زعيمان طالبانيان يعترفان بمقتل محسود.. وإسلام آباد تشكك باختيار خليفة له

العثور على 11 جثة لعناصر الحركة الباكستانية بعد إعدامهم على يد الأهالي

TT

قالت هيئة الاذاعة البريطانية ( بي.بي.سي) أمس ان متشددي طالبان الباكستانية أكدوا للمرة الاولى ان زعيمهم بيت الله محسود قتل.

ويقول المسؤولون الباكستانيون والاميركيون منذ ايام ان محسود قتل في هجوم صاروخي اميركي في معقله في وزيرستان الجنوبية قرب الحدود الافغانية في الخامس من اغسطس (اب) لكن طالبان تنفي ذلك. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية ان اثنين من قادة طالبان ابلغاها بان محسود قتل. في غضون ذلك قالت اسلام اباد انها تشك في أن طالبان الباكستانية عينت زعيما جديدا بعد بيت الله محسود، وأعلن أحد قادة طالبان يوم السبت أن حكيم الله محسود وهو مقاتل شاب من قبيلة بيت الله محسود معروف بشراسته هو زعيم طالبان الجديد. غير ان بعض ضباط المخابرات الباكستانية يؤكدون ان حكيم الله قتل في تبادل لاطلاق النار مع منافس له بعد مقتل بيت الله محسود. وثمة اعتقاد بأن حركة طالبان الباكستانية التي تضم 13 جماعة رئيسية حافلة بالتنافس الداخلي. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في مؤتمر صحافي في اسطنبول امس على هامش اجتماع للمانحين خاص بباكستان (معلوماتي هي أنه لم يتخذ اي قرار بعد). وأضاف (هناك كثير من المطالبين بالزعامة. وثمة تشوش. علينا الانتظار حتى نعرف من سيكون القائد الجديد للحركة). وتراقب الحكومات الغربية التي لها قوات في أفغانستان الوضع كي ترى ان كان اي زعيم جديد لطالبان سينقل تركيز الحركة من محاربة الحكومة الباكستانية الى مساندة تمرد طالبان الافغانية بقيادة الملا محمد عمر. في غضون ذلك اعلنت السلطات الباكستانية العثور في وادي سوات شمال غرب باكستان على جثث مصابة بطلقات نارية تعود لـ11 عنصرا من طالبان، اكدت ان السكان اعدموهم انتقاما لاعمال العنف التي ارتكبوها. وتكاثر هذا النوع من الاحداث منذ شهر يوليو ( تموز) حين اكدت الجهات العسكرية انها «طهرت» المنطقة من المتمردين الاسلاميين الذين سيطروا عليها في صيف 2007 وارتكبوا فيها تجاوزات كثيرة، الا ان المنظمات الحقوقية تحذر مما تسميه «اعدامات من دون محاكمات» قد تقوم احيانا جهات عسكرية بارتكابها.

وقال مسؤول امني رفيع طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية انه «عثر على جثث عائدة لـ11 شخصا معظمهم من المقاتلين الاسلاميين في ثلاثة مواقع مختلفة في سوات». واكد مسؤول من الادارة المحلية هذه المعلومة مشيرا الى ان الجثث عائدة لمتمردين اسلاميين.

واوضح المصدر الاول ان الجثث تحمل اثار طلقات نارية وعنف. ومنذ شهر يوليو عثر على مائتي جثة عائدة لمقاتلين اسلاميين اعدموا جماعيا ولبعض المدنيين بحسب مصادر من قوى الامن والادارات المحلية. وفي هذا الصدد قال مسؤول عسكري رفيع المستوى «بحسب المعلومات المتوفرة لدينا، يعدم المواطنون المتمردون خوفا من عودتهم».

واعتبر اقبال حيدر، الذي يشارك في رئاسة لجنة حقوق الانسان في باكستان، وهي جمعية مستقلة، انه من الضروري «وضع حد لهذه الاعمال والتحقيق لمعرفة من قتلهم». وقال حيدر«نحن ندين طالبان لوحشيتها وعنفها ولكن لا يجب ان تتصرف قوى الامن بالوحشية نفسها» بالمقابل. ونفى الجيش ضلوعه في عمليات الاعدام الجماعي بعد ان وجهت اليه المنظمات المستقلة اصابع الاتهام مرات عدة.