سكان في عمارة أمام وزارة الخارجية: دوي الانفجار كان مثل قنبلة نووية

«الشرق الأوسط» تعاين الدمار في الصالحية

عراقية تعاين أمس ما أنقذته من أمتعة من شقتها التي دمرت في التفجير الذي استهدف مبنى وزارة الخارجية في بغداد الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
TT

«قنبلة نووية».. بهذا الوصف بدأ بسام أنور سليمان (أبو أنور) كلامه لـ«الشرق الأوسط» عن ما حدث أمام وزارة الخارجية في منطقة الصالحية ببغداد الأربعاء الماضي عندما حولت شاحنة ملغومة بأطنان من المتفجرات المكان من موقع جميل وعامر بأبنيته الحديثة إلى مكان مدمر بكل معنى الكلمة. وفقدت مئات العوائل جميع ممتلكاتها من مركبات وأثاث وحتى شققهم التي عاودوا، وعلى الرغم من جراحهم، ترميمها على أمل تعويضهم من قبل جهات حكومية، غير أن بعض المسؤولين بين لهم العكس وطلب منهم الاعتماد على أنفسهم في إعادة ترتيب حياتهم من جديد لكن يجب عليهم الاستمرار بالمطالبات.

وأضاف سليمان وهو يلملم بقايا أغراض بيته ليرميها خارج البناية «لم يبق ما يستحق الاحتفاظ به»، لكنه حمد الله على عدم فقدان أحد أفراد العائلة المكونة من الابن الصغير حسن، 7 سنوات، ولمى ومها، 20 و22 عاما، وأم أنور، وقال: «ما أنقذ أرواحنا، أنهم كانوا يتناولون طعام الإفطار على الأرض ولم يكن في جانبهم الأيمن نافذة، بل حائط كونكريتي هو الذي صد عنهم الأذى، لكن الشقة دمرت تماما». «أم أنور» أوضحت أنها ومن شدة الصوت والعصف وصعود لهب النيران شعرت وكأنها في كابوس «خاصة بعد الانفجار، حيث ساد الصمت لوهلة، وتعالت بعدها الصيحات وعويل النساء والأطفال ومن يطلب النجدة، وعندما هرعنا للخارج مخافة انهيار العمار علينا، التي تضررت أساساتها بشكل كبير واهتزت عدة مرات.. لم نتمكن من الخروج بسبب النيران المتصاعدة من السيارات المحترقة. وبنظرة خاطفة وجدت أن المكان تحول إلى ركام». أبو أنور أوضح أن زيارات عديدة قام بها مسؤولون في الدولة منهم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي «الذي التقى بنا وأوعز مشكورا بفتح صندوق لدعم المتضررين وتبرع شخصيا من جيبه بمبلغ 100 مليون دينار كما فتح باب التبرع بالدم وكان أولهم لضحايا التفجيرات، بعدها حضر الدكتور أحمد الجلبي الذي قام أيضا بالحديث معنا، وهناك لجنة أرسلها الدكتور إياد علاوي وقدمت لكل عائلة مبلغ 500 دولار، كما قام رئيس الوزراء بزيارة المجمع والتقى بعدد من السكان وتعهد للجميع بأن الحكومة ستعوضهم عن الأضرار كافة». أبو وديان الذي يسكن في عمارة في مجمع الصالحية المكون من عدة عمارات كل منها يحمل رقما قال: «العمارتان اللتان تضررتا بدرجة أكبر هما العمارة رقم ثلاثة وسبعة، كونهما كانتا أمام الشاحنة المفخخة، وكل منهما مكون من ثمانية طوابق وفي كل طابق 15 شقة». وأضاف: «أنا رميت جميع الأثاث لأنه تضرر بشكل كامل وحتى الآن أنفقت على شقتي 11 ألف دولار والقائمة تطول».

أبو اواد الذي كان يزور زوجته التي تعرضت لجروح بالغة جدا جراء تحطم الأبواب والشبابيك، قال إن «كثيرا من الزيارات الرسمية قدمت لنا للاطمئنان علينا، فضلا عن قيادات عسكرية ومحافظ بغداد، وتحدثنا معهم بهدف التعويض، والجميع تعهد بتقديم تعويض، لكن أحمد الجلبي قال لنا: عليكم الاعتماد على أنفسكم وأن تعيدوا ترميم شققكم وأن لا تعتمدوا على إمكانية التعويض مستقبلا».