وزير بريطاني ينتقد السياسيين اللبنانيين ويدعوهم للكف عن اختلاق الأعذار.. وتشكيل حكومة تعكس إرادة الناخبين

ايفان لويس يعتبر اقتراح نتنياهو حول السلام الاقتصادي غير كاف ولا يتماشى مع سلام سياسي

TT

أمل الوزير البريطاني المسؤول عن ملف الشرق الاوسط ايفان لويس، أن يعطي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور بريطانيا، رده خلال اليومين المقبلين حول وقف المستوطنات بشكل نهائي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال لويس ان اعلان وقف بناء المستوطنات، وهو ما تعتبره بريطانيا غير شرعي ومخالف للقوانين الدولية، هو الطريق الوحيد لاطلاق مفاضات السلام مع السلطة الفلسطينية، على ان يترافق ذلك مع لفتة ايجابية من العالم العربي. وعلى الرغم من ترحيب لويس بمبادرة نتنياهو للعمل على سلام اقتصادي مع السلطة الفلسطينية، الا انه أكد ان السلام الاقتصادي لا يمكن ان يكون منفصلا عن السلام السياسي، وان فصلهما لن يكون كافيا لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. وفي لقاء مع مجموعة صغيرة من الصحافيين في وزارة الخارجية البريطاينة، للحديث عن جولته الاخيرة للمنطقة التي شملت اضافة الى اسرائيل، زيارة للضفة الغربية ودمشق وبيروت، وجه لويس انتقادات للسياسيين اللبنانيين ودعاهم للكف "عن اختلاق الاعذار" في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، واعلان تركيبة حكومية "تعكس ارادة الناخبين". وكان لويس قد التقى خلال زيارته لبنان الرؤساء الثلاثة (الجمهوري ميشال سليمان والحكومة فؤاد السنيورة والنواب نبيه بري)، اضافة الى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي لم يتمكن بعد من تأليف حكومته رغم مضي أكثر من 6 اسابيع على تكليفه. ونفى لويس ان يكون قد تحدث مع السوريين بطريقة مباشرة عن الحكومة اللبنانية. وكان قال عقب لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم انه حث سورية على استعمال نفوذها في المنطقة للدفع بعملية السلام الى الامام. وردا على سؤال لـ"الشرق الاوسط" حول ما اذا كان قد طلب من السوريين استعمال نفوذهم ايضا في لبنان للحث على تشكيل الحكومة، قال: "لم نتحدث بشكل مباشر عن الحكومة اللبنانية... وعلى سورية ان تستعمل نفوذها للتأثير بطريقة ايجابية لخلق الاستقرار في هذا البلد من دون التدخل في شؤونه الداخلية". وانتقد الوزير البريطاني السياسيين اللبنانيين الذين قال ان لديهم "ميلا لان يمثلوا دائرتهم الانتخابية الضيقة"، مشيرا الى ان "لبنان بحاجة ماسة الى قيادة قوية وحقيقية". ودعا السياسيين اللبنانيين الى أن "تكون لديهم نظرة حول لبنان كوطن"، وقال: "عليهم ان يكفوا عن اختلاق الاعذار، جرى انتخابهم من قبل الشعب لكي يأخذوا لبنان الى الامام، وليس هناك من عذر لعدم تشكيل الحكومة". وأضاف: "رسالتنا للسياسيين اللبنانيين هي التالية: ستفاوضون دائما على التشكيلة الافضل في حكومة وحدة وطنية، لانه من الصعب جدا تشكيل حكومة وحدة وطنية. ما يستحقه اللبنانيون هو ان يتم تشكيل حكومة تعكس الانتخابات الاخيرة وتصويتهم". وأشار الى ان "الشعب تحدث بوضوح" في الانتخابات. وفاز تحالف "14 آذار" في الانتخابات النيابية الاخيرة، الا ان الحريري يريد تشكيل حكومة تضم جميع الاطراف في المعارضة بما فيهم حزب الله. ورأى لويس انه من الضروري تشكيل حكومة لبنانية بشكل مستعجل لضمان استقرار البلاد، كما انتقد عدم قدرة الحكومة اللبنانية على السيطرة على اعمال حزب الله العسكرية. وقال: "ليس كافيا ان تقول الحكومة اللبنانية أنها غير قادرة على كبت الاعمال الارهابية والعسكرية لحزب الله"، وتساءل: "اي بلد في العالم يقول انه غير قادر على السيطرة على اعمال ارهابية لمؤسسة؟". واضاف ان على "الحكومة الجديدة أن تقول لحزب الله، انتم سياسيون منتخبون ولا يمكنكم ان تحافظوا في الوقت ذاته على حق استعمال السلاح". ورأى لويس الذي جال خلال زيارته لبنان في الجنوب، أن الاوضاع "هشة" بين اسرائيل وحزب الله. وقال: "حزب الله اعاد تسلحه، ونعلم ان ايران تؤمن له دعم كبير، وهذا ما يجعل الوضع هشا في لبنان... وأعتقد ان تشكيل حكومة لبنانية أمر اساسي لاستقرار الوضع الامني". وشدد على ضرورة تطبيق القرار 1701 الذي أنهى الحرب بين حزب الله واسرئيل في العام 2006، وحث حزب الله "ترك الارهاب وممارسة العمل السياسي فقط". ولكنه شدد على ان رسالة بريطانيا لاسرائيل قوية بالقدر ذاته، ودعا الاسرائيليين الى وقف خرقهم للاجواء اللبنانية ووصف ذلك بأنه "غير مقبول". وقال ان أي توتر على الحدود بين لبنان واسرائيل من شأنها ان تقوض جهود الرئيس الاميركي حول عملية السلام في المنطقة. ورأى ان المنطقة لديها الان أفضل فرصة للتوصل الى سلام في الشرق الاوسط، وقال ان عدم استغلال هذه الفرصة الان سيؤدي الى ندم كبير في المرحلة اللاحقة. وجدد التأكيد على نظرة بريطانيا لحل الدولتين، وتطبيع العلاقات بين البلدان العربية واسرائيل.