رجل مخابرات فرنسي يفر من خاطفيه في الصومال

قال إن زميله الرهينة الثاني محتجز لدى تنظيم الشباب الذي أصر على تقاسم الرهينتين بعد الخطف

قوات الجيش الصومالي في دورية في العاصمة مقديشو (رويترز)
TT

أعلنت الحكومة الصومالية أمس عن أن أحد المستشارين الأمنيين الفرنسيين اللذين اختطفهما مسلحون صوماليون منتصف الشهر الماضي تم تحريره وهو موجود حاليا بمقر الرئاسة وفي صحة جيدة. وفي مؤتمر صحافي مقتضب عقده وزير الإعلام «طاهر محمود جيلي» اليوم صرح أن واحدا من الرهينتين الفرنسيين أصبح الآن حرا وتحت حماية الحكومة الصومالية وهو سالم وفي صحة جيدة، وأضاف «أن الحكومة تواصل جهودها للإفراج عن الرهينة الثاني». ورفض وزير الإعلام الصومالي الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن عملية التحرير وكيف وقعت وفيما إذا تم دفع فدية مالية، واكتفى الوزير بالقول «إن تفاصيل إضافية ستعلن في وقت لاحق. أما مصادر الشرطة الصومالية فقد قالت إن أحد الفرنسيين تمكن من الإفلات من خاطفيه والفرار إلى مقر الرئاسة في مقديشو، وقال «فرحان عرسانيو» المتحدث باسم القوات المسلحة الصومالية «إن الرجل الفرنسي جاء بصورة غير متوقعة إلى جنود حكوميين في وقت مبكر من صباح أمس، وعرف بنفسه، وأخبرهم بأنه هرب من خاطفيه»، وأضاف عرسانيو أن «الرجل أخبرهم أنه تمكن من الهرب بعد ما قتل ثلاثة من خاطفيه»، لكن الفرنسي نفى ذلك في وقت لاحق. وفي تصريح مقتضب أدلى به الفرنسي المختطف «مارك أبخييه» بعد وصوله إلى قصر الرئاسة قال إنه وجد فرصة أثناء خلود مختطفيه الثمانية إلى نوم عميق «كانوا متعبين جدا لأنهم كانوا صائمين، وفتحت الباب الخارجي للمنزل الذي كنت محتجزا فيه، لم أكن أعرف الوقت ولكن كان ذلك في منتصف الليل، وبدأت أهرب هائما على وجهي ولم أكن أعرف المكان الذي أتجه إليه واستغرق ذلك مني نحو 5 ساعات إلى أن وصلت في الفجر إلى مكان آمن». وقال إنه تعرض لإطلاق النار من قبل مسلحين عندما شاهدوه وهو يجتاز منطقتهم «كنت أغير وجهتي كل مرة يطلق علي النار» وتحدث المختطف الفرنسي عن فصيل «الحزب الإسلامي» المعارض الذي كان محتجزا لديه وقال: «كان الخاطفون يعاملونني طول الوقت معاملة حسنة، وآكل معهم طعامهم ولم أتعرض لأي اعتداء أثناء احتجازي» ونفى الفرنسي المختطف مارك أنه قام بقتل ثلاثة من خاطفيه أثناء عملية الهروب كما تناقلته بعض وسائل الإعلام. ولم يصدر تعليق من الحزب الإسلامي الصومالي المعارض الذي قال إنه كان محتجزا لديهم. كما تحدث أيضا عن زميله المختطف «دانيال ألكس» وقال اختطفنا معا لكن الخاطفين فرقوا بيننا في اليوم التالي ولم أعرف ما الذي حصل له بعد ذلك أو مكان احتجازه والجهة المحتجزة. وعلى الرغم من الاعتقاد الواسع بأن المختطف الفرنسي الثاني محتجز لدى حركة الشباب المجاهدين المعارضة فإن الحركة لم تنف ولم تؤكد هذه المعلومات منذ حادث الاختطاف في 14 يوليو (تموز) الماضي. وكانت مفاوضات غير مباشرة وعبر قنوات سرية مع الفصائل التي كانت تحتجز الرهينتين الفرنسيين جارية على قدم وساق منذ اختطاف الفرنسيين من أجل تأمين إطلاق سراحهما. إلا أن تلك الجهود لم تثمر، ولم يتم التوصل لحل سلمي لإنهاء هذه الأزمة. وتناقلت وسائل الإعلام المحلية أن كلا من الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين تقاسمتا الرهينتين، حيث احتجز الحزب الإسلامي أحدهما، فيما استحوذت حركة الشباب المجاهدين على الآخر. وكان الحزب الإسلامي قد تسلم الفرنسيين من الميليشيات الخاطفة في بداية الأمر، إلا أن تنظيم الشباب تدخل في الأمر فيما بعد، حيث طالب بدوره تقاسم الرهينتين وتسليم أحدهما إليهم، وبعد خلافات حادة بين الجانبين اتفقا أخيرا على عملية التقاسم. وكان مسلحون مجهولون قد اختطفوا الرجلين الفرنسيين ـ وكانا تابعين لوزارة الدفاع الفرنسية ـ من فندق «صحافي إنترناشيونال» بجنوب العاصمة مقديشو في 14 من يوليو (تموز) الماضي حيث اقتادوهما إلى وجهة مجهولة، وكان الرجلان يعملان كمستشارين أمنيين لدى الحكومة الصومالية وبمهمة رسمية، وكان من المقرر أن يساعدا الحكومة في تدريب قوات الأمن وعناصر جهاز المخابرات الصومالية، إلا أنه تم اختطافهما قبل أن يشرعا في مهامهما. يذكر أن الرهينتين الفرنسيتين يتبعان جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية وكانا يعملان على تدريب وحدة لحماية الرئيس الصومالي المؤقت. وفي باريس قال أريك شوفاليه، الناطق باسم الخارجية، إن الرهينة الذي كان بيد «الحزب الإسلامي» هو وحده الذي نجا من الخاطفين وأنه «في مأمن في الوقت الراهن». وأضاف شوفاليه أن الرهينة الثاني ما زال محتجزا ويظن أنه بيد منظمة «الشباب» الإسلامية.

ونفت الخارجية الفرنسية أن يكون المواطن الفرنسي قد نجح في الفرار بعد أن قتل بعضا من حراسه. وأكدت باريس أن عملية الإطلاق أو الفرار «وبعكس الإشاعات والأقاويل السابقة، قد تمت من غير عنف». لكن باريس لم تكشف المزيد من المعلومات التي تلقي الضوء على ظروف الإفلات.

وردا على المعلومات المنسوبة إلى «مسؤول إسلامي صومالي» التي تحدثت عن دفع فرنسا فدية مقابل الإفراج عن مواطنها الذي لم تكشف بعد عن هويته، أكدت الخارجية الفرنسية أن باريس «لم تدفع فدية» وأنها «درجت رسميا على الامتناع عن دفع فديات» لفك أسر مواطنيها.