته ولكنها تقول انه مريض للغاية. وصرح وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك لخدمة الاردو في «بي. بي. سي» أمس أن متشددين قتلوا والد زوجة بيت الله محسود وابن شقيقته للاشتباه في تسريبهما معلومات الى السلطات بشأن مكان بيت الله. وكانت طالبان قد احتجزت أربعة من أقارب محسود للاشتباه فيهم، لكن وزير الداخلية الباكستاني لم يذكر تفاصيل عن الاثنين الآخرين.