نواب ينقلون عن رئيس البرلمان اللبناني أجواء قاتمة تحملها انعكاسات غيوم العلاقات العربية الملبّدة

بري يعتصم بصومه الكلامي بانتظار أذان الإفطار الحكومي

TT

لا يزال رئيس مجلس النواب، نبيه بري، معتصما بحبل الصمت والصيام عن الكلام السياسي المباح بانتظار أذان الإفطار الحكومي، حسب تعبيره. ولم يوفق نواب «لقاء الأربعاء» (الذين يلتقون بري كل يوم أربعاء) في الحصول على أي معلومة تشفي غليلهم وتلبي فضول الصحافيين سوى جملة واحدة أجمع عليها النواب لدى مغادرتهم مكتب المجلس وهي: «لا جديد يعزز الأمل بقرب تأليف الحكومة، وأن التعقيدات، خارجية وإقليمية، تجلت في السجال العراقي ـ السوري الأخير، وأن الرئيس بري متخوف من أن تنعكس تداعيات هذا الخلاف على الداخل اللبناني، وتزيد الأمور تعقيدا. ونقل أحد النواب عن بري خشيته من «المزيد من التدخل الأميركي في هذا الشأن».

وقال النواب أيضا أن بري «لا يزال صائما عن الكلام، لكنه يأمل في تشكيل الحكومة في أقرب فرصة ممكنة لأن هناك مشكلات كثيرة معيشية واجتماعية ملحة من مياه وكهرباء وجنون أسعار يعاني منها المواطن، بالإضافة إلى الاستحقاقات التي تواجهها البلاد، وأن هذه الاستحقاقات والمشكلات تحتاج إلى حكومة غير عادية لا حكومة تصريف الأعمال».

وخرج النواب من لقاء الأربعاء بانطباعات مختلفة كل يفسر الأمور على طريقته، وفي هذا الإطار قال عضو «اللقاء الديمقراطي»، النائب مروان حمادة: «يبدو أن الأمور لا تزال طويلة ومعقدة. راقبوا ما يحصل في الخارج تعرفوا ماذا يحصل عندنا». أما زميله في الكتلة، النائب أكرم شهيب، فقال بدوره: «إذا نقلنا إليكم كل ما نسمعه في الاجتماعات تخرب البلاد».

أما النائب في كتلة المستقبل، محمد قباني، فنقل عن بري قوله: «يجب ألا نستسلم وألا نيأس». أما زميله النائب زياد القادري فقال: «نتمنى أن تحصل الحلحلة وتشكل الحكومة»، كاشفا عن «قنوات إيجابية جديدة فُتحت في اليومين الماضيين، لكن هذه القنوات لا تكفي لتسريع تشكيل الحكومة».

ولم يرَ الوزير جان أوغاسبيان أي جديد يُذكر على صعيد تشكيل الحكومة، لكنه رأى «أن الوضع المزري الذي تشهده البلاد على صعيد الخدمات يتطلب الإسراع في تشكيل الحكومة لمعالجته».

ودعا النائب اسطفان الدويهي، من كتلة المردة، جميع المسؤولين إلى «أن يتحسسوا الأزمة المعيشية والخدماتية التي باتت تنذر بالكارثة، وأن يترفع الجميع عن مطالبهم الشخصية، لأن هذا الانقسام السياسي القائم لا يؤدي إلى حل الأمور ولا يبشر بالخير، فالأمر يتطلب مشاركة حقيقية للخروج من هذه الأزمة وأن نتطلع إلى مشكلات المواطنين لحلها».

وأكد ردا على سؤال «أن مواقف العماد ميشال عون لا تتناقض ولا تعقد الأمور لأن من حقه المطالبة بمشاركة حقيقية»، لافتا إلى أن «هناك عقدا آيلة للحل، وأن هناك عقدا تحتاج إلى المزيد من المعالجة، لكن العقدة الأصعب ليست محلية».

وخفف النائب قاسم عبد العزيز، من «التكتل الطرابلسي»، من حدة القلق، فرأى أن «لا خوف على تشكيل الحكومة طالما الاتفاق تم على صيغتها الـ15 + 10 + 5، التي لا تزال سارية المفعول، ولم يتنصل أي فريق منها». وأمل أن «يساهم الإفطار الذي سيقيمه رئيس الجمهورية الثلاثاء المقبل في تحصين الساحة الداخلية والتقارب والتواصل الذي لم ينقطع». وأكد عضو كتلة حزب الله، النائب حسين الحاج حسن، أن «لا تطورات جديدة على صعيد تشكيل الحكومة، لكن الأمور تنحو إلى الإيجابية مع الآمال في تطوير الاتصالات وتفعيلها»، كاشفا عن «لقاءات تعقد بعيدا عن الأضواء وهي ليست سلبية».