توقعات إسرائيلية حول تقدم جدي طرأ على الجهود الهادفة للتوصل لصفقة تبادل الأسرى

إسرائيل تمنع ذوي الأسرى الفلسطينيين من زيارتهم لتمكين المتعاطفين مع شاليط من التظاهر

رجل شرطة تابع للحكومة المقالة في غزة، يراقب فريقا يبحث عن مزيد من الاحياء في نفق دمرته الطائرات الاسرائيلية في رفح امس (ا ف ب)
TT

في الوقت الذي زادت فيه وتيرة التسريبات حول حدوث تقدم في الاتصالات التي تجري للتوصل لصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، أقدمت مصلحة السجون الإسرائيلية صباح أمس على منع ذوي الأسرى الفلسطينيين في اثنين من أكبر السجون من زيارة أبنائهم لإفساح المجال أمام إسرائيليين متضامنين مع الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط من التظاهر أمامهما. وفي بيان صادر عنها اعتبرت وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية في الحكومة المقالة، أن الخطوة التي أقدمت عليها السلطات الإسرائيلية تعبر عن «عجز الاحتلال عن مواجهة المستوطنين». وأضافت «سلطات الاحتلال تستقوي على الأسرى الفلسطينيين العزل بحرمانهم من حقهم في الزيارة، وفى نفس الوقت لا تستطيع أن تواجه حفنة من المتطرفين الذين يغلقون الشوارع ويمنعون أهالي الأسرى من الوصول إلى السجون بحجة عدم السماح لشاليط المحتجز بالزيارة». واعتبرت الوزارة أن ممارسات المستوطنين لن تفلح في الضغط على الفصائل الآسرة بتغيير مواقفها من زيارة شاليط، ويجب أن يوجهوا غضبهم واحتجاجهم إلى حكومتهم التي تكذب عليهم بشأن الصفقة.

ومن ناحية ثانية ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن تقدما جديا طرأ على مفاوضات صفقة تبادل أسرى. وأشار الموقع إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجه إلى إبرام الصفقة، مشيرة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك زار برفقة زوجته عائلة شاليط بشكل مفاجئ. وأوضح الموقع أن عائلة شاليط قلصت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ حدة انتقاداتها لنتنياهو، مشيرا إلى أن علاقات نتنياهو معها أفضل من سلفه إيهود أولمرت، الذي اتهمته العائلة بالتقصير.

وأكدت الصحيفة أن الاتصالات التي تجري حاليا تكتسب زخما خاصا في ظل زيارة عمر سليمان وزير المخابرات المصرية الوشيكة لتل أبيب، على خلفية لقاءات مساعده اللواء محمد إبراهيم مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في دمشق أخيرا. وزعمت الصحيفة أن عدم تحقيق تقدم خلال عهد أولمرت يرجع للخلاف الذي كان دائرا بين مسؤول الملف عوفر ديكل ويوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك». وأكدت الصحيفة أن ما يعيق الصفقة هو رفض إسرائيل الإفراج عن 125 أسيرا من أصل 450 طالبت بهم حماس وكذلك عدد الأسرى المنوي إبعادهم إما إلى قطاع غزة أو إلى الخارج.

ونشرت أنباء مجددة، أمس، عن تقدم في مفاوضات شاليط. وكتبت «هآرتس» أن هناك عدة إشارات تدل على وجود هذا التقدم. منها زيارة باراك برفقة زوجته، الحميمة لبيت أسرة شاليط، التي استمرت أكثر من ساعة على انفراد وأبلغهما بآخر التطورات. وأن هذا اللقاء بعث في نفوس أفراد العائلة الأمل.

ومن جهة ثانية، ربط زعيم حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، الحاخام عوفاديا يوسيف، ما بين عملية السلام في الشرق الأوسط وبين قضية شاليط، وذلك خلال لقائه أمس مع وفد «حكماء العالم»، برئاسة الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، والمطران الجنوب الأفريقي، زيغموند توتو، ورئيسة أيرلندا السابقة، ماري روبنسون والملياردير الإنجليزي ريتشارد برانسون، الذين وصلوا إلى المنطقة بهدف إيجاد قاعدة شعبية واسعة لتأييد عملية السلام. وطلب الوفد من الحاخام يوسيف أن يؤثر على جمهوره في الدعوة إلى السلام، فأبلغهم موافقته المبدئية على ذلك، ولكنه في الوقت نفسه راح يضع اللائمة على العرب.