العنف يعود لشمال القوقاز بعد إلغاء الطوارئ والسعي لجلب الاستثمار

هجوم انتحاري يوقع 4 قتلى من الشرطة غداة زيارة بوتين إلى الشيشان

TT

في أعقاب الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة الشيشانية أول من أمس وبحث خلالها الأوضاع الأمنية والاقتصادية وأخطار انتشار البطالة، شهدت الجمهورية القوقازية أمس عملية انتحارية جديدة أسفرت عن مقتل أربعة من رجال الأمن. وأشارت المصادر الأمنية الروسية إلى أن العملية وقعت على الطريق الفيدرالى روستوف ـ باكو قريبا من ارغون ثالث كبريات المدن الشيشانية. وقالت المصادر إن الشاب الذي نفذ العملية الانتحارية محمد شهيدوف، من مواليد ارغون ويبلغ من العمر 25 عاما، وكان ينتمي إلى إحدى الجماعات التابعة لأحد زعماء المقاتلين وقام بعمليته الانتحارية بعد خروجه من السجن بعد قضاء فترة عقوبته جزاء ارتكابه لعمليات أخرى عام 2004.

وأشارت إلى أن هذه المجموعة التابعة لحسين جاكايف تخصصت في القيام بالعمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة والأمن في منطقة شالي. وكانت العاصمة غروزني شهدت في نهاية الأسبوع الماضي أربعة تفجيرات أسفرت عن مقتل أربعة من رجال الأمن ومدنيين آخرين في مناطق متفرقة من العاصمة قام بها انتحاريون استقلوا دراجات هوائية لارتكاب عملياتهم. وكشفت المصادر الأمنية أن العملية الانتحارية الأخيرة أسفرت أيضاً عن إصابة اثنين آخرين من رجال الأمن وعدد من المدنيين الذين كانوا على مقربة في إحدى ورش إصلاح وغسيل السيارات على الطريق العام على مقربة من قرية ميسكير ـ يورت التابعة لمنطقة شالي.

ورغم خطورة وتصاعد أعمال العنف في جمهوريات شمال القوقاز أعلن يونس بك يفكوروف رئيس انغوشيتيا العائد إلى مهام منصبه بعد شفاء من إصاباته التي لحقت به نتيجة محاولة اغتياله في 22 يونيو (حزيران) الماضي عن إلغاء حالة رفع درجة استعداد القوات الأمنية التي أعلنتها الجمهورية في أعقاب محاولة اغتياله، مشيرا إلى عدم الحاجة في جمهوريته إلى إجراءات استثنائية. وكان نظيره الشيشاني رمضان قادروف نجح في إقناع القيادة السياسية في موسكو بإلغاء حالة الطوارئ في الشيشان بحجة تأثر الأوضاع الاقتصادية وسعيا وراء استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى الشيشان. غير أن الأحداث التي أعقبت إعلان إلغاء حالة الطوارئ عادت لتفرض من جديدة الحاجة إلى تطبيقها في عدد من الأقاليم الشيشانية.

وكان رشيد غايسانوف رئيس الحكومة الأنغوشية والقائم بأعمال الرئيس خلال فترة علاج الرئيس يفكوروف في موسكو ابلغ أول من أمس الرئيس الروسي دمتري ميدفيديف بان الوضع الأمني يبقى صعبا وإن أشار إلى انه يظل تحت السيطرة على حد تصريحاته التي نشرتها وكالة أنباء «ريا نوفوستي».

وبينما حمل الرئيسان الأنغوشي والشيشاني على الدوائر الخارجية التي خصا منها الولايات المتحدة وإسرائيل بوصفهما ابرز المسؤولين عن اشتعال أعمال العنف وعودة نشاط المقاتلين في شمال القوقاز، نقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن الرئيس دمتري ميدفيديف دعوته إلى عدم المبالغة في دور الجهات الخارجية الداعمة للإرهاب في زعزعة استقرار الأقاليم القوقازية وشدد على وجوب التركيز على حل القضايا الداخلية بما فيها قضية الفساد داخل أجهزة الأمن المحلية.