قادة العراق وزعماؤه السياسيون ينعون «رفيق الدرب» و«الشخصية المتوازنة»

طالباني: كان حكيما وصبورا * المالكي: كان أخا كبيرا * الدليمي: شخصيته كانت مهدئة

أحد أنصار عبد العزيز الحكيم يبكيه في مجلس عزاء أقيم بمقر المجلس الأعلى الإسلامي في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

نعى قادة العراق وزعماء الأحزاب والتكتل السياسي عبد العزيز الحكيم وأشادوا في بيانات برئيس المجلس الأعلى الإسلامي الراحل ودوره في العملية السياسية.

وقال رئيس الجمهورية جلال طالباني مخاطبا العراقيين «بحزن بالغ وألم عظيم، أنعى إليكم أخا وصديقا ورفيق درب، مجاهدا وابن مجاهد وأخا للمجاهدين، بطلا في مقارعة الدكتاتورية وشجاعا في تحديها وإسقاطها، وحكيما في بناء العراق الجديد، وصبورا في قبول التضحيات. أنعى إليكم أخي في الملمات وصديقي في الشدائد ورفيقي في النضال. أعزيكم، أيها العراقيون بهذا المصاب الجلل، وأعزي سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني وسماحة آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم وبقية المراجع العظام، كما أعزي الإخوة من مجاهدي ومناضلي المجلس الأعلى الإسلامي والائتلاف الوطني العراقي وجميع أصدقاء ومحبي الراحل الكبير وعائلته الكريمة».

أما نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي فوصف الفقيد بأنه «كان جملة متماسكة في توحيد الصف وجمع الكلمة، وقد فقدنا برحيله علما بارزا وشخصية وطنية فذة». وقال إنه «جاهد طيلة العقود الماضية لتحرير العراق من الدكتاتورية والاستبداد ومن ثم بناء العراق الجديد حيث كان في طليعة الشخصيات الوطنية البارزة التي لعبت الدور المميز والكبير في ترسيخ مبادئ الاستقلال والحرية والسيادة والعدالة وكان لبنة متماسكة في توحيد الصف وجمع الكلمة لاسيما بين الشيعة والسنة والعرب والكرد والتركمان والمسلمين والمسيحيين وبقية الطوائف بحيث أصبح نقطة لقاء يجتمع به شمل جميع أبناء الشعب العراقي».

من جهته، قال رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان «نعزي الشعب العراقي والأمة الإسلامية بوفاة حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد عبد العزيز الحكيم». وأضاف «عرفنا سماحة السيد الحكيم عالما مجاهدا وصابرا في مواجهة النظام الديكتاتوري، ومدافعا قويا عن حقوق الشعب العراقي في إقامة نظام قائم على أساس العدل والحرية والمساواة». واعتبر المالكي أن «مسيرة السيد الحكيم الجهادية، هي امتداد لمدرسة آل الحكيم في العلم والجهاد والدفاع عن الوطن ووحدة شعبه». وقال «لقد كان الحكيم، رحمه الله، أخا كبيرا وسندا قويا أثناء مرحلة مقارعة النظام البائد، وركنا أساسيا في عملية بناء العراق الجديد»، معتبرا أن «رحيله في هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها يعد خسارة فادحة للعراق».

من جانبه، اعتبر الحزب الإسلامي العراقي (اكبر الأحزاب المشاركة في العملية السياسية) وفاة الحكيم «خسارة كبيرة للعراق بفقد احد رموزه السياسيين». وأكد أن «غياب الفقيد عن الساحة العراقية سيترك فراغا كبيرا لا يمكن ملؤه وتعويضه بسهولة ولا سيما في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من تاريخ العراق المعاصر».

بدوره قال رئيس مجلس النواب إياد السامرائي «ننعى وفاة قائد سياسي ورمز من رموز العراق الجديد». ومن جهته، قال سليم الجبوري المتحدث الرسمي باسم جبهة التوافق (سنية) إن الأجواء العراقية مازالت بأمس الحاجة إلى وجود شخصيات حكيمة تمثل التوازن والحكمة وتزن الأمور بميزان ثقيل لا يلتفت إلى الطائفية والفرقة»، مؤكدا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحكيم كان يمثل هذا التوجه والتوازن، مشيرا إلى أن الائتلاف الآن يمكن أن يعمل بمجموعه على تنفيذ وصايا عبد العزيز الحكيم في لم الشمل وعدم الفرقة وتوحيد الكلمة وحول الشخصيات التي يمكنها قيادة الائتلاف وفق هذا التوجه في المرحلة المقبلة». واعتبر عدنان الدليمي رئيس مؤتمر أهل العراق أن موت الحكيم في هذه المرحلة التي يمر بها العراق يعتبر خسارة كبيرة واصفا شخصيته في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأنها كانت «مهدئة» وانه كان «من أشد الداعين إلى الوحدة والقوة والاجتماع حول راية العراق». وقال إن الحكيم «كان يعمل ضمن منهجية توحيد الصفوف والابتعاد عن الطائفية وكل ما يمكن أن يفرق الشعب العراقي وإثارة النعرات الطائفية بين صفوفه». ودعا الدليمي المجلس الأعلى «إلى الاقتداء بإرشاداته ونصائحه وان يكونوا صفا واحدا وان لا يدخلوا الفرقة بينهم لأن ذلك سيؤذي العراق».

السفير الفرنسي كريستوفر هيل والقائد الأميركي في العراق الجنرال ريموند أوديرنو عبرا في بيان مشترك عن «مشاركتهما الشعب العراقي حزنه» على وفاة الحكيم. وأشادا بـ«شجاعة الحكيم» وبمساهمته «في بناء العراق الجديد».