مصر تتحدث عن احتمالات قوية للنجاح في رأب الصدع بين تشاد والسودان خلال القمة الأفريقية في ليبيا

القذافي دعا إليها بمناسبة 40 عاما على توليه الحكم

TT

تحدثت مصر أمس عن احتمالات قوية للنجاح في رأب الصدع بين كل من تشاد والسودان خلال القمة الأفريقية المقبلة، المقرر عقدها يوم 31 أغسطس (آب) الجاري في العاصمة الليبية طرابلس، والتي دعا لعقدها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بمناسبة مرور 40 عاما على توليه حكم البلاد.

وأشارت القاهرة، في تصريحات على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط، إلى أن قمة طرابلس ستركز على نزاعات ثلاثة هي الأوسع والأشد في أفريقيا، ويتعلق الأمر بـ«دارفور والصومال والبحيرات العظمى».

وحول النزاعات الأفريقية التي قد تشهد اختراقا جراء جهود القادة الأفارقة خلال قمة طرابلس الخاصة، قال أبو الغيط: «إن التوازن الأفريقي الحكيم والدقيق بين شواغل وهواجس كل من السودان وتشاد، والتي كثيرا ما أفشلت جهود تسوية الخلافات العميقة بين الجانبين، قد يضع أفريقيا على مسافة قريبة من إحراز نجاح هذه المرة في جسر الهوة العميقة التي تفصل الجانبين السوداني والتشادي».

وبشأن الصومال، أوضح أبو الغيط أن مصر ترى أن «المجتمع الدولي يقف مترددا إزاء الصومال في لحظات حرجة يكون فيها الصومال أحوج ما يكون إلى الدعم»، وأكد على أهمية تصور إقليمي ودولي للتعامل مع الشأن الصومالي يتضمن خطوات واضحة، وتقاسم للأدوار بما يساهم في تحقيق تسوية نهائية للأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية المتردية في الصومال.

وتحدث أبو الغيط عن التوترات والقلاقل في شرق الكونغو الديمقراطية قائلا: «لقد شهدت تلك التوترات انخفاضا ملحوظا إثر التفاهمات السياسية الناجحة بين قيادات رواندا والكونغو الديمقراطية، وهو الأمر الذي يضرب مثلا لا تخطئه العين بإمكانية تكرار تلك التجربة الناجحة». أشار أبو الغيط إلى اهتمام مصر بالمشاركة النشطة في المؤتمر الدولي للبحيرات العظمى لمساعدة كافة دول المنطقة على تحقيق التنمية المستدامة، بعد استعادة الاستقرار وتحقيق السلم والأمن اللازمين. وأضاف أبو الغيط أن مصر تشارك بفعالية في لجنة الحكماء الأفارقة المعنية بتحقيق المصالحة والسلام في دارفور، وتدفع صوب توصل تلك اللجنة لرؤية قابلة للتنفيذ ومتكاملة، توازن بين كافة الاعتبارات المرتبطة بتحقيق السلام في دارفور.

وأكد أبو الغيط أن مصر تجري اتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية لإنجاح القمة الأفريقية الخاصة التي ستعقد في ليبيا لبحث وتسوية النزاعات في أفريقيا. وأشار أبو الغيط إلى أن أحدث الجهود المصرية تتمثل في الاجتماع الرباعي الذي استضافته القاهرة منذ يومين بحضور المبعوث الأميركي إلى السودان، سكوت غريشن، ووزيري خارجية مصر وليبيا، ومستشار الرئيس السوداني المسؤول عن ملف دارفور، لتنسيق الجهود من أجل تحقيق سلام حقيقي ومستدام، واستكشاف آفاق تحقيق المصالحة السودانية ـ التشادية.

وأضاف أبو الغيط أن مصر لا تنطلق في رؤاها إزاء تسوية النزاعات الأفريقية من مصلحة وطنية ضيقة، بل من إحساس مصري رفيع بالمسؤولية إزاء الأشقاء الأفارقة، مسلحة في ذلك بخبرات دبلوماسية موسعة ومتراكمة لفض النزاعات والمساهمات المصرية في جهود حفظ السلام.

وأشار أبو الغيط إلى أن مصر تساهم تقريبا في كل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أفريقيا، وستحتل قريبا المرتبة الخامسة أو السادسة على مستوى العالم من حيث المشاركة بعمليات حفظ السلام، وقال إن أكبر تلك المساهمات المصرية توجد، وليس ذلك من قبيل المصادفة، في بعثات الأمم المتحدة بالسودان ودارفور والكونغو الديمقراطية، وهي النزاعات التي تبحثها قمة طرابلس الأفريقية الخاصة.