إيران تدعو الغرب لاستبدال الحوار بأسلوب المواجهة: «من جرب المجرب حلت به الندامة»

فرنسا: طهران لم تترك لنا خيارا آخر غير مواصلة الضغوط.. وعليها الاختيار بين التعاون أو العزلة

TT

قالت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، إن إيران ستواصل مسيرة تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المستقبل، موصية الغرب بأن يستبدل أسلوب التحاور بأسلوب المواجهة، في الموضوع النووي. لكن وزارة الخارجية الفرنسية ردت بالقول إن «إيران لم تترك لنا خيارا آخر غير مواصلة الضغوط.. وعليها الآن أن تختار بين «التعاون والعزلة»، كما شككت دول غربية أخرى في نوايا طهران.

وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي عقده أمس، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقوي، إن «الوقت مناسب لتعيد الأطراف الأخرى النظر في سياساتها». وأضاف «بدلا من معاداة إيران عليها التحاور مع إيران.. والتجربة الماضية أثبتت عدم جدوى العقوبات». وأكد قشقوي، أن سياسة تشديد الحظر فاشلة». وقال حسن قشقوي، أمس، في مقر وزارة الخارجية، إن موقف طهران بشأن نشاطاتها النووية السلمية واضح وشفاف تماما، مضيفا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عملت بالتزاماتها في إطار معاهدة «ان بي تي» واتفاقية الضمان الشاملة، والتقارير السابقة للمدير العام للوكالة الدولية هي دليل على هذا الأمر.

وأكد قشقوي أن إيران، وكما في السابق، ستواصل في المستقبل مسيرة تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأشار إلى وجود نوعين من التحليلات بشأن ضرورة تشديد العقوبات ضد إيران أو إعادة النظر في هذا النوع من التعامل مع طهران، موصيا الدول الغربية بأن تستبدل في المرحلة الجديدة أسلوب التحاور بأسلوب المواجهة مع الموضوع النووي الإيراني. وتابع أنه على أي حال فإنه «كانت وما زالت لدينا مواقفنا ولا شأن لنا بالطرف المقابل، كما أننا نعتقد أنه حاليا وعلى أعتاب بدء نشاط الحكومة العاشرة في إيران، وتجربة الأطراف الغربية في اعتماد سياسة المواجهة، فإنه ينبغي على هذه الدول أن تهتم بالمثل القائل: من جرب المجرب حلت به الندامة». وصرح بأنه بناء على ما قيل فمن الأفضل لهذه الدول أن تعيد النظر بشكل جذري في سلوكها تجاه إيران، وأن تعتمد سياسة التعامل، علما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثبتت دوما أنها لديها قابليات كبيرة في التعامل والتعاطي والحوار مع الآخرين. من جانبه رد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إريك شوفالييه على تصريحات قشقوي قائلا إن إيران «لم تستجب لجهود الحوار» التي أطلقتها الأسرة الدولية حول ملفها النووي. وأوضح في مؤتمر صحافي بباريس «لقد ضاعفنا مع شركائنا الستة (الصين والولايات المتحدة وألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا) جهود الحوار في السنوات الأخيرة بما في ذلك الأشهر الماضية التي أعقبت انتخاب الرئيس باراك أوباما». وأضاف أن «إيران تجاهلت هذه الجهود إلى اليوم ولا تزال ترفض تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي. وبمواصلة نشاطاتها الحساسة منتهكة بذلك هذه القرارات لا تترك إيران للأسف للأسرة الدولية خيارا غير مواصلة زيادة الضغوط للتوصل إلى حل تفاوضي». وقال «في إطار مقاربتنا المزدوجة التي تجمع بين الحوار والحزم.. هناك فرصة لإيجاد تسوية عبر التفاوض وعلينا استغلال هذه الفرصة. لكن على إيران أن تختار بين التعاون والعزلة.. وعلى الدول الست التي تتفاوض مع طهران بشأن برنامجها النووي أن تدرس مجددا هذه المسألة في سبتمبر(أيلول)». ومن المتوقع أن تحث الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا روسيا والصين في محادثات في الثاني من سبتمبر (أيلول) على بحث فرض مجموعة رابعة من عقوبات الأمم المتحدة على إيران وسيساعد أحدث تقرير من وكالة الطاقة الذرية سيصدر خلال أيام، على تشكيل أساس للمباحثات. وأعطى الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران مهلة حتى سبتمبر (أيلول) لقبول عرض من القوى الست الكبرى بإجراء محادثات عن مزايا تجارية إذا ما تخلت عن تخصيب اليورانيوم وإلا ستواجه عقوبات أشد.

وفي واشنطن قال متحدث باسم وزارة الخارجية يوم الجمعة إن أحدث خطوات لإيران تجاه الوكالة لم ترق إلى الحد المطلوب منها وأن على إيران الوفاء بالتزاماتها الدولية. وقال عدد من الدبلوماسيين من القوى الست الكبرى إنهم يتشككون في أحدث خطوة تقوم بها إيران. وقال الدبلوماسيون إنه لتجنب المزيد من العقوبات فعلى إيران وقف تخصيب اليورانيوم والاعتراف بأي أنشطة نووية مخالفة قامت بها في الماضي والجلوس على مائدة المفاوضات. واستبعدت إيران مرارا وقف برنامجها النووي أو تجميده.