حلحلة في ملف صفقة شاليط بعد تدخل الألمان.. وزيارة قائد «القسام» للقاهرة تؤكد ذلك

سورية والسودان ودول أوروبية مستعدة لاستقبال أسرى محررين

TT

يشهد ملف صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل تطورات متلاحقة، تمثلت أمس في الوصول المفاجئ لأحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، إلى القاهرة، وكذلك الدور الذي بدأ يتكشف لرئيس المخابرات الألمانية أرنيست أورلاو في دفع الملف. يضاف إلى ذلك استعداد دول عربية، منها سورية والسودان وعدد من الدول الأوروبية، للعمل من أجل إنجاز الصفقة من خلال الموافقة على استضافة عدد من المعتقلين الذين ترفض إسرائيل عودتهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.

لكن كما ذكرت مصادر إعلامية فإن العقبة الوحيدة التي تعرقل إتمام الصفقة هي عقبة مروان البرغوثي، النائب والعضو المنتخب للجنة المركزية لحركة فتح. وحسب موقع «فلسطين اليوم» التابع للجهاد الإسلامي، فإن فمعظم وزراء حزب العمل في حكومة بنيامين نتنياهو يؤيدون الإفراج عنه، إلا أن وزراء الليكود يرفضون ذلك بأي حالة من الأحوال، رغم أن نتنياهو يؤيد الإفراج عن البرغوثي.

ولكن الأمر الذي ما زال يحير المجلس الأمني هو الإفراج عن البرغوثي في إطار الصفقة، فتكون حماس هي الرابح الأكبر، الأمر الذي يعزز مكانتها في الشارع الفلسطيني، أو كبادرة حسن نية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).

وهذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها الجعبري القاهرة، إذ كانت زيارته الأخيرة في الأيام الأخيرة لحكومة إيهود أولمرت، وهي تلك الفترة التي كثر فيها الحديث عن قرب إنجاز صفقة تبادل الأسرى. وبالنسبة إلى الوسيط الألماني فقد قام بجولة استكشافية لكل من تل أبيب والقاهرة ودمشق، حيث التقى في تل أبيب بحجاي هداس المسؤول عن ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، وعوزي اراد مستشار الأمن القومي، ويوفال ديكسن رئيس المخابرات العامة «الشاباك». وهذه ليست المرة الأولى، فقد سبق لهداس أن التقى أوهرلاو في برلين قبل ثلاثة أسابيع.

وفي دمشق، وحسب ما قالته المصادر، فإن الوسيط الألماني التقى بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كما التقى في القاهرة باللواء عمر سليمان وزير المخابرات المصرية مسؤول ملف المفاوضات. وأشارت المصادر إلى أن الزيارة التي يقوم بها محمود الزهار، القيادي في حركة حماس، للقاهرة حاليا ترتبط بالصفقة رغم تأكيد كل من حماس ومصر على أنها تندرج في إطار الجهود الهادفة لاستئناف الحوار الوطني الفلسطيني.

من ناحية ثانية توقعت الإذاعة الإسرائيلية أن يتم إجمال الصفقة قريبا في ظل سحب إسرائيل اعتراضها على طلب حماس الإفراج عن معتقلين أدينوا بقتل عدد كبير من المستوطنين والجنود، مقابل موافقة حماس على إبعاد عدد من معتقلي الضفة الغربية إلى بعض الدول العربية. وأشارت الإذاعة إلى أن الوسيط الألماني نجح في تحديد الدول التي تبدي استعدادا لاستضافة المعتقلين الفلسطينيين.

يأتي تدخل الألمان بعد ازدياد المطالب الفلسطينية بتدخلهم على خلفية الخبرة التي اكتسبوها في إنجاز عدد من صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله. وأشارت المصادر إلى أن التكتم الشديد الذي يبديه كل من الإسرائيليين وقادة حماس يرجع إلى تشديد الوسيط الألماني على ضرورة عدم الكشف عن أي تفاصيل بخصوص الصفقة.

وتوقعت المصادر الإسرائيلية أن تكتسب الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة زخما اليوم بوصول نتنياهو إلى ألمانيا للقاء المستشارة أنجيلا ميركل، مشيرة إلى أن من المتوقع أن تتصدر المستجدات بشأن صفقة شاليط المتبلورة جدول أعمال اللقاء. وفي الوقت الذي دخل شاليط عامه الرابع في الأسر اتهمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إيران بممارسة ضغوط على قيادات حماس في دمشق لثنيها عن إتمام الصفقة، وزعمت الصحيفة أن الإيرانيين يمارسون ضغوطا مكثفة على مشعل.

وفي حال وافقت إسرائيل على مطالب حماس فإن هذا يعني أنها ستطلق سراح 450 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، وجميع الأسرى المرضى والنساء والأطفال، إلى جانب جميع وزراء ونواب حماس الذين اعتقلوا عقب اختطاف شاليط في 25 يونيو (حزيران) 2006. وأكدت مصادر مطلعة أنه بات في حكم المؤكد أن إسرائيل ستطلق سراح أحمد سعادات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 30 عاما، بعد إدانته بإصدار التعليمات لتصفية الوزير الإسرائيلي رحعبام زئيفي، انتقاما لقيام إسرائيل بتصفية أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.