نصف سكان الولايات المتحدة.. مهددون بعدوى إنفلونزا الخنازير

تقرير أميركي مفصل لمواجهة احتمالات انتشارها ومجابهتها

TT

عدوى إنفلونزا الخنازير قد تصيب نصف سكان الولايات المتحدة وتؤدي إلى دخول 1.8 مليون إلى المستشفيات وتتسبب في وفاة نحو 90 ألفا منهم، وهو أكثر من ضعف عدد الوفيات بسبب عدوى الإنفلونزا الموسمية، وفقا لتقديرات المجلس الاستشاري الرئاسي الأميركي للعلوم والتكنولوجيا.

وفي أول تقديرات من نوعها حول تأثيرات العدوى المحتملة، ذكر التقرير أن فيروس إنفلونزا الخنازير ستتسبب في إصابة ما بين 60 إلى 120 مليون شخص، سيتوجه نصفهم إلى طلب المساعدة الطبية، وفقا لما أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أمس. واحتوى تقرير المجلس على 86 صفحة خصصت لتقييم عمليات المؤسسات الحكومية لمواجهة أول عدوى وبائية للإنفلونزا منذ 41 سنة.

وقال التقرير إنه ورغم أن العدوى ستكون خفيفة في أغلب الاحتمالات، إلا أن 300 ألف مصاب قد يدخلون إلى العناية المركزة في المستشفيات، الأمر الذي سيؤدي إلى صعوبات في تنويم المرضى في بعض المستشفيات. وقال هارولد فارموس الباحث في مركز سلوان ـ كيترنغ التذكاري للسرطان في نيويورك، الرئيس المشارك للمجلس الاستشاري، إن «هذه الحالة ستكون خطيرة إلى حد ما». وأضاف أنها «ستؤدي إلى حدوث ضغط على كل جانب من جوانب عمل النظام الصحي».

وعلق مارك ليبسيك الباحث في الصحة العامة بجامعة هارفارد على التقرير بأن التقديرات التي وردت فيه «ليست توقعات.. بقدر ما أنها احتمالات» مبنية على عدة مؤشرات، منها عدم تحور الفيروس إلى نوع خطير يصيب الكبار في السن. وأضاف أنه إن حدث وأصيب عدد كبير من البالغين فإن حدة العدوى ستكون أقوى.

وقالت كاثلين سيبليوس وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية إن «فيروس «إتش 1 إن 1» لعام 2009 سيتسبب في تهديد أكبر خطرا في الخريف المقبل.. ولأنه من سلالة جديدة فإنه سيصيب أعدادا أكبر من الناس».

وبينما تؤدي عدوى الإنفلونزا الموسمية إلى وفاة ما بين 30 و40 ألف شخص وإلى إدخال 200 ألف من المصابين بها إلى المستشفيات سنويا، فإن انعدام الحصانة من الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير قد يؤدي إلى حدوث ما بين 30 و90 ألف حالة وفاة.

كما أوصى المجلس بضرورة توفير كميات من اللقاحات المضادة للفيروس في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) المقبل بهدف تطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

وفي بريطانيا أعلن عن الإسراع في تنفيذ 14 مشروعا للأبحاث العلمية بتمويل من المعهد الوطني للأبحاث الطبية بقيمة 2.25 مليون جنيه استرليني (3.78 مليون دولار) لدراسة جوانب تأثيرات إنفلونزا الخنازير وطرق مكافحتها لتأمين معلومات طبية دقيقة حول العدوى للسلطات الصحية البريطانية.

وسوف تشمل الأبحاث التي تشارك فيها جامعات ومؤسسات علمية، طرق تقييم انتقال العدوى وتأثير إغلاق المدارس عليها، وتقييم كفاءة الأقنعة الواقية للحد من العدوى، ووسائل التعامل مع الحوامل المصابات، وتقييم أولويات تقديم الرعاية الصحية.

على صعيد آخر حذر خبراء كنديون من أن الآباء أو أبنائهم وكذلك أفراد الطاقم الطبي قد يمتنعون عن التطعيم باللقاحات المضادة لإنفلونزا الخنازير إن كانوا يعتقدون أن أضرار اللقاحات أكبر من فوائدها. وقالت ناتاليا هنريش الباحثة في جامعة كولومبيا البريطانية وبيف هولمز الباحثة في جامعة سايمون فريزر في فانكوفر في مقال نشر في «مجلة التهديدات الصحية الناشئة»، إنهما توصلتا إلى هذه الاستنتاجات بعد أن أجريتا جلسات استشارية مع 11 مجموعة دراسية لتدارس هذه القضايا قبل انتشار الوباء الجديد، وطرحوا على المشاركين أسئلة حول التطعيم باللقاحات الجديدة.