الجزائر: 10 إرهابيين بعضهم متورط في خطف دبلوماسيين يسلمون أنفسهم

تحدثوا عن اشتباكات بالسلاح وقعت بين أتباع «قاعدة» المغرب الإسلامي

TT

أفادت مصادر أمنية جزائرية أن 10 مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي سلموا أنفسهم إلى السلطات، على مجموعتين، وأن بعضهم تحدث عن وقوع اشتباكات بالسلاح، في الآونة الأخيرة، بين مسلحين يرفضون التخلي عن الإرهاب ورفاق لهم أبدوا رغبة في تسليم أنفسهم. ويقع جميع هؤلاء تحت طائلة أحكام قضائية صدرت غيابيا بحقهم تتراوح بين السجن لمدة 20 سنة والإعدام. ورجحت المصادر استفادتهم من إجراءات تهدئة جديدة مرتقبة، مهَد لها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حيث سماها «عفوا شاملا مشروطا».

وذكرت المصادر الأمنية لـ«الشرق الأوسط» أن ستة من عناصر التنظيم المسمى «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، دخلوا التراب الجزائري فجر أمس، قادمين من إحدى دول الساحل الأفريقي. وأوضحت أنهم ينتمون لـ «كتيبة الملثمين» التي يقودها مختار بلمختار أحد أبرز الإرهابيين المدرجين على لائحة المطلوبين أميركيا ومن طرف الأمم المتحدة أيضا. وأضافت المصادر أن الأشخاص الستة على علاقة بحادثة اختطاف الدبلوماسيين الكنديين روبرت فاولر ولويس غاي، في شهر فبراير (شباط) الماضي بصحراء النيجر. وقد تم إطلاق سراحهما بعد فترة احتجاز دامت ثلاثة شهور، في مقابل إطلاق سراح 4 من عناصر التنظيم الإرهابي، من جنسية موريتاينة وجزائرية، كانوا معتقلين في مالي.

ونقلت المصادر عن الستة أنهم غادروا المجموعة المسلحة، دون علم قائدها بلمختار الشهير بـ «خالد أبي العباس» الذي دبَر ونفَذ بنفسه اختطاف مبعوث الأمين العام الأممي إلى النيجر ومساعده وسائقهما النيجري. وطلب الستة، الذين يوجد من بينهم مقرَب من بلمختار، الاستفادة من تدابير «المصالحة» التي انتهى آجال العمل بها في أغسطس (آب) 2006، ستة شهور بعد صدورها. ورجحت المصادر الأمنية أن يشملهم مشروع «العفو الشامل» الذي تعهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بإصداره قبل نهاية ولايته الثالثة (2009 ـ 2014)، شرط أن يسلم جميع المسلحين أنفسهم وأسلحتهم طواعية.

وسلَم أربعة مسلحين آخرين أنفسهم مطلع الأسبوع الجاري، بمنطقة سيدي علي بوناب بولاية بومرداس (45 كلم شرق العاصمة). وتعد المنطقة مركز نشاط السلفيين المسلحين ومصدر غالبية الأعمال الإرهابية التي تقع في بومرداس.

وذكرت نفس المصادر أن الأربعة ذكروا لأجهزة الأمن، أن مشادات بالسلاح وقعت في الأسابيع الماضية بين مسلحين يرفضون التخلي عن الإرهاب ورفاق لهم أبدوا رغبة في الانخراط في «المصالحة». وخلفت المعارك، حسبه أحدهم، قتلى وجرحى. ونقل عنهم أيضا أن التنظيم المسلح أصبح يجد صعوبة كبيرة في إقناع الأشخاص بالانضمام إلى صفوفه، مما يفسر حسبهم تراجع حدة الأعمال الإرهابية قياسا إلى فترة سابقة.