مخاض الحكومة اللبنانية مستمر.. والتراشق الكلامي يتواصل بين المعارضة والموالاة

السفير السعودي يكرر التأكيد أن تأليفها شأن لبناني بحت

TT

استمر التأزم عنوانا وحيدا لعملية تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة في ضوء التصلب في المواقف و«المطالب» المتبادلة وغياب الاتصالات بين الرئيس المكلف سعد الحريري والأطراف المعنية بالتأليف في المعارضة، مما يرجح استمرار عملية المراوحة أسبوعا جديدا على الأقل، في انتظار حصول خرق ما يعيد بث الحياة في شرايين الاتصالات السياسية.

وفيما كرر السفير السعودي في بيروت على العسيري التأكيد «أن موضوع تأليف الحكومة شأن لبناني بحت»، متمنيا «وحدة الصف اللبناني والتحام كل القوى السياسية لما يخدم مصلحة لبنان ووحدته واستقراره»، استمر التراشق السياسي عبر وسائل الإعلام بين الموالين والمعارضين، مع تصاعد دعوات لوقف هذه السجالات والعودة إلى «الحوار الهادئ».

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح «إن تأليف الحكومة وارد في أي لحظة بعد إزالة العقبات الشكلية والضمنية، سواء في الداخل أو في الخارج، وعندها يصبح التشكيل أمرا سريعا وممكن تحقيقه في أيام». وأشار إلى «تعهدات لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف بإزالة العقد التي يضعها العماد ميشال عون، لكن عندما حلت عقدة الثلث المعطل بدأت تبرز العقد من هنا وهناك»، معتبرا أن «الموضوع عند حزب الله وليس عند العماد ميشال عون وان كان في الشكل الذي نراه يوميا وفي كتلة العماد عون وتوزير الوزير جبران باسيل». وعما يريده «حزب الله» طالما انه حصل على ما يضمن له المشاركة الفعلية وهو راض على صيغة 15/10/5، قال: «هناك موضوع الإرادة، ولبنان يتلقى التداعيات الإقليمية خصوصا في موضوع الملف النووي الإيراني والعلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، فالأزمة إقليمية ونرى مؤشراتها وتداعياتها في العراق ولبنان على صعيد تأليف الحكومة». ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا «أن الاتصالات المحلية شبه مقطوعة مع وجود الرئيس المكلف في السعودية والأمور على الخط الإقليمي تبدو مجمدة»، وقال: «الأجواء الجديدة بعد مغادرة الرئيس المكلف لأيام معدودة لرؤية عائلته وبعد جمود الاتصالات الداخلية عند دعوته للعماد عون بعدما تجمعت العقد عند موقف تكتل الإصلاح والتغيير». واعتبر عضو كتلة «حزب الله» النائب حسن فضل الله أن السجالات والإثارات المفتعلة للعقد وللمشكلات في موضوع تشكيل الحكومة لا تعبر عن الواقع الحقيقي، داعيا الجميع إلى «إخراج التشكيلة الحكومية من السجال السياسي والإعلامي ومن التجاذبات ومن الإثارات المفتعلة والعودة إلى الحوار الهادئ والعقلاني كما فعلنا للتوصل إلى التفاهم السياسي وإلى الصيغة الذي تؤمن الشراكة». وقال إن «إثارة هذا السجال وهذه الاتهامات بالعرقلة وبالتعطيل التي تطلقها بعض الجهات لا يمكن أن تشكل المدخل الطبيعي لتشكيل الحكومة إنما تقفل الأبواب وتشكل معوقا من المعوقات التي تحول دون تشكيل الحكومة».

وفيما استمر «صيام» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عن الكلام السياسي، دعا الحزب في بيان أصدره أمس كل القوى السياسية «لتسهيل مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة وفق الصيغة السياسية التي كان تم الاتفاق عليها. وقال الحزب في بيانه إن هذه «خطوة بات من الضروري القيام بها فوق الحساسيات والتفاصيل وحسابات الاصهر والأقارب لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل باتت تتصاعد مؤشراته يوما بعد يوم لا سيما مع التصريحات المتواصلة للمسؤولين الإسرائيليين وآخرها لشمعون بيريس وهي تشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية اللبنانية وتحمل في طياتها النوايا العدوانية المستمرة ضد لبنان.