اليمن: انضمام لواء ميكانيكي من الحرس الجمهوري إلى القتال ضد الحوثيين

الاشتباكات متواصلة على أكثر من جبهة

مجموعة من الحوثيين يقفون فوق عربة مدرعة بعد أن استولوا عليها من موقع للجيش اليمني في أقليم صعدة (أ ف ب)
TT

إلى ذلك زجّ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس باللواء 29 ميكا (حرس جمهوري) في الحرب في صعدة ضد الحوثيين الشيعة، وزار صالح أمس معسكر طارق الذي يضم اللواء العسكري، وتحدث إلى المقاتلين فيه وحفزهم وقال: «أنا متأكد أنكم ستحسمونها، عندما تلتحقون بالمقاتلين في المنطقة الشمالية الغربية و معكم صقور الجو».

وقال صالح إن الحوثيين يريدون إعادة عقارب الساعة إلى الخلف بعودة الإمامة الكهنوتية، وأضاف: «الآن سنطهر كل مديريات صعدة ولن نسمح لهم العبث بالأمن والاستقرار في صعدة»، واصفا إياهم بـ«شرذمة خارجة عن النظام والقانون»، وأشار إلى أن هناك وحدات قتالية أخرى جاهزة للالتحاق بالحرب في صعدة، وتحدث عن قيام الحوثيين بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وإحراق المزارع.

وقال مخاطبا الضباط والجنود إنه خلال الأسابيع المقبلة «سنعمل على تطهير تلك المناطق بحسب تجربتنا في المناطق الوسطى في ثمانينات القرن الماضي»، مؤكدا أنه لو كانت جماعة الحوثي «قوى نظامية لحسمناها في أسابيع» وأنه سيتم تغيير التكتيك والاستراتيجية في الحرب».

وكانت الأنباء تضاربت أمس في اليمن عن إبرام اتفاق بين القوات اليمنية والحوثيين الشيعة يقضي بوقف إطلاق النار، حيث لم يصدر تأكيد أو نفي للخبر من الجانبين، في حين استمرت اشتباكات متقطعة في مديرية حرف سفيان في محافظة عمران بين الطرفين، في الوقت الذي عاود فيه الطيران الحربي قصف بعض المواقع في محافظة صعدة.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات ما زالت متواصلة في أكثر من جبهة قتال، خاصة أن هذه التطورات تأتي بعد يوم واحد فقط من إعلان الحكومة اليمنية أن اتفاقية الدوحة الموقعة بين الجانبين في منتصف عام 2007، انتهت، حيث أعلن وزير الإعلام اليمني، الناطق باسم الحكومة، حسن أحمد اللوزي، في مؤتمر صحافي أن الاتفاقية انتهت، وأن «العناصر التخريبية الحوثية» هي التي قضت عليها. وتزامن هذا الإعلان مع نقل الدكتور عبد الكريم الإرياني، المستشار السياسي للرئيس اليمني، رسالة شفوية من الرئيس علي عبد الله صالح، إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، تتعلق بالاتفاقية واتهام الحوثيين بعدم الالتزام بها.

وأكد اللوزي بصورة قاطعة أن الجيش يعتزم القضاء على «فتنة التمرد» في صعدة، مشيرا إلى أن الحوثيين يخوضون ضد القوات الحكومية حرب عصابات، وإلى عدم إمكانية تحديد موعد زمني لأي حسم عسكري.

وقالت تقارير صحافية يمنية إن 20 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم مساء أول من أمس في مواجهات بين الحوثيين ومسلحين من التيار السلفي الذين يتخذون من بعض مناطق محافظة صعدة معقلا لهم. وتعد هذه المواجهة هي الأولى بين الجانبين منذ اندلاع الحرب السادسة بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثيين في الثاني عشر من أغسطس (آب) الجاري، ونقل عن شهود عيان أن مستشفيات مدينة صعدة استقبلت عددا من جثث القتلى.

وتواصلت أمس الاتهامات التي تسوقها السلطات اليمنية للحوثيين بارتكاب الكثير مما تصفه بـ«الجرائم»، ونقل عن رمزية الإرياني، رئيسة اتحاد نساء اليمن، أن الحوثيين في محافظة صعدة قتلوا امرأة حاملا بالرصاص وأصابوا بناتها الثلاث، وقاموا بإبعاد طفلين عن أمهما ورميهما حتى فارقا الحياة، وذلك تحت مبرر عدم الالتزام بالتوجيهات.