حادثة دبلوماسية على خلفية الاستيطان بين إسرائيل وألمانيا عشية لقاء نتنياهو ميركل

نتنياهو يلتقي اليوم ميتشل في لندن

TT

عشية اللقاء المقرر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، غدا في برلين، وقعت «حادثة دبلوماسية» على خلفية موضوع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة. وأعربت مصادر إسرائيلية سياسية عن خشيتها من أن تعكر هذه الحادثة أجواء اللقاء، وكذلك الدور الألماني في صفقة الإفراج عن الجندي الأسير، جلعاد شليط.

وقالت هذه المصادر إن الحادثة وقعت خلال محادثة هاتفية بين رئيس مجلس الأمن القومي، عوزي أراد، والمستشار الأول لميركل، أويسي جين، استهدفت التحضير للقمة. فقد طلب (أراد) من جين، أن لا تطرح ألمانيا تجميد البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة، كموضوع رئيسي في المحادثات أو في البيان المشترك أو في تصريحات ميركل وغيرها من المسؤولين الألمان خلال هذه الأيام.

ولكن المسؤول الألماني رفض إعطاء التعهد، قائلا إن هذا الموقف يشكل عنصرا أساسيا في السياسة الألمانية، ونسق بشأنه مع الإدارة الأميركية، وعليه، فإن الطلب الإسرائيلي غير واقعي ولا يمكن التجاوب معه. فحاول (أراد) إقناعه بإلحاح شديد، ثم راح يرفع صوته خلال المكالمة لدرجة الصراخ. وانتهت المحادثة بلا اتفاق.

وحسب مصادر دبلوماسية إسرائيلية، فإن أسلوب (أراد) ترك أثرا سيئا للغاية على المسؤول الألماني، وأن العلاقات بين مكتب نتنياهو ومكتب ميركل باتت متوترة.

وقالت المصادر إن كوادر الدبلوماسية الإسرائيلية المهنية اعتبرت تصرف (أراد) غير دبلوماسي، «ينصب في سلسلة أخطاء يرتكبها (أراد)، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ونائبه، داني أيلون، وغيرهم من الناطقين باسم الحكومة في السياسة الدولية». وقال أحد هذه الكوادر: «يهدمون ما بنيناه عبر سنين طويلة».

ويلتقي نتنياهو اليوم في لندن التي وصلها، أول من أمس، المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، وسط تصريحات أميركية متفائلة إزاء إمكانية نجاح ميتشل في إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات قريبا. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ايان كيلي: «صحيح أنه ليس بالضرورة أن يسفر لقاء نتنياهو وميتشل عن اختراق، ولكن عملية وضع الأساس لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تقترب من نهايتها».

وسيواصل نتنياهو مع ميتشل صباح اليوم، البحث في مطالب إدارة الرئيس باراك أوباما، باتخاذ إجراءات بناء الثقة بين إسرائيل والعالم العربي. فواشنطن تطلب من إسرائيل تجميد الاستيطان مؤقتا، بينما تطالب العالم العربي بتطبيع العلاقات مع تل أبيب فورا.

وكما أبلغ نتنياهو اجتماع الحكومة يوم الأحد الماضي فإن لقاءه ميتشل لن يكون اللقاء الأخير، وأن ثمة حاجة إلى لقاءات أخرى قبل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في لقاء قمة يرعاه الرئيس أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل.

ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه، القول إن حلا وسطا يجري الآن بحثه، يقضي بتجميد الاستيطان، باستثناء الـ2500 وحدة التي يجري بناؤها الآن.

وحسب الصحف الإسرائيلية فإن من المتوقع أن يبلغ نتنياهو ميتشل رفضه لأي قيود على سيادة إسرائيل على القدس وحريتها في البناء في المدينة.

حماس لحضور اجتماع رام الله، بصفتهم أعضاء في المجلس الوطني، فإن حماس قررت مقاطعة الجلسة.