لبنان: نواب وسياسيون مسيحيون ينتقدون هجوم المرجع الشيعي فضل الله على صفير

رأوا فيه «تطاولا» على الكرسي البطريركي الماروني

TT

أثار هجوم المرجع الديني الشيعي السيد محمد حسين فضل الله على البطريرك الماروني نصر الله صفير انتقادات واسعة من شخصيات سياسية ونيابية مسيحية رأت في كلام فضل الله تطاولا على الكرسي البطريركي.

وكان فضل الله رد في كلمة ألقاها في إفطار أول من أمس على تصريح لصفير دعا فيه إلى تأليف حكومة على أساس أكثرية تحكم وأقلية تعارض. فرأى فضل الله أن «مجد لبنان لم يعط إلا لشعب لبنان المجاهد والمقاوم» (ردًّا على مقولة أن مجد لبنان للبطريرك ولبكركي).

وقال ردا على صفير دون أن يسميه: «إنه يقول إن العالم يشتمل على أكثرية تحكم ومعارضة تعارض. ونحن نسأل إذا كانت المسألة مسألة الأكثرية فلماذا تحصرونها في الأكثرية النيابية؟ نحن ندعو إلى استفتاء شعبي لتحديد الأكثرية والأقلية والديمقراطية العددية، فعندها يعطي الشعب كلمته».

وردًّا على هذا الهجوم أسف عضو كتلة «زحلة بالقلب» النائب جوزف معلوف «للتطاول على البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، في حين أن الشارع المسيحي لم يتعرض يوما لرجال الدين المسلمين»، لافتا إلى أن «بعض القادة المسيحيين يسمحون لأنفسهم بالتطاول على الكرسي البطريركي وعلى شخص البطريرك صفير، وهذا ما يمهد لتصرفات ومواقف قد يعتبرها البعض مسموحا بها، وهذا أمر مؤسف».

وعلّق عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا على قول فضل الله إن «مجد لبنان أعطي للشعب اللبناني كله لا لشخص واحد»، بأنه «لا أحد يستطيع أن يلغي التاريخ ولا يمكن لأي كان أن يلغي حقيقة تاريخية بأن مجد لبنان أعطي لمن كان له دور تأسيسي في دولة لبنان وهي البطريركية المارونية». ولفت إلى أنه «كان يفضّل أن لا يعلق على كلام مرجع ديني بحق مرجع ديني آخر، خصوصا أن السيد محمد حسين فضل الله معروف بحكمته وبنهجه الاعتدالي». وأشار إلى أنه «حتى لو كان هناك حملة مستهدفة للبطريركية الماروني، فمن المستهجن أن يتورط فيها مرجع ديني تميز موقفه بالاعتدال». وقال: «لا أحد يستطيع أن يغيّر وقائع التاريخ أو يبدل فيها»، مذكرا بأن «بكركي كانت وراء قيام الكيان اللبناني، وهي دافعت وتدافع عنه، ومن غير المقبول تناول البطريرك أو البطريركية بالانتقاد الجارح، خصوصا أن هذا المقام تميّز بعدم التعاطي السياسي المباشر، إنما تأكيد الثوابت الوطنية وعلى حفظ كرامة الإنسان إلى أي دين انتمى». وأبدى خشيته من أن يكون «وراء هذا الكلام مسعى لإعادة النظر في اتفاق الطائف الذي لحظ المناصفة العادلة والعيش المشترك والتمسك بالثوابت الوطنية».

بدوره، عبّر عضو اللقاء الديمقراطي النائب هنري حلو عن أسفه لـ«التطاول على مرجعية بكركي وسيدها البطريرك صفير»، وقال: «إن مواقف البطريرك صفير إنما هي وطنية بامتياز ولم يسبق أن انزلقت إلى الدرك الطائفي أو المذهبي أو الأمور الشخصية، فهذه المواقف تتسم دوما وفي كل المحطات السياسية والسيادية والاستقلالية بالمنحى الوطني العام. من هنا نبدي استغرابنا واستهجاننا لما صدر من بعض المرجعيات الدينية التي نحترم ونجل وباعتبارهم أن مجد لبنان أعطي للشعب اللبناني، وذلك نعتبره غمزا واضحا من قناة التطاول على البطريرك». وأضاف: «لا أحد بمقدوره أن يمحو التاريخ لا سيما ما قيل بأن مجد لبنان قد أعطي لبكركي، مع التأكيد والإصرار على الخط الوطني للبطريرك صفير الذي لم يسبق أن خرج عنه ولو لمرة واحدة».