كوريا الجنوبية تنضم لسباق الفضاء.. والأنظار على رد جارتها

أنباء عن عزم واشنطن تقديم «عرض سخي» لبيونغ يانغ مقابل نزع أسلحتها النووية

كوريون جنوبيون يشاهدون إطلاق صاروخها (البادي في الإطار) إلى الفضاء أمس (ا.ف.ب) و(ا.ب)
TT

أطلقت كوريا الجنوبية أول صاروخ لها للفضاء أمس، لكنه أخفق في إرسال قمر صناعي للأبحاث العلمية إلى مداره المقرر في انتكاسة للبرنامج الفضائي الوليد للبلاد. وقال القائمون على المشروع في مؤتمر صحافي في مركز الفضاء على الساحل الجنوبي لكوريا الجنوبية على بعد نحو 350 كيلومترا من سيول إن الحمولة الرئيسية انفصلت عن جهاز الدفع بعد نحو ثماني دقائق من الإطلاق، ولكنها لم تدخل مدارها المقرر. وقال وزير العلوم إن بيونج مان «إن محرك المرحلة الأولى وجهاز الدفع بالمرحلة الثانية اشتغلا بشكل طبيعي وانفصل القمر الصناعي ولكنه لم يصل بشكل دقيق إلى مداره المستهدف». ولم يقدم المسؤولون تفسيراً فوريا لطبيعة الخطأ. ووصف المسؤولون المشروع بأنه «نجاح جزئي» وقالوا إنهم سيواصلون العمل على إطلاق ثان مقرر العام المقبل.

وهذه هي المحاولة الثانية لكوريا الجنوبية لإطلاق صاروخها بعد إلغاء المحاولة الأولى يوم 19 أغسطس (آب) الحالي في أعقاب مشكلات فنية. واعتمد الصاروخ الذي يطلق عليه اسم مركبة الإطلاق الفضائية الكورية الجنوبية «1 أو ناروـ1» في تطويره بشدة على مركز خرونيتشوف الروسي للإنتاج الفضائي الذي أجرى تجارب وقدم المساعدة الفنية.

وتم تصميم القمر الصناعي لمراقبة الطاقة المشعة للأرض، وبلغ طول الصاروخ 33 مترا وتم تصنيعه بتكلفة 502.5 مليار وون (400 مليون دولار). وتريد كوريا الجنوبية صنع صاروخ خاص بها بحلول عام 2018 وإرسال مجس للقمر بحلول عام 2025، كما تريد استحداث خدمة تجارية لإطلاق الأقمار الصناعية. وحاولت وكالة الفضاء الكورية الجنوبية خفض سقف التوقعات قائلة إن نحو 30 في المائة فقط من المحاولات الأولى للدول لإرسال قمر صناعي لمداره تكللت بالنجاح.

ولم تعلق كوريا الشمالية على الفور على إطلاق الصاروخ الكوري الجنوبي، لكنها كانت قالت سابقا إنها ستراقب الخطوة وردود الفعل الدولية عليها عن كثب. وأبدت كوريا الشمالية مسبقاً تحفظها على الخطوة بسبب العقوبات التي فرضتها عليها الأمم المتحدة إثر إطلاقها صاروخا طويل المدى في ابريل (نيسان) الماضي.

وفي خطوة منفصلة، دعت كوريا الشمالية ممثلا خاصا أميركيا لزيارتها بهدف إجراء محادثات لوضع حد للخلاف الناشب معها حول البرنامج النووي العسكري. ونقلت صحيفة «جونغ انغ ايلبو» الكورية الجنوبية أمس عن مصادر دبلوماسية في واشنطن قولها إن ستيفن بوسورث، الممثل الخاص المكلف السياسة تجاه كوريا الشمالية، قبل الدعوة وسيتوجه إلى العاصمة الكورية الشمالية الشهر المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن سونغ كيم، الممثل الأميركي في المحادثات السداسية حول نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية سيرافق بوسروث في زيارته. وأوضحت الصحيفة أن بوسروث سيزور على الأرجح كوريا الجنوبية والصين واليابان مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل على أن يسافر بعدها إلى بيونغ يانغ حيث من الممكن أن يلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل. وأضافت أن بوسروث سيقدم «عرضا سخيا» من الإجراءات مقابل نزع الأسلحة النووية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي آخر قوله إن حكومة الرئيس الأميركي باراك اوباما لن تتخلى أبدا عن مبدأ المفاوضات السداسية حتى وان «تقدمت المفاوضات فان العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة لن ترفع بسهولة». وقد التقى الدبلوماسي الأميركي فيليب غولدبيرغ المكلف تنسيق تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1874 الذي يعاقب كوريا الشمالية على أنشطتها النووية، الاثنين في سيول نظيره الكوري الجنوبي وي سونغ ـ لاك.

وأكد المسؤولون الأميركيون والكوريون الجنوبيون أن على كوريا الشمالية أن تتخلى عن أسلحتها النووية وذلك في الوقت الذي أبدى فيه نظام بيونغ يانغ مؤشرات توجه نحو تهدئة نسبية. والخميس الماضي، قالت الولايات المتحدة إنها منفتحة على المباحثات مع كوريا الشمالية لكن فقط في إطار المباحثات السداسية حول نزع الأسلحة النووية لبيونغ يانغ. وكانت كوريا الشمالية قاطعت المباحثات السداسية (الكوريتان والولايات المتحدة واليابان والصين وروسيا) في ابريل الماضي إثر إدانة مجلس الأمن الدولي لإطلاق كوريا الشمالية صاروخا من نوع تايبودونغ ـ2 وتبني المجلس عقوبات بحق مؤسسات كورية شمالية.