انتخابات أفغانستان: تقارب شديد بين كرزاي وعبد الله بعد فرز 10% من الأصوات

أنباء عن تسوية مبكرة بين «الرئيس المقبل ورئيس حكومته» * مقتل 36 وجرح 64 في هجوم انتحاري بقندهار

عامل في مجال الصرافة يعد نقوده قرب لوحة كبيرة للمرشح الرئاسي عبد الله عبد الله، في أحد شوارع كابل أمس (ا.ب)
TT

أظهرت النتائج الجزئية لانتخابات الرئاسة الأفغانية تقاربا شديدا بين الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي ومنافسه الرئيسي عبد الله عبد الله مع تقدم طفيف للأول. وأوضحت مفوضية الانتخابية الأفغانية أمس أن هذه الأرقام أولية وصدرت بعد فرز اقل من 10% من بطاقات الاقتراع. واستنادا إلى هذه النتائج الأولية حصل كرزاي على 40.6 في المائة من البطاقات السليمة في مقابل 38.6 في المائة لوزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله. واحتل المركز الثالث المرشح المستقل رمضان بشاردوست مع 10.2 في المائة من الأصوات والرابع وزير المالية السابق اشرف غاني مع 2.9 في المائة.

وذكرت مفوضية الانتخابات في مؤتمر صحافي عقدته في فندق الانتر كونتنتال بالعاصمة كابل، أن هذه النتائج تستند إلى فرز 10% من بطاقات الاقتراع التي وصلت إلى اللجنة الانتخابية في كابل. وفي الوقت الراهن وصل 95% من الأصوات إلى العاصمة كابل ولم تصل بعد أصوات ولايتي هلمند (جنوب) وبدخشان (شمال شرق).

وحذر ستة مرشحين لانتخابات الرئاسة، أحدهم يمكن أن يتولى منصب «المدير التنفيذي للحكومة» (بمثابة رئيس الحكومة) في بيان قبل ساعات من عقد المؤتمر الصحافي أن التزوير يهدد بتقويض الانتخابات ويمكن أن يؤجج العنف في البلاد. وهناك قلق بشأن حدوث أعمال عنف عرقية، في حال جاء عبد الله عبد الله في المرتبة الثانية.

وكانت أفغانستان نظمت الخميس الماضي انتخابات رئاسية ومحلية هي الثانية في تاريخها بعد الانتخابات التي فاز فيها كرزاي في الدورة الأولى في 2004. وكانت نسبة المشاركة في انتخابات الخميس محدودة في جنوب وشرق أفغانستان حيث تتمتع طالبان بنفوذ كبير، وفي جلال آباد في إقليم ننجرهار، لم يدل أي ناخب بصوته.

وتحدث متابعون للعملية الانتخابية في كابل لـ «الشرق الأوسط» عن مساع لتسوية أو صفقة سياسية بين فريقي كرزاي وعبد الله، بهدف إقناع الأخير بقبول نتائج الانتخابات مقابل تقاسم السلطة، أي منح الأخير منصب «المدير التنفيذي» للحكومة وهو منصب يعادل منصب رئيس الوزراء.

وكان دين محمد رئيس الحملة الانتخابية للرئيس المنتهية ولايته قد ذكر أن المؤشرات تظهر أن كرزاي يتجه نحو تحقيق فوز حاسم في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يعني عدم الحاجة إلى جولة ثانية. إلا أن متحدثا باسم عبد الله عبد الله أبرز منافسي كرزاي، ووزير الخارجية السابق، قال إن عبد الله في الصدارة. وكان أنصار عبد الله قد اتهموا في وقت سابق أنصار كرزاي بتزوير الانتخابات وترويع الناخبين والمراقبين. ولم يعقب الرئيس كرزاي على هذه الاتهامات، لكنه قال إن العنف لم ينجح في منع الناخبين من الاقتراع. وكان كرزاي وعبد الله أعلنا تقدمهما للفوز بأصوات تحسم لهما الرئاسة الأفغانية دون الحاجة لخوض جولة ثانية في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، علما أن لجنة الانتخابات أوضحت أن النتائج الرسمية لن تعلن قبل الثالث من سبتمبر (أيلول) المقبل.

ويرى مراقبون محليون أن إجراء جولة ثانية بين كرزاي وهو من البشتون، وعبد الله عبد الله، وهو بشتوني الأب طاجيكي الأم، ويعتمد في تأييده على الطاجيك في الشمال، قد يضع البلاد أمام مخاطر التقسيم العرقي وقد يتسبب بِإشعال فتيل الاضطرابات الداخلية. وأصدرت «مؤسسة انتخابات حرة ونزيهة في أفغانستان» المراقب المحلي الرئيسي للانتخابات، قائمة بالانتهاكات من بينها حادث عن قطع أصبعي اثنين من الناخبين إضافة إلى مضايقات من قبل مسلحي طالبان ومسؤولين. وقالت المؤسسة إن بعضا من مراقبيها البالغ عددهم 7368 لاحظوا كذلك تصويت ناخبين تقل أعمارهم عن السن القانونية، وأضافوا أن انعدام الأمن كان له تأثير كبير في انخفاض نسبة المشاركة في بعض المناطق واجبر على إغلاق عدد من مراكز الاقتراع، كما أن المسلحين منعوا وصول موظفي الانتخابات في بعض الحالات إلى مراكز الاقتراع، وفق ما ذكره نادر نادري رئيس المؤسسة للصحافيين.

إلى ذلك، قتل 36 شخصاً وجرح 64 آخرون في هجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة وقع مساء أمس في مدينة قندهار، حسبما أفادت الشرطة. وقال اغا لالاي عضو المجلس المحلي في قندهار والذي يقع مكتبه قرب مكان الانفجار «شعرت أولا بما يشبه هزة أرضية، انقطع التيار ثم دوى صوت انفجار ضخم». وأضاف أن «الشرطة ضربت طوقا امنيا حول المكان وتهتم بالجرحى والقتلى حاليا».

وفي سياق متصل، أعلن حلف شمال الأطلسي أن أربعة جنود أميركيين قتلوا أمس في انفجار عبوة ناسفة جنوب أفغانستان. وبمقتلهم تصبح سنة 2009 الأكثر دموية للعسكريين الأجانب في أفغانستان منذ نهاية 2001. وجاء في بيان صادر عن قوة ايساف أن «أربعة من جنودها قتلوا في انفجار عبوة في جنوب أفغانستان» من دون أن يوضح ظروف أو مكان مقتل الجنود الأربعة. وبذلك يصل إلى 63 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان في الشهر الحالي و295 منذ مطلع السنة.