أوباما يبدأ إجازته وسط انتقادات من اليمين واليسار

اختياره «مصيف الصفوة» أغضب العامة.. وتزامن العطلة مع إعلان خطة الإصلاح الصحي زاد الطين بلة

TT

بينما بدأ الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس إجازة لمدة أسبوعين في منزل مستأجر يطل على المحيط الأطلسي في مصيف مارثا فينيارد (ولاية ماساتشوستس)، مع حماية تشمل طائرات هليكوبتر وزوارق بحرية ونقاط تفتيش وسيارات أمن «اس يو في» سوداء عملاقة، فإنه تلقى انتقادات من اليمين واليسار والوسط.

وقال دوغلاس برنكلي، وهو أستاذ في جامعة رايس (ولاية تكساس) ومؤلف كتب عن رؤساء أميركيين سابقين: «توقع كثير من الأميركيين، بسبب صورة اوباما الشعبية المحبوبة، أن يقضى إجازته في مدينة صغيرة، مثل دلز (ولاية وسكونسن) او بوتينباي (ولاية اوهايو). عبر تاريخ الثقافة الأميركية، ارتبط مصيف فينيارد في ذهن الأميركي العادي بالصفوة الحاكمة».

وانتقدت أيضا منظمات ليبرالية وتقدمية الرئيس الأميركي، وربطت ذلك بما تراه تنازلات قدمها اوباما عن وعوده خلال الحملة الانتخابية، وخاصة وعده بمنح كل مواطن أميركي علاجا كاملا. وكشف استطلاع للرأي أجرته أول من أمس صحيفة «واشنطن بوست» وتلفزيون «اي بي سي» انخفاض شعبية اوباما، ليس فقط وسط عامة الأميركيين، ولكن أيضا، وسط الليبراليين، من 94 في المائة، قبل ثلاثة شهور، إلى 83 في المائة.

وانتقدت جين هامشر، وهي رئيسة منظمة تقدمية، تنازلات اوباما حول ضمان علاج صحي لكل مواطن. وقالت، بدون الإشارة إلى اوباما: «كنا نعرف أن ذلك سيحدث. كنا نعرف أن المفاوضين والمستشارين سيقدمون تنازلات. هاهم الآن تراجعوا وتراجعوا حتى وضعوا أنفسهم في ركن، ويتوقعوننا أن نهب لإنقاذهم».

وفي الجانب الآخر، نقلت منظمة «كونسيرفتيفز فور بيشانت رايتز» (محافظون من اجل حقوق المرضى) حملتها إلى المصيف الذي ذهب إليه اوباما، وبدأت إعلانات في شبكات التلفزيون المحلية ضد خطة اوباما للإصلاح الصحي. وقال إعلان: «يحلو الشاطئ في الصيف. لكن، بالنسبة للرئيس اوباما، مع ارتفاع الأمواج، يرتفع قلق الأميركيين بسبب خطته الصحية». وخاطب الإعلان اوباما، متوقعا أن يشاهده في التلفزيون في مصيفه: «السيد الرئيس: عندما تعود إلى واشنطن، ألغ خطتك الصحية».

ووسط انتقادات من كل الجهات تقريبا، دافع روبرت غيبز، المتحدث باسم البيت الأبيض، عن الرئيس أوباما قائلا: «لا اعتقد أن الشعب الأميركي سيغضب لأن الرئيس يقضي مع عائلته إجازة يستحقها، وهي أيام قليلة على أي حال».

وبينما قال الأستاذ الجامعي برنكلي إن البيت الأبيض «عندما خطط لإجازة فينيارد لم يكن يعرف أن الناس ستربطها بخطة الإصلاح الصحي»، قال آخرون إن البيت الأبيض كاد يقع في خطأ آخر، وهو القول إن اوباما ذهب إلى فينيارد لان سودا يملكون هناك منازل صيفية، مثل المخرج السينمائي سبايك لي، وأستاذ جامعة هارفارد هنري غيتز الذي كان، في الشهر الماضي، نجم جدل بعد أن اتهم شرطيا ابيض اعتقله، بالعنصرية.

لكن، خوفا من اتهام اوباما بمحاباة السود، لم ينزل في منزل غيتز. ولا في منطقة فيها منازل كثيرة لسود أثرياء أو أساتذة جامعات، وإنما نزل في منزل استأجره من شخص أبيض على مسافة عشرة أميال.