قائد «الخلية الإرهابية» أمام نيابة أمن الدولة بمصر: ليس لدينا إمكانيات لصنع القنبلة الذرية

نفى كل التهم الموجهة إليه بما فيها اعتناقه لافكار تكفيرية

TT

استأنفت نيابة أمن الدولة العليا أمس تحقيقاتها مع المتهم محمد فهيم حسين، قائد الخلية الإرهابية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والمنسوب لأعضائها اعتناق فكر التكفير والجهاد والمعروفة بـ «خلية الزيتون» التي تضم 26 متهما. واستغرقت التحقيقات مع فهيم ما يقرب من خمس ساعات، نفى خلالها اعتناقه لأية أفكار تكفيرية تدعو إلى استخدام العنف، أو تشكيله لتنظيم إرهابي.

وقال محمد شبانة منسق هيئة الدفاع عن المتهمين، خال المتهم فهيم حسين، إن الأخير في ظل إنكاره لكل ما هو منسوب إليه، شَرَحَ مفهومه للعلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر، مؤكدا أن هذا الأمر مرتبط بالدرجة الأولى بحقوق المواطنة وحرية التدين التي لا ينكرها أحد على الآخرين، نافيا ما هو منسوب إليه من استحلال دماء و أموال الأقباط.

وأضاف فهيم خلال التحقيقات أن اتهامه وآخرين من زملائه ببعث أفكار قديمة من التاريخ الإسلامي، من بينها الولاء والبراء، والسعي إلى تشكيل دولة إسلامية خالصة وتكفير المجتمع ووصمه بالجاهلية وغيرها، ترتبط تاريخيا بإشكالية الإيمان والكفر وهو الأمر الذي لم يعد له وجود حاليا في ظل الدولة المدنية الحديثة وحرية الاعتقاد واعتناق الأديان، ولم يحدث أن سعى هو أو أيا من زملائه المعتقلين إلى تشكيل خلية على أساس هذه الأفكار.

وأكد فهيم أن ما نسب إليه من محاولته صنع القنبلة الذرية وعمل صاروخ، يفتقد للمنطق في ظل الافتقار إلى الإمكانيات اللازمة لذلك من قبل دول وكيانات كبيرة، وليس مجموعة من الأشخاص الذين يسعون لإيجاد وظائف وأعمال عقب تخرجهم من كلياتهم، مشيرا إلى أنه لم يعمل في الهندسة بشكل عملي منذ تخرجه عام 2007 نظرا لتعرضه لحادث سيارة أصيب على إثره بكسور عديدة بجسده، وأنه خلال فترة التعافي من إصابات الحادث تقدم لعمل دبلوم دراسات عليا في اللحام الفني بمعهد الهندسة والتكنولوجيا بحلوان.

وأشار إلى أن رابط العلاقة بينه وبين عدد من المتهمين في القضية مرجعه أن منهم من كان زميلا له في مراحل الدراسة المتعاقبة، ومنهم من يعرفه بحكم الجيرة ومنطقة السكن فقط، نافيا عن نفسه وعنهم تشكيل خلية إرهابية تعتنق فكر التكفير والجهاد المسلح.

وقال فهيم إن حدود معرفته بحادث مقتل مواطن قبطي صاحب أحد محال المصوغات بمنطقة الزيتون وأربعة من العاملين لديه، هي الصحف والنشرات الإخبارية، وأنه على حد علمه من الصحف فإن الجريمة يقف وراءها حادث ثأر والخلافات الشخصية للقتيل.

وكشف فهيم عن أنه لم يتعرض للتعذيب منذ اعتقاله نظرا لسوء حالته ووضعه الصحي، في الوقت الذي شاهد تعذيب عدد من زملائه المتهمين في القضية، واستمع فيه لأنين صرخاتهم، قائلا إنه شخصيا كان من الممكن أن يدلي باعترافات في ما لو تعرض للضرب المبرح الذي تعرض له أصدقائه.

وشدد فهيم على أن دعمه وزملائه لحركات المقاومة في الأراضي الفلسطينية والعراق، «يقتصر على الدعاء والفرح بانتصاراتهم والحزن لانكساراتهم»، على حد وصفه.

وستستكمل النيابة تحقيقاتها مع فهيم وباقي المتهمين خلال الأيام القادمة. وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد نسبت إلى فهيم منذ بدء التحقيقات معه مقبل بضعة أيام عددا من الاتهامات من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية وقيادتها، والترويج لأفكارها التنظيمية وقتل أحد أصحاب محال المصوغات بمنطقة الزيتون بالقاهرة و4 من العاملين بالمحل، والشروع في قتل آخرين.

وقامت النيابة خلال تحقيقاتها بمواجهة المتهم فهيم باعترافات باقي المتهمين ضده على مدى الأسابيع الماضية بشأن دوره في عملية قيادة التنظيم والتخطيط والاشتراك والهجوم على محل المصوغات، وما نجم عنه من جرائم القتل والشروع فيه، حيث أنكر المتهم بدوره كل ما هو منسوب إليه من اتهامات.

واعلنت اجهزة الامن المصرية في 9 يوليو (حزيران) الماضي عن ضبط خلية إرهابية تعتنق فكر التكفير والجهاد، ونسبت الى افراد الخلية تهمة التواصل مباشرة ومن خلال شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» مع عناصر وتنظيمات إرهابية بالخارج, وأن بعض عناصرها من شباب المهندسين والفنيين، تمكنوا من تصنيع دوائر الكترونية للتفجير باستخدام الأشعة تحت الحمراء، واستخدام أفكار وأساليب وإرهابية مستحدثة لدعم ما وصف بالأعمال الجهادية بالخارج, خاصة ما يتعلق بابتكار أساليب جديدة يصعب رصدها للتفجيرات عن بعد, وكذا لتفخيخ السيارات لاستخدامها لصالح ما يسمى بـ «سرية الولاء والبراء لمساندة المقاومة العراقية».

وأوضحت الأجهزة الأمنية أن نتائج الفحص المعملي الجنائي للمضبوطات بحوزة أفراد الخلية أكدت أن المتهمين وراء السطو المسلح على محل مصوغات بمنطقة الزيتون، الذي أسفر عن وفاة مالكه مكرم عازر، وأربعة من العاملين بالمحل وفرار الجناة خوفا من ضبطهم دون التمكن من السرقة.