قيادة المجلس الأعلى الإسلامي: لسنا قلقين على مستقبل كياننا.. ولا تغيير في خططنا

تقي: رئاسة المجلس محسومة لعمار الحكيم.. لكن من حق أي عضو الترشح

TT

يرى قادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أنه «ليس هناك أي خشية أو قلق على مستقبل كيانهم السياسي» برحيل زعيمهم عبد العزيز الحكيم، وأن «خطط وعلاقات المجلس باقية مثلما هي وربما ستتطور مع انتخاب رئيس جديد للمجلس».

وحول من سيترأس المجلس بعد رحيل الحكيم، قال الدكتور عادل عبد المهدي، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، نائب رئيس الجمهورية، إن «المجلس كيان مؤسساتي وله نظامه الداخلي الذي يؤكد على القيم الديمقراطية في انتخاب الرئيس القادم للمجلس». وأضاف عبد المهدي، الذي كان منشغلا باستقبال القادة السياسيين العراقيين المعزين بمقر المجلس في حي الجادرية، الكرادة، بجانب الرصافة من بغداد، قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، إن «اختيار الرئيس الجديد يتم من خلال مجلس الشورى المركزي، وآلية اختيار الرئيس ستكون ذاتها التي تم بها اختيار المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم لدى استشهاد شقيقه محمد باقر الحكيم عام 2003»، نافيا أن يكون هو المرشح لرئاسة المجلس، أو أنه سيرشح نفسه لهذا المنصب.

وشرح رضا جواد تقي، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، وعضو مجلس النواب (البرلمان) عن كتلة الائتلاف العراقي الموحد التي كان يترأسها الحكيم نفسه، قائلا «إن للمجلس الأعلى الإسلامي آلياته وتقاليده في اختيار الرئيس واتخاذ القرارات ورسم خطط كياننا السياسي وذلك عبر تشكيلاته الداخلية». وأضاف تقي قائلا لـ« الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس «هناك مجلس الشورى المركزي الذي يتكون من 26 عضوا قياديا، وهو أعلى سلطة أو تشكيل قيادي في المجلس، ومهمته انتخاب رئيس المجلس وتنفيذ البرامج والقرارات، فهو بمثابة السلطة التنفيذية للمجلس»، منوها بأن «هناك سلطة تشريعية وهي أشبه بالبرلمان داخل المجلس وهي اللجنة المركزية التي تقترح البرامج وتتخذ القرارات وترفعها إلى مجلس الشورى المركزي».

واستطرد تقي، الذي هو عضو في مجلس الشورى المركزي في المجلس الأعلى الإسلامي، قائلا، إن هناك أيضا «ستة مكاتب تنفيذية متخصصة، مثل مكتب الإعلام، ومكتب المرأة، والمكتب التنظيمي، وهكذا»، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 300 مقر للمجلس في عموم العراق. وأكد أن «المجلس الأعلى الإسلامي هو عنوان كبير تنضوي تحت مظلته مؤسسة شهيد المحراب، ومنظمة بدر وحركة حزب الله، وحركة سيد الشهداء».

وأكد تقي أن «الجميع الآن منشغل بموضوع تشييع جثمان السيد عبد العزيز الحكيم، ومراسم التعزية، ولم يطرح أي من قيادات المجلس موضوع رئاسة المجلس الأعلى الإسلامي، وربما سيتم هذا الموضوع بعد الانتهاء من مراسم التشييع والتعزية»، مشيرا إلى أن موضوع حسم رئاسة المجلس بعد استشهاد محمد باقر الحكيم عام 2003 «تم بعد ثلاثة أيام من استشهاده، وبعد أن تلقينا الكثير من الأسئلة حول من سيترأس المجلس، وقد تم انتخاب السيد عبد العزيز وفق آلية وسياق المجلس رئيسا وبالإجماع».

وعبر القيادي في المجلس عن اعتقاده أنه «ليست هناك أي مشاكل أو اختلاف حول هذا الموضوع، ذلك أن السيد عمار، النجل الأكبر لرئيس المجلس، مكلف رسميا ومن رئيس المجلس بأن يكون هو نائب رئيس المجلس، وطوال الأشهر الماضية التي كان خلالها رئيس المجلس مريضا ويتلقى علاجه قاد عمار المجلس بدلا عن والده، وحضر الاجتماعات واللقاءات السياسية مع القادة العراقيين وغير العراقيين، وقد برهن جدارته في قيادة الكيان، وأثبت أن له حضورا قياديا متميزا، وعرف بكفاءته وعلاقاته المتميزة داخل وخارج العراق».

وعما إذا كان سيظهر أي منافس لعمار الحكيم لرئاسة المجلس الأعلى الإسلامي، قال تقي «حسب النظام الداخلي، وسياقات العمل في المجلس، فإنه من حق أي عضو في مجلس الشورى المركزي أن يرشح نفسه لرئاسة المجلس، ويجب أن تتوافر شروط أساسية في المرشح، منها خبرته السياسية وثقافته الواسعة، وعلاقاته المنفتحة على جميع المكونات السياسية والاجتماعية في العراق، ونزاهته، وربما هناك من سيرشح نفسه لمنصب الرئيس، لكنني أستطيع القول إن رئاسة المجلس الأعلى الإسلامي محسومة لعمار الحكيم»، مشيرا إلى أن «هذا يجب أن يتم من خلال سياقات المجلس، أي أنه يجب أن يرشح عمار الحكيم نفسه، أو أن يرشح من قبل أحد الأعضاء أو من قبل أعضاء مجلس الشورى، ويتم التصويت عليه حتى وإن كان مرشحا واحدا، وباعتقادي أن النجل الأكبر لعبد العزيز الحكيم سيتم انتخابه بغالبية أعضاء مجلس الشورى المركزي».

وفي رده على سؤال عما إذا كان الآخرون سيعتبرون تداول منصب رئيس المجلس وراثيا إذا تم اختيار عمار الحكيم، خاصة أن والده اختير لرئاسة المجلس بعد شقيقه، والآن نجل الرئيس يصبح رئيسا، أجاب القيادي في المجلس، قائلا «كلا. المسألة لا علاقة لها بالوراثة، وإنما بالكفاءة، ونحن مؤمنون بكفاءة عمار الحكيم، كما أنه، وكما قلت لكم من حق أي عضو في مجلس الشورى المركزي أن يرشح نفسه لمنصب الرئيس، ويطرح اسمه للتصويت». وأكد أن «قيادة المجلس لا تشعر بأي قلق حول موضوع رئاسة المجلس وخططه لا سيما أن موضوع رحيل السيد عبد العزيز الحكيم لم يكن مفاجئا، بل جاء على مراحل، وأن رئيس المجلس نفسه وخلال مرضه رشح عمار الحكيم لينوب عنه سواء في قيادة المجلس أو في حضور الاجتماعات واللقاءات السياسية».