نتنياهو وميتشل لم يتوصلا لتجميد الاستيطان واتفقا على اللقاء مطلع الأسبوع بواشنطن

أبو مازن قد يلتقي نتنياهو في نيويورك وعريقات ينفي العلم بأي ترتيبات

جندي اسرائيلي يشهر سلاحه في وجه طفل فلسطيني بعد تعرض زميل له لهجوم بسكين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، امس (ا ف ب)
TT

لم يتمخض لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لندن أمس، مع جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأميركي الخاص للشرق الأوسط، عن اتفاق بشأن وقف البناء الاستيطاني. لكن الرجلين اتفقا على عقد جلسة جديدة مطلع الأسبوع المقبل في واشنطن مع ميتشل وتتمثل فيها إسرائيل بالمبعوث الخاص لنتنياهو، يتسحاق مولخو، ورئيس ديوان وزارة الدفاع مايك هيرتسوغ. واتفقا على حث الخطى من أجل ضمان استئناف مفاوضات السلام في أقرب وقت وإجراء لقاء قمة إسرائيلي ـ فلسطيني في نيويورك خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) القادم.

وتزامن اللقاء مع تصريحات نسبت إلى مسؤولين فلسطينيين أمس، حول استعداد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لعقد أول لقاء قمة مع نتنياهو منذ توليه الحكم في إسرائيل في مارس (آذار) الماضي. وأكد المسؤولون الذين لم تسمهم وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن أبو مازن لم يسقط شرطه الأساسي للقاء نتنياهو وهو تجميد النشاط الاستيطاني لكن يرى في هذا اللقاء الذي سيكون برعاية الرئيس باراك أوباما، فرصة للحديث ولكن ليس لاستئناف المفاوضات.

وتحدثت في هذا الشأن السفيرة الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة غابرييلا شاليف إذ قالت «هناك إمكانية إزاء عقد قمة ثلاثية بين عباس ونتنياهو وأوباما في سبتمبر (أيلول)».

غير أن صائب عريقات عضو اللجنة المركزية الجديد لحركة فتح المقرب من أبو مازن ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية قال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس لدي أي معلومات في هذا الصدد، ولم نسمع عن لقاء إلا عبر وسائل الإعلام فقط.. وليس هناك أي ترتيبات».

وعلى صعيد لقاء نتنياهو ـ ميتشل، فقد جاء في بيان مشترك أن تقدما جرى في المحادثات بينهما في كل القضايا. وبخصوص تجميد الاستيطان «وسائر الخطوات الضرورية لبناء الثقة بينهما ومن الطرفين»، تقرر الاستمرار في الاتصالات. ولذلك، فإن مستشار نتنياهو الذي يتولى ملف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية، يتسحاق مولخو، ومستشار وزير الدفاع، مايك هيرتسوغ، اللذين شاركا في قسم من لقاء نتنياهو ـ ميتشل، سيتوجهان إلى الولايات المتحدة في مطلع الأسبوع المقبل من أجل إعداد صيغة مناسبة لهذه القضية. وفي منتصف سبتمبر (أيلول) القادم، سيصل ميتشل إلى الشرق الأوسط لمتابعة القضية وربما إنهاء صياغة اتفاق مناسب حولها.

وحسب مصادر إسرائيلية مطلعة، فإن الإدارة الأميركية تشعر الآن بالارتياح من توجه نتنياهو وترى أنه بدأ في إدراك كنه السياسة الأميركية في المنطقة وأن التوتر الذي ساد العلاقة بين الطرفين قد زال. وأن الإدارة الأميركية تنازلت عن مطلبها بتجميد جميع أنواع البناء الاستيطاني في جميع المناطق المحتلة في عام 1967، وتوافق على استمرار البناء في «عدد محدود جدا من المباني الضرورية جدا لاستمرارية حياة المستوطنين اليهود» في القدس وغيرها من المناطق المحتلة. ولكنها تصر بالمقابل على إلغاء كل مشروعات الاستيطان الجديدة، التي ما زالت في طور التخطيط أو في طور بناء البنى التحتية. ومقابل ذلك، توافق الولايات المتحدة على تشديد العقوبات الاقتصادية ضد إيران.

وتقول هذه المصادر إن هذه الصيغة ستمكن أبو مازن من عقد لقاء قمة مع نتنياهو في نيويورك في نهاية الشهر.

وكان نتنياهو قد هاجم القادة الفلسطينيين قائلا إنهم لا يتمتعون بالشجاعة مثله في اتخاذ قرارات مصيرية لمصلحة السلام، معتبرا أن هذه هي المشكلة. وقال نتنياهو، في ختام لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، الليلة قبل الماضية، إنه لا يوجد في الطرف الفلسطيني قائد شجاع يقرر الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي. وادعى أن هذه هي قضية القضايا اليوم. وقال: «إذا اعترفوا بإسرائيل هذا الاعتراف فإنني أومن بأن كل مشكلات الصراع بيننا ستزول ونجد حلولا معقولة لها». ورفض نتنياهو أي تجميد للاستيطان في القدس وذلك «لأن القدس ببساطة ليست منطقة محتلة والأحياء اليهودية فيها ليست مستوطنات».