لوكربي: جدل في البرلمان الاسكوتلندي.. والمقرحي يعتزم كتابة سيرته الذاتية

وزير العدل الاسكوتلندي: ليبيا أكدت أن استقبال مواطنها سيكون دون مظاهر احتفالية

ليبي يطالع أمس في طرابلس صحيفة ليبية تظهر على صفحتها الاولى صورة لسيف الاسلام القذافي مع المقرحي، أثناء عودة الاخير الى ليبيا الخميس الماضي (ا.ب)
TT

شهد البرلمان الاسكوتلندي خلال جلسة طارئة عقدها أمس، نقاشا محتدما بشأن الخطوة التي اتخذها وزير العدل كيني ماك اسكيل الخميس الماضي بالإفراج عن الليبي عبد الباسط المقرحي المدان في قضية لوكربي، لأسباب إنسانية. ودافع وزير العدل عن قراره الإفراج عن المقرحي الذي يعاني من سرطان في مراحله المتقدمة، وذلك بعد تعرضه إلى انتقادات محلية وخارجية، تزايدت خصوصا بعد الأجواء التي جرى فيها استقبال السجين السابق في ليبيا بعد عودته إليها الخميس.

وفيما شدد وزراء اسكوتلنديون على أن قرار الإفراج عن المقرحي تم بموجب القانون الاسكوتلندي، اعتبرت زعيمة حزب المحافظين الاسكوتلندي، أنابيل غولدي، أمام البرلمان، أمس، أنه كان يتعين إبقاء السجين الليبي يعيش آخر أسابيعه في منزل أو نزل في اسكوتلندا، الأمر الذي كان يحول دون حدوث مظاهر الاحتفالات التي شهدتها ليبيا الخميس. كذلك، قال إيان غراي، زعيم حزب العمال الاسكوتلندي إن القرار كان ببساطة «خاطئا»، فيما شدد تافيش سكوت زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الاسكوتلندي على أنه كان يتعين على الحكومة أن تتحرك لمواجهة «انهيار السمعة الدولية لاسكوتلندا».

ومن جهته عبر وزير العدل ماك اسكيل عن الأسف للطريقة التي تم بها استقبال المقرحي في بلده قائلا: «من المؤسف جدا أن يستقبل المقرحي بمثل هذه الطريقة غير اللائقة» مشيرا إلى أنه بهذا الاستقبال فإن ليبيا «لم تظهر أي تعاطف أو مراعاة لأسر ضحايا لوكربي الـ 270». وأضاف أن «ضمانات كانت قدمت من قبل الحكومة الليبية بأن عودة المقرحي ستكون دون مظاهر احتفالية وبطريقة تراعي المشاعر». وأكد الوزير أنه أبلغ مسبقا السلطات البريطانية والأميركية بقراره حتى تتمكن من الحصول على «تأكيدات مماثلة».

وكان المقرحي، 57 عاما، المصاب بسرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة ولا يتوقع أن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر، استقبل استقبالا حافلا في طرابلس حيث كان في انتظاره مئات الأشخاص وهم يلوحون بالأعلام الليبية والاسكوتلندية. وأثار هذا الاستقبال ردود فعل مستنكرة في بريطانيا والولايات المتحدة حيث اعتبره الرئيس الأميركي أمرا «منفرا للغاية» وذلك بعد أن وصفه متحدث باسم البيت الأبيض بأنه «مشين ومقزز». وقال ماك اسكيل أمام النواب الاسكوتلنديين إنه اتخذ هذا القرار منفردا وبلا إذعان للضغوط مع الالتزام بشدة بالقانون الاسكوتلندي الذي يسمح بالإفراج عن سجناء لأسباب صحية. وأكد أن هذا القرار «لم يستند إلى اعتبارات سياسية أو دبلوماسية أو اقتصادية. كان قراري وقراري وحدي ولست نادما عليه». وأضاف أن «الاسكوتلنديين أناس فخورون بإنسانيتهم. ووجود عمل فظيع ليس ويجب ألا يكون مناسبة ليغيب عن أعيننا ما نحن عليه».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة بريطانية، أمس، أن المقرحي المدان بتفجير لوكربي، يعتزم كتابة سيرته الذاتية بهدف «إعلان براءته»، وذلك عبر كشف معلومات جديدة تتصل بهذا الهجوم. وذكرت صحيفة «التايمز» أن المقرحي كان يعمل على هذا الكتاب الذي سيروي فيه حياته وراء القضبان وسيكشف كل ما يملكه من معلومات حول تفجير الطائرة الذي أودى بـ 270 شخصا. وقال الموفد الليبي الرسمي إلى اسكوتلندا عبد الرحمن السويسي أن المقرحي «سيؤلف كتابا يعلن فيه براءته». وأضافت الصحيفة أن محامي المقرحي كانوا جمعوا معلومات لاستئناف الحكم الصادر بحقه أمام المحاكم الاسكوتلندية، وذلك قبل صدور قرار الإفراج عنه الخميس الماضي لدواع صحية. ويتوقع أن يشكل الكتاب منبرا للمقرحي يؤكد فيه أنه ليس ضالعا في الجريمة.

وقد حكم على المقرحي عام 2001 بالسجن مدى الحياة لمدة لا تقل عن 27 عاما لإدانته بتفجير طائرة تابعة لشركة «بان إم» الأميركية في 21 ديسمبر (كانون الأول) 1988 فوق قرية لوكربي الاسكوتلندية.