وزير الخارجية اللبناني: كلام بيريس خبث سياسي

ردا على اتهامه «حزب الله» بامتلاك 80 ألف صاروخ

TT

انتقد أمس وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ ما قاله الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس عن امتلاك «حزب الله» ثمانين ألف صاروخ، وقال: «ليس مرتكزا على أدلة أو براهين. فكيف بمقدور بيريس إحصاء هذا العدد في وقت قصير؟ كيف ارتفع هذا العدد من أربعين ألفا إلى ثمانين؟ فمنذ بضعة أيام صرح (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو أن عدد الصواريخ 40 ألفا، إن كلام بيريس هو الخبث السياسي وهو ليس مرتكزا على أدلة». وأشار إلى أن «الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد عدم وجود معلومات ولا براهين عن وجود تهريب أسلحة إلى لبنان. فإذا كان بيريس راغبا في السلام، عليه إقناع حكومته بتنفيذ القرارات الدولية خاصة القرار 425 والقرار 1701 والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر ووقف الخروقات البرية والجوية والبحرية».

وكان بيريس قد كشف لصحيفة عربية أن إسرائيل «تعلم بوجود 80 ألف صاروخ في حوزة حزب الله». واعتبر أن «حزب الله يعمل لمصالحه الخاصة وسيجد دائما مبررا لمواصلة سياسته في مواجهة إسرائيل حتى لو انسحبت من مزارع شبعا وقرية الغجر اللبنانية». وقال إن «هذا الحشد الضخم من الصواريخ غير متناسب وغير حكيم». ويقول الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط لـ «الشرق الأوسط» إن «بيريس احتسب الرقم على أساس ما تردده دوائر المخابرات العالمية من أن الحزب ضاعف قدرته النارية من ثلاث إلى أربع مرات عما كانت عليه عام 2006. أما من حيث حقيقة العدد فأعتقد أن الحزب أتقن عملية التستر على الحجم الحقيقي لقوته العسكرية، وذلك لأن حجم السلاح هو بدوره سلاح لا يستهان به كونه يضمن عنصر المفاجأة. والثابت أن الحزب يجيد مفاجأة العدو بنوع السلاح وتقنية استعماله والعدد المتوفر منه. وبالتالي فإن بيريس انطلق من معلومات غير دقيقة».

أما الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس حنا، فيعتبر أن كلام بيريس فيه مبالغة واضحة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «السياق العام في استعراض القوة بدأ بعد شهر من انتهاء حرب يوليو (تموز) 2006. وذلك عندما أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحزب الذي كان يملك قبل الحرب 15 ألف صاروخ أصبح لديه 25 ألف صاروخ. وبعد اغتيال عماد مغنية تحدث نصر الله عن حرب مفتوحة. وفي مناسبات أخرى أكد الحزب جهوزيته لصد أي عدوان إسرائيلي. هذا السياق المفتوح لا علاقة له بمدى صحة ما أورده بيريس أو عدم صحته. لكن عندما يتم الحديث عن 80 ألف صاروخ، فإن الأمر يحتاج إلى دراسة بالمعنى اللوجستي، فهذا العدد يحتاج إلى مساحات واسعة للتخزين وإلى منصات صواريخ تختلف عن تلك التي كانت منصوبة في حرب يوليو (تموز) 2006. كما يحتاج إلى عديد من الذين يتولون المسألة اللوجستية. وكلما كثر العدد أصبحت القصة مفضوحة».

ويحدد حنا المساحات التي يفترض أن تكون معدة لتخزين 80 ألف صاروخ من جنوب الليطاني إلى شمال إسرائيل. ويقول: «هذه المنطقة تقع تحت أعين الجيش اللبناني والقوات الدولية. وإدخال مثل هذا العدد يبدو غير منطقي ومبالغ فيه». واستبعد أن يحتاج «حزب الله» إلى هذا العدد في الأساس، مع تأكيده أن «الحزب يجب أن يكون مسيطرا على هذه المنطقة وفي كامل جهوزيته للتحرك وإلا فهو لا يستطيع الصمود يومين». وقال: «عندما تم الحديث عن 15 ألف صاروخ، أطلق حزب الله خلال حرب يوليو (تموز) أربعة آلاف فقط». وأضاف: «معلوم أن أي طرف عسكري لا يستخدم كل ما يملك، لكن المبالغة في ما قاله بيريس ليست سوى وسيلة ضغط في سياق الحرب النفسية التي تمارسها إسرائيل على حزب الله. وربما يزايد الحزب ويعتبر هذه المبالغة التي تضخم حجمه تصب في مصلحته. لكن يبقى أن نأخذ في الاعتبار أن هذه المبالغة قد تستخدم للضغط على القوات الدولية». وأشار حنا إلى «أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة لتشن حروبها، فهي غالبا ما تستدرج الطرف الآخر إلى الذريعة ثم تقوم بعدوانها. لكن علينا أن نأخذ في الحسبان أن نصر الله نفى رغبة الحزب في الحرب، كذلك نفاها نتنياهو. والحروب لا تندلع إلا إذا حصل شيء ووجد النظام الإسرائيلي أن الرأي العام لديه يطالبه بالحرب، ليتمكن حينها من تبريرها على المستوى الداخلي».