طلبت اليونان أمس مساعدة فرنسا وإيطاليا في مكافحة الحرائق التي تجتاح مناطق تضم غابات وأحياء سكنية في شرق أثينا وشمالها، مهددة ضواحي العاصمة. وأوضحت المفوضية الأوروبية أنه في إطار منظومة الدفاع المدني الجماعية، اقترحت فرنسا وضع طائرتي «كنادير سي إل 215» في خدمة اليونان، كما قدمت إيطاليا طائرتي «كنادير سي إل 415» وقدمت قبرص من جهتها طوافة لمكافحة الحرائق.
ويحاول زهاء 400 إطفائي إخماد الحريق الذي خرج عن السيطرة ووصل إلى مناطق آيوس ستيفانوس وانثوسا ويراكاس وباليني السكنية، التي تبعد 30 كلم عن العاصمة، حيث اضطر السكان إلى ترك منازلهم.
وبحسب التقديرات الأولية لوسائل الإعلام اليونانية، أتت الحرائق على 12 ألف هكتار على الأقل من الغابات، كما أعلن المسؤولون أن عددا من المنازل والمساكن الصيفية قد دمر بسببها. وكان الحريق قد شب ليلة الجمعة في منطقة ريفية تبعد 40 كلم شمال شرقي أثينا. ورغم الجهود المبذولة من أجل السيطرة عليه فإن الرياح القوية أججت النيران التي امتدت على 30 كلم باتجاه المنطقة المأهولة في جبل بنيلي. وتعتبر هذه المنطقة الحاجز الأخير قبل الوصول إلى ضواحي العاصمة اليونانية.
وقال رئيس الوزراء اليوناني، كوستاس كرمنليس «نحن نواجه محنة رهيبة»، وذلك بعد التحليق فوق منطقة الحريق بالطوافة. واعتبر رئيس مديرية شرطة أثينا أن هذا الحريق «أسوأ كارثة بيئية في السنوات الأخيرة».
وكانت السلطات أعلنت أول من أمس، حالة الطوارئ، وأمرت بإجلاء سكان عدة مناطق في شرق وشمال أثينا. وحتى أمس كانت ألسنة النيران تلتهب في عدة أماكن مهددة المنازل وقواعد عسكرية ومستشفيات. ووصلت النيران أمس إلى مساكن منطقة بنديلي على حدود أثينا الكبرى، وهددت المحلات التجارية والمنازل. وأعلنت الشرطة عبر مكبرات الصوت سكان المنطقة بإخلاء منازلهم، فيما رفض العديد من السكان مغادرة منازلهم وعمدوا إلى التصدي للنيران بأغصان الأشجار وخراطيم المياه.
وتعتبر اليونان عرضة للحرائق الصيفية بسبب درجات الحرارة التي كثيرا ما تتعدى الـ40 درجة مئوية وقوة الرياح الموسمية. وقد أتت هذه الحرائق على آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية. ومنذ بداية فصل الصيف الحالي يواجه رجال الإطفاء اليونانيون يوميا عشرات الحرائق. وفي أغسطس (آب) 2007 شهدت اليونان موجة حرائق هائلة أدت إلى مقتل 77 شخصا والقضاء على 250 ألف هكتار معظمها في إقليم البيلوبونيز وجزيرة ايفيا.