تساؤلات حول الائتلاف الوطني العراقي الوليد في غياب زعيمه

مشاركون فيه يأملون أن يسير التشكيل الجديد على خطى الحكيم

جانب من مجلس العزاء الذي أقيم لعبد العزيز الحكيم في مقر المجلس الأعلى الإسلامي في بغداد أمس (رويترز)
TT

جاءت وفاة عبد العزيز الحكيم غداة تشكيل «الائتلاف الوطني العراقي» الذي يحل محل «الائتلاف العراقي الموحد» لتثير تساؤلات حول مستقبل هذا التشكيل الجديد في غياب زعيمه وأمام منافسة مرتقبة من ائتلاف يسعى رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تشكيله استعدادا للانتخابات البرلمانية في يناير (كانون الثاني) المقبل.

إلا أن أسماء الموسوي، النائبة عن التيار الصدري الذي انضم إلى الائتلاف الجديد أبدت تفاؤلها بمستقبل الائتلاف الوطني العراقي. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «نحن متفائلون بمستقبل الائتلاف الوطني العراقي وذلك للظروف الصعبة التي مر بها لكي يتشكل» مضيفة أن «عام 2005 يعد من الأعوام الإيجابية في تاريخ البلاد والائتلاف الموحد، لا سيما أنه شهد تحسنا في مختلف الأوضاع، بالمقابل كانت أعوام 2006 ـ 2007 ـ 2008 قد شهدت منحدرا على المستويات كافة، الأمر الذي أكده رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري بكلمته التي ألقاها عند إعلان تشكيلة الائتلاف الوطني العراقي وأشار فيها إلى انتهاء مرحلة تخللتها العديد من الأخطاء، وبداية لمرحلة جديدة». وتابعت النائبة الصدرية: «كل هذا يحملنا على التفاؤل سواء على مستوى الكيانات داخل الائتلاف الجديد أو على مستوى المجلس الأعلى الإسلامي الذي يعد مؤسسة رصينة تخطت العديد من المعوقات».

وحول من سيخلف زعامة الائتلاف، لفتت الموسوي إلى أن «هناك العديد من الشخصيات المعروفة داخل المجلس ولها بصمتها في الواقع السياسي أمثال عادل عبد المهدي والشيخ همام حمودي وآخرين مؤهلين لشغل المنصب، علما أن أغلب القادة في المجلس يدفعون باتجاه وحدة الصف، سيما أن المرحلة لا تتحمل التفرقة سواء بالكلمة أو الصف»، مشيرة إلى أن «الكتل السياسية ذات الطابع الوطني تتحمل مسؤولية كبرى للحفاظ على المسار على الرغم من التحديات التي ستصادفها، وستسعى من أجل وحدة المجلس والائتلاف من أجل مواصلة المسيرة بلوغا للأهداف». أما قاسم داود، زعيم كتلة التضامن في الائتلاف الوطني العراقي، فيرى أن «المجلس الأعلى يعد مؤسسة جديرة بإكمال المسيرة التي بدأها الحكيم وأن تسير بنفس الخطى»، مؤكدا أن «عوامل الاستمرار والنجاح هي المتوفرة وأعمال الفشل والتصدع غير مؤهلة لأن تؤثر على الائتلاف أو المجلس الأعلى». وأضاف: «هناك إصرار وتحدّ من قبل تنظيم المجلس الأعلى، وقد قبلوا بهذا التحدي وهيأوا أنفسهم لمثل هذه المرحلة على الرغم من الفراغ السياسي الذي سيتركه فقدان الحكيم فإننا في الوقت نفسه نرى أن ما تمتلكه مؤسسة المجلس الأعلى من عناصر التحدي تجعلها تكمل المسيرة». وقال إن «الحكيم كان يصارع المرض خلال الأسابيع الأخيرة، وقد وجه بتفعيل الائتلاف من خلال تكليفه الشيخ همام حمودي بالمهمة التي قام بها على أكمل وجه، الأمر الذي سيبقى معه نفس الحكيم مع الائتلاف والحرص على أن يتحول إلى قاعدة وركيزة في مشروع العراق الجديد». إلى ذلك، قال فالح الفياض، النائب عن كتلة الإصلاح: «نحن واثقون بأن الإخوة في المجلس الأعلى ملتزمون بمشروعهم الوطني، على الرغم من غياب زعيم المجلس عبد العزيز الحكيم عن الساحة بسبب المرض منذ أشهر عديدة إلا أن الآخرين سعوا بجهدهم حتى لا يكون هناك أي خلل بعمل المجلس أو مسيرة الائتلاف». وبين أن «الائتلاف الوطني العراقي في طور التأسيس والتشكيل ويسعى المنضوون تحته لأن يكون بمنأى عن أي تأثير سلبي». وأكد أن «مسألة البحث عن رئيس للائتلاف الجديد لم تطرح لحد الآن، لا سيما أن عملية اختياره تخضع لشروط النظام الداخلي للائتلاف». وتابع: «لا أعتقد أن المجلس الأعلى سيختلف أداؤه عن السابق، لا سيما أن الحكيم غائب عن الساحة السياسية بصورة عملية، وبالتالي فإن المجلس الأعلى أدى دوره السياسي بصورة ناجحة سواء في البرلمان أو الحكومة».