اعترافات جماعة «زاورلاند» في ألمانيا: التدريبات العسكرية في باكستان كانت «مملة» و«طفولية»

أحد المتهمين قال إنه أراد الذهاب إلى العراق أو أفغانستان أو الشيشان لكن زعيمهم أقنعه بالعودة إلى ألمانيا

TT

وصف آدم يلماز، الذي يحاكم بتهمة الإرهاب في ألمانيا، التدريبات العسكرية التي تلقاها في معسكرات «القاعدة» في باكستان بـ«المملة». وقال يلماز، 30 سنة، أمام محكمة دسلدورف (غرب) يوم أمس إن «الدروس النظرية» التي تلقاها هناك كانت «طفولية».

وأضاف الألماني، التركي الأصل، أمام القاضي أوتمار برايدلنغ، أن التدريبات العسكرية لفترة شهرين، على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية، لم تكن مسلية أبدا، لأنه أراد القتال ضد الأميركان مباشرة دون الحاجة إلى تدريبات وإعداد. واعترف بأنه أراد المشاركة مباشرة في «الجهاد» في العراق أو الشيشان، لكن رئيس المجموعة أقنعه بالعودة إلى ألمانيا والتحضير للعمليات هناك.

وعن التدريب على المتفجرات قال إنه أبدى اهتماما بالغا بذلك، وإن أسهل القنابل كانت القنابل المصنوعة من بيروكسيد الهيدروجين الشديد الانفجار. واعترف يلماز بأنه لم يعرف الشخص الذي تولى تدريب المجموعة المؤلفة من 10 أفراد، وقال إنه أراد «الجهاد» ولم يكن يعنيه أي مجموعة ستتولى قيادته إلى ذلك الهدف. وكان رئيس المجموعة، التي يطلق عليها اسم «خلية زاورلاند»، وهو الألماني فرتز غيلوفيتش قد اعترف يوم الثلاثاء الماضي بأنه عرف أن المعسكر يعود إلى منظمة «اتحاد الجهاد الإسلامي» التي تنشط في أوزبكستان.

وحسب اعترافات يلماز فإنه تعلم تركيب القنابل وتفجيرها في ذلك المعسكر، وخصوصا قنابل بيروكسيد الهيدروجين. وادعى المتهم أنه يعرف الخسائر التي كانت ستلحقها القنابل في ألمانيا، إلا أنه لم يعتقد آنذاك بأنه سيعمل على زرعها في ألمانيا.

واعترف اتيلا سيليك (28 سنة) بأنهم بقوا بلا هدف في ألمانيا رغم رغبتهم الظاهرة في الالتحاق بـ«الجهاد»، وبدأت صِلاتهم بالتنظيمات المتطرفة عام 2005 حينما نصحهم أحد الأصدقاء بالسفر إلى سورية والمشاركة في دورة لتعلم اللغة العربية. وأضاف: «لو أن الله أراد عكس ذلك لما التقينا بذلك الشخص».

تم اعتقال أعضاء خلية «زاورلاند»، وهم التركي آدم يلماز (29 سنة)، والألمانيان فرتز غيلوفيتش (29)، ودانييل شنايدر (22)، في سبتمبر (أيلول) 2007 بتهمة تشكيل منظمة إرهابية، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في ألمانيا، وكسب المتطوعين للحرب ضد قوات التحالف في أفغانستان والعراق. وجاء في بيان للنيابة العامة في كارلسروهه آنذاك أن الخلية كانت تستهدف القاعدة الأميركية في رامشتاين (جنوب) والقنصليتين الأوزبيكة والأميركية ببرلين. وتم العثور في حوزة المتهمين على كميات من بيروكسيد الهيدروجين، نحو 730 كلغم، كانت كافية لصناعة قنابل تلحق الموت بالعشرات.

تصنف دائرة حماية الدستور «اتحاد الجهاد الإسلامي» ضمن المنظمات المتطرفة، وتقدر عدد أعضائها في ألمانيا بنحو 300 شخص. وتتخصص هذه المنظمة، حسب رأي المحققين، في كسب وتجنيد الألمان الذين اعتنقوا الإسلام.