القذافي ينجح في وضع «حجر أساس» للوحدة بين «العدل والمساواة» و8 فصائل دارفورية

الزعيم الليبي لمسلحي دارفور: لا تكسفونا.. فمن مصلحتكم السلام

TT

أفلح الزعيم الليبي معمر القذافي، بمشاركة الوسيط الإفريقي الأممي المشترك لسلام دارفور جبريل باسولي في «وضع حجر أساس» لتوحيد حركة «العدل والمساواة» المسلحة في دارفور، و8 فصائل دارفورية أخرى توحدت في وقت سابق.

وتبادل المسؤولون في الحركات الاعتذارات، واشترطت الحركات الـ8 على «العدل والمساواة» الاعتذار كتابة على ما اعتبرته التقليل من شأنها من قِبل «العدل والمساواة» في الفترة الماضية.

من جانبه، اعتبر القذافي الأزمة في دارفور «مؤامرة»، فيها أجندة إسرائيلية، ووصف ما يجري في الإقليم المضطرب منذ 6 أعوام، بأنه «انزلاق شيطاني». وعقد في طرابلس الليبية اجتماعا ضم حركة «العدل والمساواة» و8 دارفورية عرفت بفصائل ميثاق طرابلس، بمشاركة الوسيط المشترك جبريل باسولي ومسؤولين ليبيين، بحث إمكانية توحيد الموقف التفاوضي وتكوين فريق واحد للتفاوض في الجولة المقبلة.

وقال القذافي في لقاء مع زعيم حركة «العدل والمساواة» الدكتور خليل إبراهيم إن ما يحدث في دارفور ليس في مصلحتنا جميعا بحكم علاقة جوارها لجنوب ليبيا وشرق تشاد.

واتهم القذافي إسرائيل بأنها وراء الحرب التي تدور في دارفور، واعتبر القذافي، في أثناء حديثه عن مواقف عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان، أن مأساة دارفور الآن أنها نتيجة مؤامرة. وحث القذافي أهل دارفور على اتباع خليل في مسعاه السلمي، وأضاف: «نحن عازمون على إنقاذ الموقف»، وقال: «أنا اعتقد أن حركة (العدل والمساواة) بقيادة خليل تستطيع إن شاء الله أن تحدث انعطافا حقيقيا في قضية دارفور باتجاه السلام»، وزاد: «إذا اتجهتم أنتم هذا الاتجاه فإن الآخرين سيتبعونكم».

وحض القذافي أهل دارفور على اتباع خليل إبراهيم زعيم العدل والمساواة» في مسعاه «نحو السلام»، وقال الزعيم الليبي إن دارفور «لا تستحق حربا ليست ضرورية أبدا»، وأضاف: «نحن نريد أن ننقذ الموقف، خليل على رأسكم يريد أن يقودكم إلى السلام وينقذ الموقف، كفي أطفالا يتامى ونساء أرامل ومشردين وجوعى وكفى أمراضا وبهدلة». وقال: «اجعلوا (العدل والمساواة) (عدلا ومساواة)». وكشف القذافي أن حل الأزمة في دارفور سيكون على رأس أجندة القمة الإفريقية الخاصة التي دعا لها في طرابلس في 31 من أغسطس (آب) الجاري، وقال: «إنها مخصصة للنزاعات في إفريقيا، ودارفور على رأس المشكلات الإفريقية».

وطالب القذافي ـ وهو رئيس لدورة الاتحاد الإفريقي ـ بـ«سحب البساط من تحت أقدام أميركا وإسرائيل وفرنسا وأوروبا والأمم المتحدة»، وقال موجها الحديث إلى حركات دارفور: «كلهم يتاجرون بدمكم وبدم أطفالكم». وتمنى القذافي أن لا تخذل حركات دارفور مساعيه لحل الأزمة في الإقليم، وقال في هذا الخصوص: «بيدكم أنتم أن لا تكسفونا. نريد أن نبني إفريقيا، نريد أن نمشي إلى الأمام، فمن مصلحتكم السلام من أجل أولادكم من أجل عائلاتكم ونسائكم وأطفالكم فأرجوكم إن هذه الحرب خاسرة جدا جدا، وليست لازمة أبدا». وكشف القذافي لأول مرة أنه نصح قادة جنوب السودان بأن لا يجروا وراء الانفصال عن الشمال «إذا كان سيقود إلى ميلاد دولة ضعيفة ستدفع الجنوبيين للبحث عمن يدعمهم من الخارج، وسيتم استعماركم، والذي سيستعمركم هذا سوف يقهركم ويأخذ ثرواتكم ويكذب عليكم»، وقال: «قلت لهم إذا كان هذا هو مصيركم ابقوا في السودان الدولة المستقلة».

وقال القذافي إنه نصحهم بأن «الدولة الكبيرة إلى حد ما تحميكم، أفضل من أنكم تستقلون وبعد ذلك تبقون تحت حماية قوى أخرى إمبريالية أو صهيونية». وقال القذافي: «أنا أحترم البدلة القتالية، لكن لما نكون في الواجب ونحن نحارب الاستعمار، لكن ما عندنا فخر في أننا نحن نقاتل بعضنا سواء كان في الجيش السوداني الذي الآن يقاتل في دارفور أو أهل دارفور».

إلى ذلك قال خليل إبراهيم رئيس حركة «العدل والمساواة» بأنهم يؤيدون كل ما ذهب إليه الزعيم القذافي لكنه يرى أن عودتهم للمفاوضات ستكون مربوطة ببعض الاستحقاقات التي طالب الحكومة بالاستجابة لها ليكون هناك قرار سلام بحلول 31 من هذا الشهر. وقال مسؤول في إحدى فصائل الميثاق الـ8 إن الاجتماع جاء بطلب من الليبيين، وأضاف: «قدّمنا شرطين أساسيين لحركة (العدل والمساواة) يتمثلان في إطلاق سراح أسرى قيادات الفصائل لديهم، والاعتذار جماهيريا عبر وسائل الإعلام المعروفة عن الخطاب السالب الذي ظلت تقدمه حركة (العدل والمساواة) وتقلل فيه من قدر الفصائل وتنفي وجودها، على أن يكون ذلك خلال 48 ساعة». وكشف إبراهيم رئيس «العدل والمساواة» عن اعتذار للفصائل وطلب فتح صفحة جديدة.