تدهور حالة الحكيم الصحية.. ونجله يغادر على وجه السرعة إلى طهران

قيادي في المجلس الأعلى لـ«الشرق الأوسط» : الإعلان عن الائتلاف الجديد في موعده * مقرب من المالكي: رغبتنا جامحة بالانضمام لكننا ننتظر قانون الانتخابات

عبد العزيز الحكيم (أ.ب)
TT

قبل يوم واحد من عزم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي يتزعمه عبد العزيز الحيكم من إعلان التشكيلة الجديدة للائتلاف العراقي الموحد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، أعلن المجلس الأعلى عن تدهور الحالة الصحية لزعيمه. وفيما أكد قيادي إعلان الائتلاف اليوم، وأنهم في انتظار موافقة حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية على الانضمام، أوضح حزب الدعوة أن موضوع دخولهم في الائتلاف غير محسوم حتى اليوم (أمس).

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى الإسلامي، أمس «إن سماحة السيد الحكيم «شافاه الله تعالى» واجه تراجعا في ظرفه الصحي، مما تطلب نقله إلى المستشفى مجددا، حيث يخضع في الوقت الراهن إلى متابعة دقيقة من فريق طبي متخصص». وأضاف البيان المنشور على موقع المجلس في شبكة الإنترنت، أنه «بحسب تأكيدات الفريق أن وضع سماحته الصحي تحت السيطرة»، طالبا من «أبناء شعبنا العراقي الأبي وجميع المؤمنين استثمار الأجواء الإيمانية لشهر رمضان المبارك بالدعاء والابتهال إلى الله تعالى لشفاء سماحته وجميع المرضى». وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها المجلس الأعلى الإسلامي تفاصيل عن الحالة الصحية الحرجة لزعيمه الحكيم الذي يتلقى العلاج في العاصمة الإيرانية طهران من مرض سرطان الرئة منذ ما يقرب من عامين، بهذه الطريقة، مما دفع ببعض المقربين من المجلس إلى الاعتقاد بأن حالته قد تكون تدهورت كثيرا، لا سيما أن نجله الأكبر عمار الحكيم، نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، سافر أول من أمس بصورة مفاجئة إلى إيران تاركا مشاغله واجتماعاته التي تتعلق بتشكيل الائتلاف العراقي الموحد.

وقال رضا جواد تقي، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، ومسؤول العلاقات السياسية في المجلس، لقد «تدهورت صحة السيد الحكيم منذ يومين مما تطلب ذلك بنقله بشكل عاجل إلى المستشفى التي كان قد خرج منها قبل فترة قريبة بعد أن أخذ العلاج الكيماوي المعتاد»، مشيرا إلى أن «صحته في الفترة الأخيرة ما بين تقدم وتدهور، لكنني أتوقع بأن وضعه الصحي هذه المرة سيئ».

ونفى تقي في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، أن يكون زعيم المجلس الأعلى الإسلامي قد توفى في طهران، وقال «لو حدث ذلك كنا سنخبركم وكان المجلس سيعلن هذا الخبر»، منوها إلى أن عمار الحكيم، النجل الأكبر لعبد العزيز الحكيم «قد غادر أول من أمس بصورة مفاجئة إلى إيران ليكون قريبا من والده».

وفيما إذا كان هناك علاقة بين خبر تدهور صحة الحكيم وموعد الإعلان عن تشكيلة الائتلاف العراقي الموحد التي يفترض أن تصدر اليوم في احتفال خاص، قال مسؤول العلاقات السياسية في المجلس الأعلى الإسلامي «نتوقع الإعلان عن التشكيلة التي ستضم المنضوين لقائمة الائتلاف العراقي الموحد غدا (اليوم) ولا علاقة لخبر تدهور صحة السيد الحكيم بهذا الموضوع، وليس هناك أي حديث عن التأجيل»، مشيرا إلى أن «اللجنة التي تنظم مسألة الائتلاف والكيانات والشخصيات المنضوية في الائتلاف انتهت من اجتماعاتها قبل ساعة، فيما هناك لجنة أخرى تتفاوض مع حزب الدعوة (برئاسة المالكي) لحسم موضوع انضمامهم للائتلاف، وستبقى هذه اللجنة تواصل اجتماعاتها ومباحثاتها مع حزب الدعوة حتى ساعات متأخرة من الليلة».

يذكر أن حزب الدعوة طلب التأجيل عن إعلان قائمة تشكيل الائتلاف حتى اليوم ليتسنى لهم حسم موضوع مشاركتهم ضمن هذه القائمة.

وعن الأحزاب والكتل والشخصيات السياسية التي ستضمها قائمة الائتلاف العراقي الموحد، قال تقي «القائمة تضم، حتى الآن، بالإضافة إلى المجلس الأعلى الإسلامي، كل من، التيار الصدري، وتيار الإصلاح برئاسة إبراهيم الجعفري، كما يشارك المؤتمر الوطني العراقي برئاسة أحمد الجلبي بقوة، ومنظمة بدر برئاسة هادي العامري، وقائمة التضامن برئاسة قاسم داوود، وحزب الوسط برئاسة موفق الربيعي، وحزب الدعوة، تنظيم العراق برئاسة عبد الكريم العنزي».

ولم يؤكد تقي انضمام حزب المالكي للائتلاف، وقال إن «المباحثات مع حزب الدعوة ربما تستمر حتى الغد، ولا أستطيع أن أؤكد أو أنفي انضمامهم كون المسألة غير محسومة»، مشيرا إلى أن «نوري المالكي أكد لي قبل أيام بأنه باق مع الائتلاف ولم يتحدث عن سعيه للانفصال عنه».

وقال القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، إن «الائتلاف هذه المرة يختلف عن سابقه، وهو ائتلاف وطني نسعى من خلاله إلى ضم كتل وشخصيات سياسية من مختلف أطراف الشعب العراقي».

إلى ذلك، أكد مصدر مقرب من اجتماعات المجلس الأعلى الإسلامي التي تتعلق بتشكيل الائتلاف العراقي الموحد، لـ«الشرق الأوسط» إن «سبب عدم حسم موضوع انضمام حزب الدعوة إلى الائتلاف يتعلق بالشروط التي فرضها المالكي على قائمة الائتلاف ويأتي في مقدمتها بقاؤه رئيسا للوزراء في حال فوز قائمة الائتلاف، كما أنه (حزب الدعوة) يريدون تنظيم الأسماء في القائمة حسبما يرتأون هم وقد اصطدمت هذه الشروط برفضها من قبل الأحزاب والشخصيات الأخرى التي هي في الائتلاف، وأنها ضد فرض الشروط المسبقة».

لكن علي الأديب القيادي في حزب الدعوة، نفى أن يكون حزبهم قد فرض أي شروط مسبقة على قائمة الائتلاف العراقي الموحد.

وقال الأديب لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «حزبنا لا يزال يخوض المباحثات مع المجلس الأعلى لحسم مسألة بقائنا فيه أم خروجنا»، نافيا بشدة أن يكونوا قد فرضوا أي شروط مسبقة، وقال «هناك للأسف الكثير من التقولات التي يريدون إلصاقها بحزبنا ونحن لم نفرض أي شروط». وأضاف الأديب قائلا «كل ما نريده هو توضيح حجم القوى والكتل والشخصيات السياسية التي ستشارك في الائتلاف، حيث تم توسيع حجم المشاركة وانضمت قوى ما كانت موجودة في الائتلاف إذ أن هناك 23 كتلة عبرت عن رغبتها في الانضمام إضافة إلى القوى الموجودة أصلا»، منوها إلى أهمية «الاتفاق مسبقا حول نسب هذه الكتل في الائتلاف، وهناك أطراف نريد أن نعرف فيما إذا كانت ستدخل في الائتلاف أم لا، وهذا كله يعتمد على قانون الانتخابات فيما إذا ستكون القائمة مغلقة أم مفتوحة».

وأوضح القيادي في حزب الدعوة أن «هناك رغبة جامحة لننضم في الائتلاف، وأن حسم موضوع القائمة سواء كانت مفتوحة أم مغلقة هو الذي سيجعلنا نقرر، إذ أن هناك اختلافا في وجهات النظر حول القوى الجديدة التي انتمت للائتلاف». وقال الأديب إن «مجلس النواب سوف يحسم نقاشاته حول قانون الانتخابات وسننتهي من موضوع القوائم خلال أسبوع»، معبرا عن شكوكه بالإعلان عن الائتلاف غدا (اليوم).